الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : خالص التهاني لأصحاب المعالي.. ( كلمة حق)
في صباح هذا اليوم وعقب الانتهاء من التشكيل الوزاري الجديد طلب مني ان أتوجه بكلمه للوزير الجديد في صورة مقاله وهنا آثرت ان تكون كلمتي شامله وعامه وغير موجه لشخص بعينه لأنها سوف تمس الواقع الاجتماعي و الاقتصادي المرير الذي نحياه….حيث انه من المعروف لدينا جميعا…
اولا-كانت جموع الشعب المصري تري اختيار شخصية اقتصادية ذات حنكه سياسيه وادارية ترأس الوزارة في تلك الأوقات العصيبه من حياه الأمة ولكن رأت القيادة السياسية(وحتما لها حيثياتها المنطقيه و المعلوماتية ) ان استمرار الدكتور مدبولي علي رأس التشكيل الوزاري الجديد اكثر ايفاده للصالح العام…
ونحن بالطبع نحترم رأي القيادة السياسية ولربما تشهد المرحلة القادمة تغيرا واضحا في أسلوب أداء الوزير الأول و متابعه العمل الوزاري بصورة اكثر حسما وبما يعود بالنفع علي المواطن البسيط.
ثانيا-لست ادري هل نتوجة بالتهنئة الي معالي وزير التربية والتعليم الجديد ام نقول له لماذا لا تخرج علي الرأي العام والذي اصابته البلبله مؤخرا حول مدي صلاحية او جديه مؤهله الدراسي….أين دور الأجهزة الرقابية التي أعدت تقارير الترشيح المتعارف عليها بالنسبة للقيادات العليا.
ثالثا-لاشك ان معالي وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار شخصية ذات أصول كريمة و طيبة وهو بصفه عامه رجل جاد وطني الا انه يقود واحدة من أهم واخطر الوزارات بمصر وهي وزاره الصحه التي تمس كل بيت في مصر وخاصة الفقراء…ان المستشفيات في مصر أصبح ينطبق عليها المثل البلدي(الداخل فيها مفقود و الخارج بإذن الله مولود)انها وبكل وضوح تحتاج الي ثوره اداريه و مهنية حقا انها مغارة واصبحت شبيه جدا بالمدارس الحكومية والتي يقابلها المدارس الخاصة…ولكننا نثق فيكم يا معالي الوزير وفي ادارتكم الحكيمة للخروج من الأزمة….
رابعا-معالي وزيره الشئون الاجتماعية والتي ترأست وزاره الفقراء علي الرغم من ان معالي الوزيرة تمثل الطبقة الراقية فمرحبا بكم في وزاره الفقراء و رفقا بالمحتاجين…
خامسا-معالي وزير التموين تولي الوزاره قبلكم وزير مخضرم و سياسي كبير لمدة عدة سنوات الا ان الوزارة و خاصة في الفتره الاخيره شهدت العديد من الازمات التموينية وخاصة في سلعتي السكر و الأرز مع العلم ان تلك السلعتين من حيث الإنتاجية تصل فيهما مصر تقريبا الي حد الاكتفاء الذاتي فهل هذا الاختفاء متعمد من قبل بعض التجار ام يرجع الي فشل ذريع في سياسة الوزاره اقصد بالطبع وزاره التموين و أجهزتها مع عدم المتابعة..الشعب يريد أن يعرف ما هي فلسفة و دور وزارة التموين في الفتره القادمة…
المجموعة الاقتصادية
سادسا-المجموعه الاقتصادية جاء التغير في المجموعة الاقتصادية بما لا يتفق مع طموح الشعب المصري الذي كان يأمل في وجود نائب رئيس وزراء للشئون الاقتصادية في حجم الدكتور القيسوني او الجنزوري اي شخصية سياسة بارزة وذات علم و خبرة في ذات الوقت ….الا انه تم استبعاد الوزيرة د.هاله السعيد وزيرة التخطيط والتي كان يراها الكثير انها من الخبراء المميزين ولم يعين وزير للاقتصاد
وتم استبعاد وزير المالية القديم واتي نائبه في منصب الوزير الجديد فهل ياتري هناك امال و طموحات للخروج من الأزمة الحالية…
البحث العلمى
سابعا-البحث العلمي..لقد ناشدنا القيادة السياسية مرات عديدة بأن تضم جميع مراكز البحث العلمي المتنوعة و التابعة لبعض الوزارات تحت مظلة واحدة وهي وزاره البحث العلمي حتي يصبح الباحثون اكثر أمانا و استقرار..ولكن دون جدوى ..
ثامنا-وزاره الزراعة وأعتقد أن تلك الوزارة تعني لمصر بل و كل دول العالم توفير الأمن الغذائي الذي يعتبر المكون الأساسي للأمن السياسي انطلاقا من المقولة ( من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره السياسي )..فكيف لا يكون علي رأس الوزارة احد المتخصصين في العلوم الزراعية الحديثة وهنا اختلف الناس كثيرا بين معارض و مؤيد حول مدي امكانيه ان يتقلد حقيبة الزراعة (محاسب) وهذا يشكل الجانب الأكبر من الرأي العام أما القسم الاخر وهو قليل يري ان الأمر ليس بجديد فقبل ثورة ١٩٥٢ تولي فؤاد باشا سراج الدين وزاره الزراعة وكانت يحمل درجه ليسانس حقوق…وربما يكون الرد بأنه كان في الماضي لكل وزارة ( وكيل فني دائم ) ..يصرف أمورها علي خير وجه ..
وزير الزراعة.. بدرجة محاسب
المهم قضي الأمر وتولي وزارة الزراعة رجل بدرجة محاسب علي الرغم من وجود ما يقرب عشرين ألف من حملة درجة الدكتوراة في العلوم الزراعية بالجامعات ومراكز البحوث المصرية ..مع عدة آلاف من حملة بكالوريوس العلوم الزراعية والكثير منهم مؤهل للقيادة ..ألا اننا نرحب بالسيد الوزير الجديد والذي نأمل أن يتحقق الخير علي يديه للقطاع الزراعي المصري والذي يعاني وبشدة في السنوات العشر الأخيرة من تدمير للهيكل الإداري والفني بالعديد من الادارات والقطاعات ..ونأمل من سيادته ما يلي…
١-اعادة النظر في تجديد الحياة بجهاز الإرشاد الزراعي الذي تأكل وذلك بخروج النخبه المميزة من رجاله الي سن المعاش دون تجديد الدماء و المطلوب علي وجه السرعة إعادة تعيين اوائل الخرجين بالجهاز و إعادة النظر في ميزانية الجهاز التي وصلت الي الحضيض فهو حلقه الوصل بين رجال البحث العلمي و الفلاح مع أحياء المراكز الإرشادية بالمراكز و القري وأيضا مراكز الدعم الاعلامي بالمحافظات مع أحياء الحملات القومية للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية.
٢-اعاده الحياة الي قطاع الميكنة العملاقة والذي تأسس في عهد الدكتور والي احد أبرز وزارء الزراعة في العصر الحديث مع العلم بأن هذا القطاع يضم العديد من المعدات والتي تصل ثمنها الي المليارات وأصبح الكثير منها في حاله حرجه و تدعوا للاسي..
٣-احياء قطاع المكافحة الميدانيه والذي تم اعداده في سنوات عديدة وأصبح في حالة مشابه لجهاز الإرشاد الزراعي.
٤-احياء دور قطاع الإنتاج بمركز البحوث الزراعية و ذلك بدلا من بيعه بثمن بخس او التفريط فيه..أما في حالة الاضطرار للبيع فيمكن استخدام العائد في الاحلال و التجديد .
٥-اعاده النظر في دور البنك الزراعي والذي تحول الي بنك استثماري بدلا من خدمة الفلاح البسيط مع تصحيح دور التعاون الزراعي صاحب الملايين المكنزة.
٦-اعاده النظر في دور هيئة التعمير وأيضا كل الجهات المشرفة علي ١١بحيرة طبيعه مصرية بالإضافة الي اكبر بحيرة صناعيه في العالم وهي بحيرة ناصر مع العلم بأن مصر التي تمتلك أكبر شواطئ ساحلية بالعالم مستورده للأسماك وليس مصدره لها..
٧-اعاده النظر في الهجمه الشرسه علي محطات البحوث الزراعية مع العمل علي تطويرها بدلا من التفكير في بيعها…
اعتقد ان التاريخ سوف يسجل لكم ذلك الدور الرائد وانتم الرجل الاقتصادي البارز و الذي نجح في قيادة العديد من الاجهزه المصرفية ومشهور عنكم الصدق و الأمانة…
واسلمي يا مصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي
دكتور حمدي المرزوقي
وكيل وزارة سابق