أخبارخدماترئيسيمجتمع الزراعة

الدكتور محمد المليجى يكتب : حلم نقابة الزراعيين

كنت ابحث في أوراق قديمة عن ورقة ما فعثرت بالصدفة على إيصالات قديمة لتسديد اشتراكات نقابة الزراعيين فرع الإسكندرية التى لم اتذكر اني عضو بها حتى رأيت هذه الإيصالات التى كان آخر وصل تسديد اشتراكات لها عام ١٩٩٦م. انتابني شعور لحظي بالفرحة المؤقته لانى انتمي لنقابة الزراعيين المصرية حيث لا انتمي لأي مؤسسة في مصر منذ سفري للخارج عام ١٩٧٤م. حتى بيتنا الكبير في قريتنا حيث ولدت لم اعد اشعر فيه بالإنتماء القديم فالجدران لم تعد تشع ذلك الدفيء القديم. لقد بردت الجدران بعد ان ذهب معظم الأحباب الذين كانوا كالشمس مصدرا لدفء الأرض.

للحظات تعلقت بخيط واهي جدا وهو الانتماء إلى نقابة زراعيين مصر. بحثت عن فرع الإسكندرية الذي انتمي إليه في الفيس بوك لأجد لها صفحة واربع تليفونات. قررت ان اسأل ان كانت لى عضوية بالفعل وما هو المطلوب لتجديدها ان كانت قد توقفت. لم افكر في اي شيء سوي معرفة موقفى لهدف واحد وهو لقاء من تبقي من جيلينا هناك او من خلال ندوات او رحلات تقيمها النقابة. رد التليفون فورا من خلال عبارات مسجلة يقول فيها ان المعاشات لم تعد تصرف من النقابة وتصرف من خلال البنوك ثم ذكر تعليمات الحصول على المعاش من البنك ثم اغلق الخط. طلبت ثلاث ارقام اخري ولم يرد أحد. وهنا يتضح لك الحال من اول اتصال

عدت لتصفح موقع النقابة على الفيس بوك ورأيت العجب فلم يذكر احد النقابة بخير والسبب المعاش. ظننت ان معاش المهندس الزراعي من النقابة شيء مغري وإذ به ١٠٠ جنيه شهريا وحسب ما ذكره الاعضاء ان الصرف يتم بعد شهور او سنوات من موعده. وتعجبت اكثر ان الاشتراك السنوي ٨٥ جنيه ؟ لذلك ف ١٠٠ جنيه معاش أمر طبيعي إلا إذا كان العضو يدفع مبالغ اخري.
النقابات عموما كما اتصور ليس من دورها جمع اشتراكات ودفع معاشات ولكنها مؤسسات تدافع عن حقوق الأعضاءها واجورهم في المجتمع اما المعاشات فتتولاها شؤون المعاشات في الدولة. ولا اظن ان اي شخص منتمي لنقابة يجب ان يعتمد على معاشات النقابة فهذه ليست معاشات بالمرة بل مجرد نسبة من فوائد لفائض مدخرات لدي النقابة.
المهم اني وجدت عشرات التحذيرات من الانضمام إلى النقابة لأن فهم دور النقابة مغلوط تماما خاصة ان لم تكن النقابة تعمل لصالح العضو من الناحية الوظيفية.
عموما النقابات تنظيم اشتراكي لا يوجد في الدول الرأسمالية إلا في أضيق نطاق وفي مجال الطبقات العاملة كعمال السيارات وعمال المحاجر والفحم وعمال الحديد وعمال النظافة والذين يجابهون مشاكل مع المجتمع ومع اصحاب رؤوس الاموال. ولم اسمع في امريكا عن نقابة للأطباء او المحامين او الزراعيين.

بعد ان رأيت هذا الرفض والسب العلني والاتهام بالتقصير لنقابة الزراعيين شكرت الله على اني بعيد عن هذا العراك والخيرة فيما اختارها الله واعدت الإيصالات إلى الملف ونسيت وهم الإرتباط بأي مؤسسة أخري إلا في فعل الخير.

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى