الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : الاكتفاء الذاتى من القمح يا دكتور عبد الجليل.. من أحلام اليقظة ( كلمة حق)

كلمة حق… من هنا نبدأ…

أ.د اسماعيل عبدالجليل – المحترم
لابد أن نعترف أن المساحة الفعلية لمصر في حدود حوالي ٨.٥ مليون فدان منها حوالي ٢.٥ مليون فدان منزرعة بصفة شبه ثابته بالمحاصيل البستانية والخضروات اذن باقي المساحة التي يمكن زراعة القمح بها كمحصول استراتيجي هي حوالي ٦ ملايين فدان ..فأين اذن مساحة البرسيم محصول العلف الأساسي للماشية ..واين بنجر السكر واين الفول البلدي واين العدس ..معادلة صعبة ..

المطلوب اذن المزيد من التوسع الرأسي في صورة إنتاج أصناف وسلالات مبشرة ومتفوقة وهذا الجهد العظيم قاده ابو القمح المصري ( ا.د عبدالسلام جمعة ) ومعه نخبة من الرجال الأطهار بقسم بحوث القمح – معهد بحوث المحاصيل في فترة د.والي – رائد النهضة الزراعية الحديثة الذي كان يحترم الباحثين ولا يفرق بينهم حتي بالقول الغير مسؤل مثل ..الباحثين الجادين فقط وغيرها من الأوصاف القاتلة للمعنويات ..فمن الذي يمكن أن يقيم الباحثين الي جادين وبالتالي مجموعة أخري غير جادة ..إلا اللجان العلمية التي تمنحهم درجات الماجستير والدكتوراه ثم درجة استاذ مساعد بعد مجهود مضني ثم الي درجة استاذ بعد عشر سنوات من الدكتوراة وبعد العديد من الأبحاث العلمية التطبيقية المتواصلة تنشر في أرقي المجلات العلمية المصرية والعالمية ..حتي يأتي شخص لا علاقة له بالجهاز العلمي ويقول هذا جاد ..اذن فالاخر غير جاد ..ألا يولد ذلك الشعور بالاحباط مع ميزانية متدنية ..

لقد بلغت ميزانية مركز البحوث الزراعية ايام د.والي الي حوالي المليار كما أخبرني بذلك المرحوم العالم الجليل ا.د.احمد غنيمة ثم تدنت الي عدة ملايين اقل المائة …ثم يأتي بعد ذلك التهديد المستمر ببيع الوحدات الإدارية للمركز او تأجيرها ..او… ما يسمي مشاركة القطاع الخاص ..لست ادري كيفية تلك المشاركة ..

لابد من تحقيق الاستقرار النفسي للباحثيين العلميين .. اذا كنا نطلب منهم المزيد من العطاء وليس بالتقليل منهم …!!!
اري انه في تلك الفترة الحرجة من حياة الأمة لابد من التفكير بجدية في تحقيق درجة كافية ومطمئنة من الأمن الغذائي اذا أردنا الخروج من المأزق اما الاكتفاء الذاتي تماما ..فهذا شبه حلم من أحلام اليقظة ..نأمل أن نصل اليه يوما ما
وعلي العموم طريق الالف ميل ..يبدأ بخطوة ..خطوة ..الي الامام
واسلمي يامصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي
د.حمدي المرزوقي