منذ حوالي أسبوع مضي بلغت من العمر 71 عاما في رحلة طويلة متنوعة بين الشقاء والسعادة..والألم والفرح أعتقد أنني قد زرت خلالها أماكن كثيرة من بلدنا الغالي مثل محطة البحوث الزراعية بكوم أمبو (أسوان) والسد العالي ذلك المشروع الجبار والذي ساهم في تنمية مصر رغم أنف الإستعمار الي محطة بحوث النوبارية ثم محطة بحوث السرو شرق البلاد ثم سافرت في البعثة الدراسية الي الإتحاد السوفيتي في الفترة من ١٩٨٥/١٩٩٠ لدراسة الدكتوراة
وهناك مارست الكتابة بجريدة الشباب العربي الصادرة عن وزارة الشباب بالقاهرة والتي توزع علي جميع المغتربين العرب والمصريين بالخارج وساهمت فيها بكتابة العديد من المقالات الوطنية والتي تهدف الي الإصلاح والتنمية في مجتمعنا العربي والمصري وبعد ذلك العودة إلى أرض الوطن عام ١٩٩٠م للعمل باحث (مدرس) بمحطة البحوث الزراعية بالجميزة التي تعد ثاني أكبر وأهم المحطات البحثية في جمهورية مصر العربية الي أن وصلت الي العمل مديرا لذات المحطة لمدة بضعة أشهر في يناير ٢٠٠٧ حتي شهر أغسطس حيث تم ترشيحي من قبل الأستاذ الدكتور رئيس المركز الأسبق لدي السيد الوزير للعمل وكيلا للوزارة بمحافظة المنوفية العريقة ولمدة أربع سنوات حتي أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١م ثم انتقلت للعمل بالجيزة وكيلا لمعهد بحوث المحاصيل الحقلية لمدة بضعة أشهر ثم صدر القرار الوزاري لتكليفي بالعمل مدير للهيئه العامة للموازنة الزراعية (وكيل وزارة) ولمدة عام وكنت قد رشحت أثناء تلك الفترة للعمل محافظا لواحدة من أهم المحافظات المصرية ..
ونظرا لبلوغي سن الستين في يناير ٢٠١٣م وأصبحت رئيس بحوث متفرغ (أستاذ متفرغ) .. خيرت للعمل بين المركز الرئيسي بالجيزة أو العودة إلى محطه البحوث بالجميزة وبالطبع اخترت محطة البحوث بالجميزة وحتي الآن أتشرف بالعمل بها والي أن يأذن الله تعالي بانتهاء رحلة العمر .. وأدعو الله من كل قلبي أن يجعل خير أيامنا خواتيمها وأن نستمر في قول كلمة الحق كما تعودنا منذ نعومة أظافرنا وحتي النهاية .. نعم إن الحق غير محبوب من الكثير بل ينفر منك الأخرين ولكنني علي يقين تام أنه لا يصح إلا الصحيح ..
لقد عاصرت العديد السادة الأساتذة رؤساء مركز البحوث الزراعية منذ إلتحاقي بالعمل بالمركز وحتي الآن وكان أبرزهم ولا شك بل أكثرهم تأثيرا ونشاطا في حياة المركز والباحثين السادة أ٠د أحمد ممتاز و أ٠د الوزير عبد الرحيم شحاتة و أ٠د عبد السلام جمعة عليهم جميعا رحمة الله .. مع الإحترام الكامل لكل من تقلد المنصب .
كما تقلد منصب وزير الزراعة بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وحتي الآن العديد من الشخصيات البارزة إلا إننا نري أبرزهم ولا شك … م.سيد مرعي وكان شخصية وطنية عامة وسياسية من الطراز الأول نالت الإحترام والتقدير .. أما الشخصية الأكثر تأثيرا علي السياسه الزراعية والنهضة العلمية التطبيقية الحديثة ولا شك فأنه الدكتور يوسف والي (ومهما أختلف حوله الناس) .. إن الرجل جمع بين السياسة العامة والمعرفة العلمية التخصصية وكانت له إنجازاته في شتي المجالات الزراعية .. حيث كادت البلاد في عهده أن تحقق الإكتفاء الذاتي في إنتاج الدواجن والبيض وشهدت محاصيل الحبوب الإستراتيجية نهضة علميه غير مسبوقه .. كما إننا نشهد بأن مركز البحوث الزراعية في عهده عاش أزهي فترات حياته حتي الآن .
وكنت قد تلقيت العديد من صادق التهاني الشخصية في ذكري يوم مولدي من الأهل والأحباب والأصدقاء والزملاء والأساتذة من المراكز البحثية المختلفة والجامعات ومن بعض السادة رجال الإعلام والصحافة والحكم المحلي وبعض السادة القادة والضباط من القوات المسلحة والشرطة وأعضاء الهيئات القضائية المختلفة ولهذا أري لازما وشرفا لي أن أتوجه بالشكر والإحترام والتقدير الي كل بأسمه وأعتبر أن هذا شكر خاص للجميع .. ولقد كان لكل ذلك أطيب الأثر علي نفسي وأعاد إليها الإطمئنان والسعادة علي الرغم من صعوبة الآيام التي تمر بنا ومن حولنا أيام إختلط بها الحابل بالنابل .. وأصبحت علي يقين بأننا مازلنا بخير ومحبة.
ولا يمكن بحال من الأحوال أن نعيش بعيدا عما يجري علي الأرض الطاهرة والمقدسة .. أرض فلسطين السليبة ونحن نشاهد ما يجري يومياً في قطاع غزة الثائر ضد الغزوة الصهيونية والإستعمارية الشرسة.. إن قطاع غزة الأعزل يواجهه أعتي القوي العسكرية العالمية الغاشمة ممثلة في أمريكا والقوي الغربية الاستعمار ية البغيضة والتي تعمل جميعا تحت شعار (لا اريكم إلا ما أري).. ولكننا علي يقين تام بأن نصر الله قريب وأت إن شاءالله .. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله…. وما النصر إلا من عند الله ..
وأقول لأهلنا بغزة الصامدة .. لقد بدأتم طريق الحرية والنصر لأن الطريق الي الحرية وتحرير الأرض والحفاظ علي العزة والكرامة يمر من خلال فوهة بندقية .. نعم قدمتم أكثر من ٢٠ألف من خيرة الشهداء أكثرهم من الأطفال الأبرياء والنساء الفضليات مع ألاف المصابين والجرحي .. وهنا أذكركم بأحرار الجزائر الذين قدموا أكثر من مليون شهيد حتي عادت الجزائر عربية حره آبية .
ولابد ايضاً أن نتذكر ملايين الرجال الذين قدمهم الإتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية لإنقاذ العالم من هيمنة النازية .. لقد أكل الشعب السوفيتي أوراق الشجر إلا أن النصر كان حليفهم في النهاية .
والله كم كنت أتمني أن أكون في سن الشباب حتي أكون معكم في معركة العزة والكرامة والتحرير …
واسلمي يا مصر إنا لك الفدا ،،،،
د.حمدي المرزوقي
وكيل وزارة سابق