الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : التغيير ..ضرورة وطنية
خواطر وطنية ..وبعيدا عن السياسة
تظهر علي الساحة القومية بين الحين والآخر أخبار عن تغيير او ربما حتي تعديل وزاري محدود يلبي احتياجات ومتطلبات المواطنين وخاصة البسطاء منهم ..بل كنا جميعا او ربما الكثير منا يعتقد انه عند أول اجتماع للبرلمان ( الجديد ) ومنذ يناير ٢٠٢١ ان التغيير الوزاري امر لابد منه طبقا للدستور الجديد مع العلم بأنني لا احمل نسخة من الدستور حتي الآن..ألا ان بعض خبراء القانون الدستوري المصري قد خرجوا علينا في حينها وأكدوا ان التغيير الوزاري في تلك الظروف ( جوازي ) وليس وجوبي ..ولكن ربما يكون هناك امل مع تعديل ( محدود) يلبي احتياجات المواطنين ..إن الناس لا ترغب في التغيير او حتي التعديل لمجرد الرفاهية بل تعلقا بالأمل في الإصلاح المالي والإداري المنشود والذي يحقق مستوي من المعيشة لائق بالمواطن البسيط حتي يمكن مواجهة متطلبات الحياة التي أصبحت صعبة علي البسطاء وايضا علي متوسطي الدخل ..
لقد بدأ البرلمان نشاطه الرقابي المشروع في مواجهة قوية ومبشرة للغاية مع السيد وزير قطاع الأعمال والذي ابدي أمام المجلس الموقر تصميما قويا في التفريط في مصانع الحديد والصلب المصرية بحلوان والأرض الملحقة بها وتقدر بالمليارات بالبيع بثمن بخس ( دراهم معدودات ) وهو فيها من الزاهدين ..وكانت حجته والتي بني عليها قراره ان المصانع غير قابلة للإصلاح او التجديد وان الخير في بيعها او التفريط فيها وتصدي له السادة أعضاء المجلس بشفافية احسسنا فيها بأن هناك امل في إصلاح حقيقي ..وشعرنا ان السيد الوزير اول الراحلين فيما يسمي بالتعديل الموسع ..ولكن يبدو أن كان مجرد حلم جميل او نوع من الخيال غير العلمي او حتي مجرد سراب واستقر الأمر للسيد الوزير ويبدو ( والله اعلم ) انه مشي في طريقه غير مبال ..وارتفع ثمن سعر طن الحديد بصورة خيالية ..لان السوق يتحكم فيها القطاع الخاص منفرد..دون مشاركة القطاع الحكومي والذي كان يحقق التوازن لصالح المستهلك البسيط…
وأعلن الوزير ذاته انه يريد إقامة مصنع للغزل والنسيج يتكلف حوالي ١٨ مليار جنيها ..مع العلم بأن مصر تمتلك قاعدة صناعية وذات سمعة عالمية في الغزل والنسيج من ايام طلعت باشا حرب ومصانع الزعيم عبدالناصر المعطلة …الرجل يسير عكس التيار الإصلاحي للدولة ..ونتساءل أين البرلمان
– الجميع يتساءل ماهو مستقبل ابنائنا في التعليم ( طبعا قبل الجامعي ) ..فمن المعلوم للجميع عدم انتظام التلاميذ في الدراسة تقريبا العاميين الماضيين نظرا للخوف من انتشار وباء الكورونا ولكن مع بداية العام الدراسي الجديد هذا العام ٢٠٢١/ ٢٠٢٢ أصر معالي الوزير علي ضرورة انتظام التلاميذ في الحضور اليومي للدراسة ( وهذا شيئ محمود ومشكور ) للسيد الوزير ..ولكن كان الأمر مخيبا للامال حيث فوجئ الجميع بالتكدس الشديد في الفصول الدراسية وعدم وجود أماكن كافية لجلوس التلاميذ بل ان بعضهم يفترشون الأرض علي صفحات الفيسبوك ..مع وجود اخبار ( ) بانتشار موجات امراض البرد وربما الكورونا بينهم ..هل فوجئ السيد الوزير بذلك ..ألا توجد خطة لدي هيئة الأبنية التعليمية لاستيعاب التلاميذ …الا توجد محاسبة وحسم ..انهم أطفالنا..فلذات اكبادنا تمشي علي الارض….اغلي مانملك جميعا ..انها ثروة الأمة المصرية نحو مستقبل افضل ..هؤلاء التلاميذ
وزارة الأمن الغذائي
– ونأتي الي مثال اخر يحتاج للمناقشة والإصلاح السريع ..في وزارة الزراعة او الوزارة التي اطلق عليها يوما الرئيس السادات اسم وزارة ( الأمن الغذائي ) ..فأنه منذ حوالي العاميين يترأسها وزير يحمل بكالوريوس تجارة اي ( محاسب ) وهو رجل فاضل وكان مديرا لاكثر من بنك ..ناجح في مجاله وبامتياز ..إن وضع خطة لتحقيق الأمن الغذائي لدولة في حجم مصر ..تحتاج الي عالم لا يقل شأنا عن الدكتور والي او الدكتور عبدالسلام جمعة ..وأمثالهم في مصر كثير في بمركز البحوث والجامعات والالاف من المهندسين الزراعيين ..ايها السادة لقد وصل سعر شيكارة السماد الي ٥٠٠ جنيها او يزيد ..ارحموا الفلاح من الجشع ….باللجوء الي المختصين ….
– ثم نأتي الي السيد وزير الري ..وكنا نريد أن نبتعد ولو مؤقتا عن القلق ولكن ما جاء علي لسان سيادته وبعض العلماء المتخصصين في مؤتمر عقد منذ ايام آثار القلق البالغ ..حيث تم التصريح بأن( سد النهضة ) قابل للانهيار في المدي القريب ..ما مدي صحة تلك الانباء..وما دور المجلس البرلماني الموقر ..واين علماء المركز القومي لبحوث المياه ( التابع لرئاسة السيد الوزير ) ….!!!!!
– ثم نأتي اخيرا الي الأحداث المؤسفة ( والسرية ) والتي تجري احداثها في دواوين وزارة الصحة المصرية ..مع العلم بأننا نحترم تماما تعليمات القضاء ..وايضا لانسمح لاحد أيا من كان ان يتهم اي انسان دون وقائع مادية حقيقية ….وهل للبرلمان من دور …
اعتقد رغم قسوة تلك النماذج الصارخة ..ألا اننا لعلي يقين تام بأن الإصلاح قادم لا محالة ..لان لمصر ( ربان ماهر ) ..ذكي ومتفهم وقادر علي القيادة …..
واسلمي يامصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي
د.حمدي المرزوقي