أخباردرسات وابحاثمجتمع الزراعةمقالات

الدكتورة إيمان المحراث تكتب : البروبيوتيك صحة وغذاء

قبل التعرف على بكتيريا البروبيوتيك؛ علينا التعرف على ماهية البكتيريا النافعة، وأهميتها للصحة وجسم الإنسان، فمما لا شك فيه عدم وجود مكان يخلو من البكتيريا سواء الضارة أو النافعة، حيث إن البكتيريا تعيش في كل مكان، بالإضافة إلى أنها تعيش في أجسامنا، وليست جميعها تتسبب في الإصابة بالأمراض، فهناك بكتيريا نافعة يحتاجها الجسم، تقي من بعض المشاكل الصحية مثل الإسهال، والإمساك، والسمنة المفرطة، وغيرها من المشكلات الصحية.
ما هي البروبيوتيك؟

تم تعريف البروبيوتيك من قبل منظمة الصحة العالمية(WHO) على أنها “كائنات دقيقة حية والتي9عند إعطائها بكميات كافية تمنح فائدة صحية للمستهلك”. يؤكد هذا التعريف على أهمية البروبيوتيك كونها خلايا حية. تدعم الكائنات الحية المجهرية البكتيريا المفيدة الموجودة بالفعل في الجهاز المعوي. هذه الكائنات الدقيقة ضرورية لهضم العناصر الغذائية وتوازن البكتيريا المعوية.

أنواع البروبيوتيك

1. اللاكتوباسيلس Lactobacillusهي أحد أنواع بكتيريا حمض اللاكتيك Lactic acid، وهي الأكثر انتشاراً وتتواجد في منتجات الألبان وفي الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، ويساعد هذا النوع من البكتيريا في علاج الإسهال، وهي مفيدة أيضا للأشخاص الذين لا يقدرون على هضم اللاكتوز.
2. بيفيدو باكتيريوم Bifido bacteriumتتواجد في بعض منتجات الألبان، ولها الأهمية في التقليل من أعراض متلازمة القولون العصبي.
3. الخميرة السكريّة Saccharomyces boulardii نوع من أنواع الخميرة التي تعمل تمامًا كالبكتيريا.
فوائد البروبيوتيك الصحية
• البروبيوتيك مفيدة للجهاز الهضمي، فهي تعمل على التوازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة، وبالتالي تنظيم أداء الجهاز الهضمي، والحفاظ على أداء وظيفته بشكل سليم، والحفاظ على صحة الأمعاء.
• تعمل على الحماية من الأمراض والعدوى، حيث تقوي الجهاز المناعي، وتقي من الأمراض المختلفة واضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب القولون التقرحي والالتهابات المهبلية، والالتهابات الجلدية وغيرها
• التخفيف من متلازمة القولون العصبي.
• علاج التهابات الأمعاء.
• علاج الإسهال الناجم عن الطفيليات، والبكتيريا الضارة، والفيروسات.
• تساعد على التخفيف من الحساسية، وعلاج نزلات البرد.

مصادر البروبيوتيك

• يمكن الحصول على البروبيوتيك من بعض المنتجات الغذائية مثل الزبادي ومنتجات الألبان، والملفوف المخلل، والنخالة التي تجدها في حبوب القمح، والخبز الكامل، وبذرة القطوناء.
• يمكنك العثور عليها في كبسولات البروبيوتيك و أدوية البروبيوتيك بأنواعها المختلفة، وتعمل كبسولات البروبيوتيك على تعزيز الجهاز المناعي، والحفاظ على الوزن الصحي للجسم، ومنع الإسهال أو الإمساك، ولكن يراعى عدم تناولها إلا بعد استشارة الطبيب.

كيف يعمل البروبيوتيك؟

لقد ثبت أن البروبيوتيك يعمل من خلال الآليات التالية:
1. التنافس على العناصر الغذائية – ستستخدم الكائنات الحية الدقيقة المفيدة والممرضة داخل الأمعاء نفس أنواع العناصر الغذائية. ينتج عن هذا منافسة عامة بين البكتيريا على هذه العناصر الغذائية التي تحتاجها البكتيريا للنمو والتكاثر. عندما يتم إعطاء البروبيوتيك ، هناك انخفاض عام في العناصر الغذائية المتاحة للبكتيريا المسببة للأمراض ، وبالتالي ، فإن هذا يقلل من مستويات الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض.
2. التنافس على مواقع الالتصاق – يمكن للبكتيريا المفيدة أن تلتصق بجدار الأمعاء وتشكل مستعمرات في مواقع مختلفة في جميع أنحاء القناة الهضمية. هذا يمنع البكتيريا المسببة للأمراض من العمل ، مما يؤدي إلى طردهم من الجسم.
3. تحسن في عملية الهضم – لقد ثبت أن البروبيوتيك يزيد من كفاءة عملية الهضم وبالتالي يساعد على تحسين عسر الهضم.
4. إنتاج حمض اللاكتيك – تنتج البروبيوتيك حمض اللاكتيك الذي يعمل على تقليل درجة الحموضة في القناة الهضمية ، وبالتالي تثبيط نمو البكتيريا المسببة للأمراض ، والتي تفضل بيئة أكثر قلوية.
5. التأثير على المناعة – لقد ثبت أن البروبيوتيك يزيد من مستويات إشارات الخلايا الكيميائية وفعالية خلايا مكافحة العدوى (خلايا الدم البيضاء).

هل يمكن أن تكون البروبيوتك ضارة ؟

البروبيوتيك لها تاريخ طويل من الاستخدام الآمن خاصة بالنسبة للأشخاص الأصحاء، ومع ذلك ، بالتوازي مع هذا الأمر فلم يتم اجراء الدراسات الكافية حتى الان حول مدى سلامة البروبيوتيك وأمانه بالنسبة للانسان ، لذلك يبقى هناك نقص في المعلومات الموثوقة حول تكرار وشدة الآثار الجانبية . قد يكون خطر الآثار الضارة من البروبيوتيك أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض خطيرة أو ضعف في جهاز المناعة ؛ وكذلك الأشخاص المعرضون لمخاطر عالية مثل الأطفال الخدج أو مرضى المستشفى المصابين بأمراض خطيرة ، لذلك فمن المهم موازنة المخاطر المحتملة للبروبيوتيك مقابل فوائدها بعناية .

وتشمل الآثار الضارة المحتملة للبروبيوتيك ما يلي:

• خطر العدوى وإنتاج المواد الضارة بواسطة الكائنات الحية الدقيقة بروبيوتيك
• مخاطر نقل الجينات المقاومة للمضادات الحيوية من الكائنات الحية الدقيقة بروبيوتيك إلى الكائنات الدقيقة الأخرى في الجهاز الهضمي
• في بعض الحالات قد تشتمل الآثار الجانبية الخفيفة على اضطراب المعدة والإسهال والغازات والانتفاخ خلال أول يومين بعد البدء في تناولها . قد تسبب البروبيوتك أيضًا ردود فعل تحسسية .
• في بعض الحالات قد تشكل الملوثات المجهولة في عبوات البروبيوتك مخاطر صحية خطيرة .
• تصنف البروبيوتيك عمومًا على أنها طعام وليس دواء ، مما يعني أن منتجاتها لا تخضع للاختبار الصارم للأدوية .

الخلاصة :

تعتبر البروبيوتيك علاج آمن حيث:
• يساعد البروبيوتك في تعويض خسارة البكتيريا النافعة أو الفلورا الطبيعية من الجسم مما يعززالحفاظ على التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة والضارة في جسم الانسان ؛ لذلك فإن تناول البروبيوتك بعد الانتهاء من تناول المضاد الحيوي قد أثبت فوائد ملموسة على صحة الجسم
• أظهر البروبيوتيك نتائج واعدة في الوقاية وعلاج بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل الاسهال الناجم عن استخدام المضادات الحيوية ؛ وكذلك الإسهال المعدي ( الناجم عن الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات ) والاسهال الناتج عن علاج السرطان ؛ كما استخدم ايضا في علاج الإمساك
• اثبت البروبيوتك فعاليته في علاج القولون المتهيج ومرض التهاب الأمعاء ( IBD ) وكذلك الحفاظ على صحة المسالك البولية والمهبلية ووقايتها من الالتهاب بصورة متكررة
• أثبت البروبيوتك دورا في الوقاية من بعض الامراض الجلدية مثل الحساسية الجلدية كما أنه نجح في علاج بعض حالات الاكزيما
المراجع: https://www.webmd.com. What Are Probiotics?. 2021,
Use of probiotic microorganisms in the formulation of healthy meat products (2021):Noelı´ Sirini; Laureano S Frizzo; Gonzalo Aleu ;Lorena P Sotoand and Marcelo R . Food Science, 38:141–146
Topical use of probiotics: The natural balance (2017) Freni Kekhasharú Tavaria ,Porto Biomed J. vol.2:69-70


د/إيمان محمود المحراث
باحث صحة الاغذية –معهد بحوث الصحة الحيوانية -المنصورة – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى