الدكتور سعد سمير يكتب : خطورة الحيوانات والطيور النافقة
باتت الحيوانات النافقة تمثل خطراً يهدد صحة وسلامة البيئة، ، لذا يجب التخلص منها بشكل آمن للحد من تلوث التربة والمياه، وتجنب خطر انتشار الأمراض ، والمشكلة تمثل تحدياً كبيراً أمام المسؤولين والمهتمين بصحة الإنسان والحفاظ على البيئة كما انه يجب على أصحاب هذه الحيوانات النافقة اتباع المبادئ التوجيهية والعلمية الصحيحة للتخلص من النافق.
من الممارسات السيئة والشائعة لدي كثير من أصحاب هذه الحالات إلقاء الجثث على الطرقات، والمجاري المائية، أو بالقرب من مصادر المياه مثل الآبار او فى المياه التى يتم رى المحاصيل الزراعية بها، والتى تمتص هذه الأمراض ليتناول النباتات المصابة بهذه الأمراض المشتركة، فيصاب الإنسان بها.
القاء الجثث يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية نتيجة تعفن هذه الجثث وتحللها ذاتياً، حيث إن هذه الممارسات تؤدي إلى انتشارالمسببات المرضية الميكروبية التي قد تنقلها الرياح والأتربة إلى داخل المدينة، فيتأثر بها الإنسان وكذلك الحيوانات السليمة. وبعد نفوقه أيضًا يوجد به مئات من الأمراض التى من السهل نقلها وانتشارها بين الحيوانات والإنسان والنباتات والمحاصيل الزراعية، فى حال إلقاء هذه الحيوانات النافقة
تكمن الخطورة في الحيوانات النافقة أنها قد تكون نفقت بسبب إصابتها بأمراض معدية، وتعيش البكتيريا في لحوم الحيوانات النافقة وأصوافها وتستطيع الصمود في ظروف البيئة الخارجية القاسية لسنوات عدة، كما يمكن أن تنتشر هذه الميكروبات والبكتيريا بواسطة الهواء مما يزيد من رقعة التلوث كذلك ايضا أن الحيوانات الأخرى التي تموت بشكل طبيعي تشكل كذلك مصدرا لانتشار البكتيريا بأنواعها في البيئة المحيطة،و أن توافر الظروف المناسبة لهذه البكتيريا يجعل طريقها سهلا في انتقال الأمراض للحيوانات أخرى، وبالتالي تسبب الكثير من الخسائر المادية لأصحاب الماشية.
وهناك عدة عوامل تؤدى لهذه الافعال ومنها ما يعود إلى جهل مربي الماشية فى كيفية التصرف مع الحيوانات النافقة او عندما ترتفع فيه أعداد الحيوانات المصابة والنافقة فيلجأ قله من المربين لإلقاء حيواناتهم النافقة وسط الترع مما يؤثر علي صحه البيئه ، و المواطن، وآلاف الأفدنة الزراعية التى تعتمد بشكل رئيسى على مياه الترعة مما كاد ينذر بكارثة من انتقال الامراض ( 250 مرضا مشتركا يمكن إصابة الإنسان بها عبر المياه الملوثة والنباتات للإنسان، أخطرها مرض السرطان. لأنه مرض يصاب به الإنسان نتيجة تغير وراثى فى مكوناته، كما تتسبب الحيوانات النافقة فى تلوث وتسمم غذائى للإنسان أيضًا).
كما انه لا يجب ان نغفل ان انتشار الحيوانات النافقة فى الترعة كان سببها الرئيسى هو عجز الفلاحين عن تحمل نفقات الدفن الصحى.
أيضًا خوف الفلاحين على البقية الباقية من الحيوانات من أن تلقى نفس المصير، إضافة إلى الخوف على صحتهم، يجعل الترع تتحول إلى مقبرة جماعية للحيوانات النافقة بسبب انتشار الامراض.
كما ان اغلب القري ليس بها مدافن صحية للجثث، ويضطر الأهالي للتخلص من الجثث بالقائها في المجاري المائية حيث يظن الأهالي انه يتم التخلص منها بطريقة اسرع في حالة وجودها في مجاري مائية.
التخلص الصحي من الحيوانات النافقة
اولا يجب التنويه بشدة إلى أن استخدام الطرق السليمة في التخلص من الحيوانات النافقة يسهم في ضمان سلامة البيئة وعدم انتقال الأمراض، كما أن اتباع هذه الوسائل في التعامل مع المخلفات الزراعية، خاصة الحيوانية، يعمل على إذابة لحوم الحيوانات النافقة وجلودها مما يساعد على التخلص من البكتيريا بأنواعها المختلفة.
هناك العديد من الطرق العلمية الصحيحة للتخلص من الحيوانات النافقة، واولها استدعاء الجهات المتخصصة (الجهات المعنية للحفاظ على سلامة ونظافة البيئة ).
يمكن لمربي الماشية في الحالات الفردية أن يقوم بإجراء التخلص الصحي من الحيوانات النافقة عبر الطرق السليمة، مثل طريقة الدفن أو الحرق، كما يمكنه مراعاة عدد من الأمور المهمة التي يجب أن يتبعها عند دفن الحيوانات النافقة، منها: أن يكون المكان المخصص للدفن بعيدا عن مصادر المياه الطبيعية والجوفية، والتجمعات السكانية، وأماكن وجود الحيوانات والطرق الرئيسية.
للتخلص من الجثث عن طريق الدفن في حفرة عميقة لا تقل عن مترين مع إضافة الجير الحي، والابتعاد عن منسوب المياه الجوفية بعمق يزيد عن مترين، وتفريش الحفرة بالجير الحي المحروق، ثم وضع الجثة وتغطيتها بواسطة الجير والتراب بسمك متر واحد، وعمل كومة من التراب فوق مكان الدفن حتى تمنع وصول المياه، مع وجوب عزلها تماماً حتى لا تنبشها الكلاب الضالة والحيوانات المفترسة.
في حال أن عملية الدفن كانت غير متوافرة وغير متاحة يفضل استخدام عملية الحرق عند توافر محارق ذات مواصفات واشتراطات بيئية سليمة، وذلك ليتم إجراء الحرق الكامل للحيوانات النافقة وتحويلها إلى رماد،
والحال بالنسبة للطيور لا يختلف كثيرا حيث ان عملية التخلص تتم اما عن طريق عملية الدفن وتنقسم إلي قسمين أحدهما هو الدفن في المدافن الصحية وهو الأكثر جدوي إلا أن المدافن الصحية في الأماكن الصغيرة تواجه جملة من المشاكل لذا فلا يعول عليها كثيرا, أما عيوب المدافن الصحية الكبيرة فتكمن في متطلباتها من موارد ورأس مال كبير لتغطية تكاليف المعدات الثقيلة والإضاءة المكثفة وتأمين سبل الحماية الكافية للعاملين وتدبير وسائل النقل اللازمة لنقل الطيور المصابة إلي مواقع الدفن هذا فضلا عن حدوث بعض التأثيرات السلبية الكبيرة مثل انبعاث الروائح الكريهة نتيجة التخلص من أعداد كبيرة من الطيور النافقة, والقسم الاخر الدفن داخل المزرعة و لم يكتب لها التوسع نظرا لبعض القضايا البيئية المترتبة علي اتباع هذه الطريقة وقد تم وضع عدة اشتراطات لها لتجنب التأثيرات السلبية لهذه الطريقة فهي مكلفة وصعبة التطبيق في المزارع الكبيرة أو لقرب المياه الجوفية التي من الممكن أن يطالها التلوث والبوار.
وهناك ايضا الذبح المراقب و تتم داخل المزارع المصابة بالمرض لأن نقل تلك الطيور يمثل تهديدا صارخا للأمن الحيوي ويعزز فرص انتشار المرض والحرق ولكن لم يتم تعميم هذه التجربة علي نطاق واسع نظرا للأضرار التي ستلحق بالموقع والبيئة بالإضافة إلي التكاليف الباهظة الممثلة في كمية الوقود المستخدمة في الحرق وكيفية التخلص من المخلفات والرماد.
الاحتياطات التي يجب توفرها عند التخلص من جثث الحيوانات
1 . عند التعامل مع جميع الحيوانات الميتة ينبغى ارتداء القفازات . وهناك عدة أنواع من القفازات للاختيار من بينها ، بما في ذلك الجلود والمطاط ، و قفازات اللاتكس . ويفضل المطاط أو قفازات اللاتكس بسبب تكلفتها المنخفضة ، وتوافر واسعة ، وسهولة تعقيم .
2 . ينبغي أن توضع الحيوانات النافقة في اكياس من البلاستيك.
3 . تجنب الاتصال المباشر مع سوائل جسم الحيوان الميت (أي ، الدم ، البول ، البراز ) . إذا لم يحدث اتصال ، وغسل المنطقة الجلد الاتصال مع الصابون والماء في أقرب وقت ممكن .
4 . تجنب الاتصال مع الطفيليات الخارجية جثة الحيوان النافق (أي البراغيث والقراد ) . إذا كان ذلك ممكنا ، رش الذبيحة . إذا اشتبه التسمم بالمبيدات كما سبب الوفاة و الاختبارات المعملية التي يتعين القيام بها على أنسجة الحيوان ، وتجنب رش الذبيحة لأنها سوف تتداخل مع النتائج المختبرية .
5 . التخلص السليم من الذبيحة ( حرق ودفن ، الخ ) أمر حاسم لمنع تعرض الحيوانات البرية والبشر إلى مرض آخر . ثلاث طرق فعالة مشتركة للتخلص من الذبيحة هي: الحرق، و دفن ، و التقديم. الحرق هو الأسلوب المفضل لاستخدامها عند الذبيحة هي المريضة ، ومع ذلك ، فإنه يمكن أيضا أن تكون أكثر تكلفة. بديل مقبول هو لدفن الجثة . ينبغي دفن الجثة فى حفرة عميقة ومغطاة بالجير للحد من الزبالين من كشفها و استهلاكها.
واخيرا يجب على الهيئات المعنية ان تدعو كل مربٍ للماشية لديه حالات نفوق تتعدى الطاقة الطبيعية لمزرعته، إبلاغها بذلك لتتولى الوزارة الترتيبات اللازمة، حيث تتولى نقل جثث هذه الحيوانات إلى المدافن الصحية بالتنسيق مع الوزارات المعنية ليتم دفنها في حفر مبطنة ومغطاة بالجير الحي، أو على المربي أن يتصل وينسق مع أقرب وحدة صحية من موقعه للتخلص الصحي، موضحا أن هذه الإجراءات تراعي دائما عدم تلوّث الأرض والمياه الجوفية والآبار بالميكروبات أو الأمونيا والنترات الناتجة من تحلل جثث الحيوانات
كما يجب ايضا تطبيق نظام للعقوبات ضد الأشخاص الذين يقومون برمي الحيوانات النافقة أو بقايا الثروة الحيوانية بشكل عشوائي، خاصة بجوار مشاريع الثروة الحيوانية، أو المزارع، أو الاستراحات، أو في الطرق العامة، وذلك ضمن نظام لائحة التنفيذية للثروة الحيوانية.
فى حال ثبوت أي مخالفة لهذه اللائحة فإن هؤلاء المخالفين سيكونون عرضة للعقاب وإصدار الحكم عليهم بعقوبة أو أكثر حسب نوع المخالفة المرتكبة. ويجب ان تكون العقوبات مالية وذلك بعد أن يتم إنذار المخالف، وفي حال استمراره في رمي هذه المخلفات، يتم وقف ترخيص مزاولة نشاطه لمدة سنة، ومن ثم إلغاء الترخيص .
باحث / سعد سمير نصر
مركز البحوث الزراعية -معهد بحوث الصحة الحيوانية –دقى – جيزة – مصر