لماذا ينصح خبير تغذية بالعودة الى الغذاء الريفي الطبيعي الصحي ؟
العودة إلى الطبيعة والغذاء الريفي الصحي ويسمي بالفلاحي او البلدي الذي لايحتوي على اي مواد حافظة وينتج الطعام العضوي من المنتجات الزراعية التي تتم زراعتها دون استخدام مبيدات الأعشاب الاصطناعية، ومبيدات الآفات، والأسمدة، وبدون تعديلها باستخدام الهندسة الوراثية بحيث لا تصبح معدلة وراثيًا. مثل الألبان الطازجة والأجبان المصنعة بالمنزل كالجبن القريش والجميد (اللبنة) والسمن والزبد الفلاحي والمورته والفطير والعسل والبليلة والطيور التي تمت تربيتها في حوش المنزل كالوز والبط والفراخ البلدي وبيضها والديك الرومي والحمام البلدي وخبز البتاو المخبوز من خليط دقيق الذرة والقمح والكشك والقرص والفطير المشلتت المعمول بالزبدة البلدي واللحوم الطبيعية من الابقار والجاموس والجمال والضأني التي ترعرعت وتغذت على خيرات الطبيعة من حقول الفلاحين حيث تم تربيتها ورعيها في المراعي الطبيعية وتغذت على الأعلاف العضوية، ولم يتم اعطاء الماشية أي مضادات حيوية أو هرمونات نمو أو أي منتجات حيوانية. .من أجل الحصول على اللحوم والبيض ومنتجات الألبان الطبيعية
لذلك انصحكم بالبعد عن الأغذية المصنعة قدر الامكان ، و العودة إلى الحياة الصحية السليمة وتجنب الأضرار الناجمة عن ذلك .
يعتبر الغذاء سواء نوعه أو كميته أو حالته من الأمور الجديرة بالإهتمام ، لأنه يمد الجسم بالعناصر الهامة واللازمة لنموه ومقاومته للأمراض مثل الماء والكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والأملاح المعدنية والإنزيمات ، وبالرغم من التقدم الكبير في علوم الصحة والزراعة والطب والصيدلة والهندسة وتغذية الإنسان والذي أدى إلى كثرة التمدن والحضارة فإن إنسان القرن العشرين هو الأضعف بنياناً ومناعة ومقدرة علي مقاومة الأمراض والجراثيم والطفيليات من أجداده الأوائل ، ويرجع ذلك إلي أن كل شيء في حياتنا اليوم أصبح صناعيا ، ويندر أن يتوفر الغذاء الطبيعي الذي لم يتعرض لعوامل التلوث المحيطة به من كل اتجاه ، فأكثر من90% من المواد الغذائية تقع تحت نطاق الأغذية الصناعية أو الأغذية المخلقة أو الأغذية المعاملة ، ولهذا فمن الصعب جداً الحصول علي أي مادة غذائية طبيعية لم تتعرض لمعاملات صناعية سواء بالرش بمبيدات الآفات أو بالتسميد الصناعي أو بالمعاملة ببعض منظمات النمو أو بالتعرض لعوامل التلوث المحيطة المختلفة سواء من التربة أو الجو أو الماء أو غيرها ، ولذلك تعتبر أكثر الأمراض السائدة أمراض غذائية بالدرجة الأولى
وبناءا على ذلك يعتبر الغذاء الصحي او يسمى بالغذاء البلدي هام جدا لحياة كل فرد من افراد المجتمع
، فالغذاء الصحي السليم المناسب
1- يلعب دوراً هاماً في النمو والحفاظ علي الصحة العامة للإنسان.
2- الوقاية من الإصابة بالأمراض المختلفة والحماية من الإرهاق البدني والنفسي .
3- له دورا هاماً في المحافظة على صحة المرضى وتقليل فترة النقاهة وعدم حدوث مضاعفات بعد الشفاء …
والغذاء الصحي هو الوجبة الغذائية المتكاملة التي تحتوي علي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لنموه وحمايته من الأمراض ، ونظرا لاختلاف احتياجات الأفراد من العناصر الغذائية فإن الوجبة الغذائية المثلى تختلف طبقا للكثير من العوامل مثل الحالة الصحية والمقومات العلمية والشخصية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك السن والجنس والوزن والطول ونوع العمل والنشاط ، ويجب أن تصمم الوجبات الغذائية اليومية بحيث تمده بالعناصر الغذائية الضرورية مع التنويع في مصادر المواد الغذائية المكونة للوجبة حتي يمكن الحصول علي الوجبة الصحية المتكاملة المتوازنة ، والتي يجب أن تمد الجسم بالكميات المقررة من العناصر الغذائية الضرورية مع توفير كميات مناسبة من الطاقة المطلوبة ، ويجب أيضا أن تحتوي هذه الوجبة علي المواد الرئيسية وهي البروتينات ، الكربوهيدرات ، الدهون ، الفيتامينات ، الأملاح المعدنية ، الألياف ، الماء بالكميات التي يحتاجها الجسم …
وبصفة عامة يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية على كميات مناسبة من العناصر الرئيسية بالكميات المقررة ومن مصادر متنوعة وأن يمد الجسم بجميع احتياجاته من المواد الغذائية كماً ونوعا ، وأن تحتوي على أطعمة الوقاية والبروتينات ذات القيمة الحيوية العالية بالدرجة الأولى والبعد عن استخدام الدهون المشبعة مثل السمن الصناعي لما لها من تأثير ضار على القلب والأوعية الدموية ، وأن تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية والأحماض الدهنية الضرورية غير المشبعة والأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع مثل اوميجا 3 ، وألا تزيد كمية الطاقة المتناولة من الدهون المشبعة عن ١٠ %من مصادر الطاقة اليومية للإنسان ، مع المحافظة علي توازن الحموضة والقلوية التي قد تنتج من تناول أطعمة مختلفة لأن نواتج هضم وتمثيل الأطعمة قد تكون إما حامضية مثل اللحوم أو قلوية مثل الفاكهة والخضر بجميع أنواعها والألبان
ومن جهة أخري فإن تناول الأطعمة ذات التأثير الحامضي مع الأطعمة ذات التأثير القلوي لا تسبب أية أضرار في حالة الشخص الطبيعي بشرط ألا تكون هناك تداخلات سلبية بين الأغذية المختلفة التي تكون الوجبة الغذائية ، ويجب مراعاة أن تكون جميع مكوناتها من المواد الغذائية القابلة للهضم وسهلة الامتصاص ، وأن تحافظ علي الصحة الكاملة للإنسان وحمايته من الإرهاق البدني والنفسي ، وأن تساعد علي سرعة استعادة صحة المرضى وتقليل فترة نقاهتهم وعدم حدوث مضاعفات بعد شفائهم فضلاً عن مقاومة الإصابة بالأمراض وتقوية الجهاز المناعي عن طريق تكوين الأجسام المناعية المضادة ، وأن تقوي القدرة البنائية لأنسجة الجسم علي سرعة تعويض الخلايا التالفة مثل تعويض نزيف الدم وسرعة التئام الجروح والكسور والحروق والعمليات الجراحية ..
ومن أهم مقومات الغذاء الصحي تحقيق التوازن بين عمليات الهدم والبناء حيث يتكسر عدد من وحدات أنسجة الجسم خلال عمليات الهدم ويتم بناء عدد مساوي لها من وحدات أنسجة الجسم خلال عمليات البناء ، كما يجب أن يكون هناك توازن للماء بالجسم ومنع تجمع السوائل في الفراغات بين الخلايا وبالتالي منع حالات تورم الأنسجة أو حالات الإديما ، وأن تساعد علي سرعة نمو الجسم وزيادة معدلات حيويته ونشاطه وكذلك النمو الجسماني والعقلي في حالة الأطفال مع مراعاة المحافظة على الوزن المثالي للفرد لأن وزن الجسم يؤثر علي قدرة الفرد ومدي استمتاعه بالحياة لأن كلاً من نقص الوزن أو زيادته يؤدي إلى أمراض سوء التغذية ، ولذا ينصح بتجنب الإنقاص الشديد للوزن أو الزيادة الشديدة له ، وأن تكون خالية من السموم الميكروبية المختلفة والسموم الطبيعية التي قد تتواجد طبيعياً في بعض المواد الغذائية أو السموم التي قد تضاف له تحت مسمي المواد الحافظة وخاصة تلك المحظور استخدامها في الأغذية أو مواد ناتجة أثناء عمليات الإعداد والتصنيع والتخزين والتداول والتي قد تسب أضرار صحية للإنسان على المدى القصير أو الطويل ، وأن تخلو من ملوثات البيئة مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية والمخلفات الكيميائية والنظائر المشعة ، وألا ينجم عن تناولها الحساسية وظهور أعراض الأنتيجينات الغذائية أيا كان مصدرها وطبيعتها سواء كانت من الغذاء أو المواد المضافة .
واخيرا اذكر لكم فوائد الطعام الريفي العضوي :
1. صحة أفضل بشكل عام
وذلك لأن الطعام العضوي لا يحتوي على أي عناصر من المواد الكيميائية السامة، وبهذا قد لا تؤثر على صحة الإنسان بطرق ضارة.
2. محتوى جيد لمضادات الأكسدة
تم إثبات الآثار الإيجابية لمضادات الأكسدة على الصحة العامة في عدد من الدراسات العلمية، وخاصة تلك المشتقة من الأطعمة العضوية.
وذلك لأن الأطعمة العضوية خالية من المواد الكيميائية التي تتفاعل عادة مع الفيتامينات والمركبات العضوية والمعادن.
وبالتالي تزداد الآثار الإيجابية لمضادات الأكسدة في المنتجات الغذائية، والتي تشمل الوقاية من الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، والشيخوخة المبكرة.
3. تحسين حالة القلب
يزيد إطعام الماشية العشب الطبيعي من كميات حمض اللينوليك الموجود في المنتجات الحيوانية. وهو حمض دهني صحي للقلب، وله القدرة على تعزيز حماية القلب والأوعية الدموية، ويوجد بكميات أعلى في اللحوم ومنتجات الألبان للحيوانات التي تم تربيتها وفق المعايير العضوية
4. مقاومة الأمراض
يتم استخدام الأعلاف، واللقاحات، والمنتجات الثانوية الحيوانية، وهرمونات النمو، والمضادات الحيوية لعلاج وإطعام الحيوانات.
وعندما يستهلك الإنسان هذه المنتجات الغذائية غير العضوية، فإنه يستهلك بشكل غير مباشر اللقاحات، وهرمونات النمو، والمضادات الحيوية التي تضعف جهاز المناعة، وبالتالي يجعل البشر غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم ضد الأمراض.
تتمثل فائدة الأطعمة العضوية في أن عمليات إنتاجها لا تنطوي على استخدام المضادات الحيوية أو هرمونات النمو أو المنتجات الثانوية الحيوانية أو اللقاحات.
5. طعم أفضل
بصرف النظر عن التغذية، فإن العناصر المعدنية والسكر في الأطعمة العضوية لذيذة؛ لأن المحاصيل تُمنح مزيدًا من الوقت للتطور والنضج.
من الشائع أن مذاق الخضروات والفواكه العضوية أعلى جودة مقارنة بتلك التي تزرع تقليديًا.
6. تقليص المبيدات
يرتبط استهلاك مبيدات الآفات الكيميائية بمجموعة متنوعة من الأمراض والاضطرابات، مثل:
السرطان.
اضطرابات الجهاز الهضمي.
الصداع.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
العيوب الخلقية.
ضعف جهاز المناعة.
الموت المبكر.
أما الأطعمة العضوية خالية من المبيدات، وهذا هو سبب تفضيلها.
7. نظام مناعة أقوى
تهدف ممارسات الزراعة التقليدية أو الصناعية إلى تعزيز الإنتاج الزراعي بكل الوسائل اللازمة.
على سبيل المثال يبدو أن فكرة إنتاج المزيد من الحبوب والمزيد من اللحوم والفواكه الكبيرة من خلال التعديلات الجينية، واستخدام هرمونات النمو تحل بعض مخاوف انعدام الأمن الغذائي في العالم.
ولكن تناول الأطعمة غير العضوية على المدى الطويل يسبب الحساسية انخفاض كبير في قوة جهاز المناعة.
8. ليست معدلة وراثيا
الطعام العضوي خالي من الجينات المعدلة وراثيًا.
تعد الهندسة الوراثية للمنتجات الغذائية مصدر قلق كبير في العصر الحالي؛ إذ إنها أطعمة أو نباتات ذات حمض نووي مختلف عن الطبيعي، وقد تكون أمرًا مقلقًة
9. استهلاك طعام طازج
غالبًا ما يكون الطعام العضوي طازجًا ومليئًا بالنكهة؛ لأنه لا يستخدم المواد الحافظة لإطالة مدة صلاحيته.
يتم بيع أو توفير غالبية المنتجات الغذائية العضوية محليًا بجوار مكان إنتاجها.
د عبدالعزيز الجداوي
خبير دولي في الغذاء والصناعات الغذائية
وأمين لجنة الصناعات الغذائية
واستشاري تصنيع الأغذية