الدكتورة أسماء جمال تكتب : الهزال فى عجول الجاموس
تستهدف خطط الدولة زيادة إنتاجية، الحيوانات المجترة، من اللحوم، وهو هدف يسعي المربون جميعا للوصول اليه، وتعتبر العليقة المتزنة هى الوسيلة الأكثر أهمية لتحقيق هذا الهدف من أجل تحقيق الإنتاجية المرتفعة لزيادة إنتاجية اللحوم.
وعند إختيار أى حيوان يجب أن نأخذ بعين الإعتبار الصفات الوراثية المناسبة لهدف التربية, فحيوان إنتاج اللبن فى ماشية اللبن, وتكوين اللحم والدهن فى حيوانات التسمين وكلها صفات وراثية تتميز بالإنتاجية العالية لو توفر للحيوان العليقة المناسبة التى تفى بإحتياجاته الغذائية كاملة.
وللحصول على حيوان بوزن مناسب يجب إعطائه كميات مناسبة متزنة من الأعلاف, وتغذية الحيوانات فرديا بإعطائها مقرراتها كلا على حدة حتى يحصل كل حيوان على الكمية المناسبة من العليقة كاملة, وإذا كان قطيع التربية كبير فيجب تقسيمه إلى مجموعات متقاربة فى الوزن وتغذيتها جماعيا على أساس متوسط وزن الحيوانات دوريا.
اللحوم هي السلعة التي يزداد الطلب عليها يوما بعد يوم وخصوصا اللحوم البلدية رغم إرتفاع أسعارها, كذلك هناك مشاكل كثيره تحد من إنتاج اللحوم و تسبب خسائر إقتصادية كبيرة لمربى العجول ومن أهم تلك المشاكل نقص معدل النمو (الهزال) فى العجول.
وله عدة أسباب فإما أن يكون الهزال بسبب حدوث الأمراض وتلك الأمراض تؤثّر بشكل سلبي على أدائها وقيامها بعملها وإما يكون بسبب سوء التغذية الذى ينتج من إعطاء الحيوانات علائق غير متزنة ونقص فى العناصر الغذائية مثل فيتامين أ, ب, د, ه, ب 12, والكوبالت, وعدم الإتزان فى مكونات العليقه أو إعطاء كمية علف أقل من إحتياجات العجول وغير كافية لتغذية الحيوان, ونقص الغذاء يؤدى إلى نقص الأملاح والفيتامينات في الأعلاف، ورداءة الغذاء ووجود شوائب ضارة به. ومن الممكن أن يحدث الهزال بسبب حدوث إضطرابات تنشأ عنها أعراض مرضية أو إصابة الحيوان ببعض الطفيليات أو الأمراض التي تؤدى الى إصابة الحيوان بالهزال.
ومن أهم الأعراض التى تظهر على العجول المصابة بالهزال هو نقص فى معدل النمو، وفقدان الجلد للمعانه ، وسقوط الشعر ، وبهتان الأغشية المخاطية.
ويؤدى الى عدم التوازن فى الأملاح المعدنية داخل الجسم وخاصة الكالسيوم والفوسفور حيث تؤدى لحدوث الكساح فى العجول ، كذلك يؤدى الخلل في الطاقة المطلوبة مع نقص سكر الدم إلى حدوث ما يعرف بالكيتوزيس (زيادة الأجسام الكيتونية).
ويؤدى التغير الفجائي في مكونات الدم إلى حدوث اضطرابات غذائية تؤثرعلى نمو وإنتاج الحيوانات. لذلك يجب الإهتمام بعجول التسمين والعمل علي إعطائها احتياجتها من المواد الغذائية كاملة والمحافظة عليها من الإصابة بالأمراض وتزويدها بالتغذية المناسبة لكل عجل على حده .
لذا يجب إمداد العجول بالأعلاف المركزة والإعتماد بشكل رئيسي على الأعلاف المركزة كمصدر للطاقة والبروتين وكذلك الإهتمام بالتغذية باستخدام المركزات. والعجول السليمة حركتها طبيعية, وشعرها لامع, والمخطم مندى ,والعيون براقة, وأذنه حساسة, ويستجيب للأصوات, وشهيته مفتوحة ويقبل على الغذاء بنهم والروث يكون متماسكآ ولاتوجد علامات اسهال ودرجة حرارته 38,5 م .
ومن أهم الأمراض التى تؤدى الى حدوث الهزال:
(1)الاسهال حيث ينزل البراز سائلآ كريه الرائحة داكن اللون مائلآ للإصفرار على فترات متقاربة ويحزق الحيوان عند نزول الروث ويتجمد الروث حول الشرج والأفخاذ وترتفع درجة الحرارة ، والاسهال يؤدى الى حدوث الجفاف فتصاب العجول بهبوط وهزال وتنخفض درجة حرارته .
ويلاحظ من خلال الفحص الظاهرة وجود بروده فى الأطراف ومن الممكن ان تنفق العجول ومن اهم الاسباب للاصابه بالاسهال هو رضاعة لبن ملوث أو بارد أو متخمر أو اعطاء الحيوان كميه لبن زائد عن احتياجات الحيوان وعدم انتظام مواعيد الرضاعة أو التغير الفجائي من لبن طبيعي إلى لبن فرز أو بدائل الألبان أو نتيجة لتلوث لبن الأم أو نتيجة عدم رضاعة العجل بعد الولادة مباشرة وبذلك لاتنظف القناة الهضمية, والاسهال يؤدى الى حدوث الجفاف حيث يؤدى الى فقد مياه الجسم نتيجة الإسهال الشديد لمدة طويلة .
ومن اهم اعراض الجفاف, هو جفاف وتجعد الجلد وعند سحب طية من جلد الرقبة تعود لوضعها ببطء وفقد الشهية ونقص كميه البول وزيادة تركيزه.
(2) وكذلك من اسباب حدوث الهزال هو النفاخ المتكرر بسبب تناول أغذية سريعة التخمر والانتقال المفاجئ من العلف الجاف إلى الأخضر ووجود اجسام غريبه بالكرش ومن اهم اعراض النفاخ امتلاء الكرش بالغازات وانتفاخ الكرش فى الناحية اليسرى, زيادة النبض والتنفس, امتداد الرقبة والرأس للأمام وفتح الفم, ولعلاج النفاخ يجب إعطاء محاليل تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم ومحلول الدكستروز.
(3) وكذلك من أهم العوامل التى تؤدى الى الاصابة بالهزال هى الاصابة بالطفيليات الداخلية لمده طويلة.
ويجب توجيه النظرالي تطبيق قواعد الأمن الحيوي بالمزارع من حيث دخول الحيوانات والأفراد والتخلص الامن من المخلفات الحيوانية وكذلك تغذية العجول التغذية المناسبة وفقاَ للمرحلة العمرية التي يمر فيها العجول, ورش العجول واستحمامها أسبوعياَ لإبقائها نظيفة لجعل الكمية المأكولة من قبلها في أحسن حال, والقيام بالتحصينات الوقائية دوريا كل 6 شهور وحجز الحيوانات المريضة في مكان الحجز وتجنب عدم وضع العجول المريضة مع العجول السليمة والمحافظة على نظافة عنابر التربية والبيئة المحيطة بالحيوان. وكذلك تتم الوقاية عن طريق تقديم كميات غذاء مناسبة متزنة فى المركبات الغذائية كاملة الأملاح والفيتامينات حسب نوع ووزن العجول وعلاج الأمراض التي يصاب بها الحيوان.
وفي الختام يجب علي المزارع الاهتمام بشكل كبير بهذه العجول التي تعتبر مصدر رزقه, وذلك عن طريق حمايتها من الأمراض والفيروسات التي لها اسباب متنوعة والتي من أهم أسبابها هو الهزال والذى من الممكن ان يكون سببا في فشل المشروع.
المراجع
1– د. محمد يحيى درويش، تربية ورعاية وإنتاج الحيوان الزراعي، مكتبة الأنجلو المصرية 1977.
2- د. عز الدين فراج، تربية الحيوان الزراعي، مكتبة النهضة المصرية، 1985.
3- جون هاموند، حيوانات المزرعة، الدار العربية للنشر والتوزيع، 1985.
4- د. فاروق حبيب غريب، فسلجة الهضم وتغذية المجترات، جامعة البصرة – العراق، 1986.
5- د. أحمد الجعفراوي، تسمين العجول وإنتاج اللحم وزارة الزراعة – نشرة رقم 374 1998.
د/ أسماء جمال – باحث الفارماكولوجيا- معهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق- مركز البحوث الزراعية-مصر