بالرغم من التوسع الكبير فى صناعة الدواجن وتطورها بسبب تطبيق طرق التشخيص المختلفة، ووضع برامج اللقاحات الملائمة، واستخدام العلاجات الفعالة ضد الأمراض المختلفة مما أدى إلى زيادة الكفاءة الانتاجية للطيور، إلا أن بعض المشاكل المرضية فى الدواجن وخاصة قطعان دجاج اللحم مازالت موجودة ويعود ذلك إلى ظهور عترات جديدة من الميكروبات الموجودة بالفعل أوظهور ميكروبات جديدة طارئة، ومن بين هذه الأمراض الإصابة بطفيل الكريبتوسبوريديوم.
طفيل الكريبتوسبوريديوم (البوغيات الخبيئة) هو أحد أصناف الكوكسيديا والتى تنتمى لشعبة ال Apicomplexa. يتراوح قياس الطور المعدى لهذا الطفيل من 4 ل8.5 ميكرون مما يصعب فحصه تحت المجهر إلا بعد صبغته بصبغة الزيل نلسن اسيدفاست حيث تأخذ الحويصلات اللون الوردى.
وتتم دورة حياة الطفيل intracellular على أطراف الخلية المقابلة للتجويف ولكن خارج السيتولازم (extra-cytoplasmic) مما يصعب وصول الأدوية له.
وتنتقل العدوى للطيور بطرق مختلفة ومتعددة مثل ماء الشرب أو الطعام الملوث بالكيسات البيضية للطفيل، ايضا استنشاق الاتربة المحملة بالكيسات البيضية وسيلة من وسائل التعرض للعدوى.
تعد أنواع الكريبتوسبوريديوم ذات أهمية طبية على المستويين البيطري والبشري.
وقد سجل وجودها أول مرة في عام 1907في الغدد المعدية للفئران، من ثم وجدت
تلك الطفيليات على نطاق واسٍع في الحيوانات والطيور أولها الدجاج ثم الرومى، حيث تم تسجيل الاصابة فى أعوران دجاج (Caeci) عام 1920 وبعدها ب35 عام سجلت الاصابة فى في معي اللفائفي Ileum)) عند صغار الرومي (Slavin, 1955) وأطلق عليهC.meleagridis . ومن ثم توالت الابحاث، وفي عام 1986 أعطى Current وزملاؤه اسم الكريبتوسبوريديوم نوع C.baileyi للطفيل المعزول من دجاج اللحم.
ويعتبر الكريبتوسبوريديوزس من أكثر الإصابات الطفيلية انتشارا فى طيور التربية والطيور البرية، حيث تم تسجيل الاصابة بالطفيل في أكثر من30 نوع طيري منتشر في العالم. وازداد انتشاره و إمراضيته مؤخراً بشكل كبير بين قطعان الدواجن خاصة عند تدخل عوامل إثباط المناعة أو العوامل الممرضة التنفسية.
لسنوات عديدة، كان يعتقد أن هذا الطفيل انتهازى ولكن أكدت أبحاث عديدة أنه من العوامل الممرضة الصاعدة والمسببة للعديد من المشاكل التنفسية والمعوية والكلوية بالإضافة إلى تأثيره المثبط للمناعة.
واعتمادا على السمات البيولوجية والجزيئية، تم وصف 5 انواع (species) وطرز جينية (genotypes) من الكريبتوسوبوريديوم فى الدجاج وتشمل:
C.baileyi, C.meleagridis, C.galli, C.avium and avian genotypes II
معظم التقارير ذكرت أن ال C.baileyi تصيب كلا من جراب فابريشيوس والمجمع والقناة التنفسية عند الدجاج وهى مرتبطة بما يعرف بالكوكسيديا التنفسية فى الدجاج، كما أن تقارير قليلة سجلت تواجدها فى ملتحمة العين و الجهاز البولي والأمعاء الدقيقة عند الدجاج، في حين أن إصابة الجهاز التنفسى هى الأكثر شيوعاً فى الدجاج وتتمثل الأعراض فى خراخر وسعال وعطاس وضيق تنفس وزيادة المخاط في القصبة الهوائية والجيوب الأنفية، والتهاب الأكياس الهوائية.
وقد أُثبت تأثير الكريبتوسوبريديوم baileyi المثبط للمناعة خاصة عند إصابة الطائر فى أول اسبوع من عمره، حيث اثبتت بعض التجارب المعملية فشل التحصين ضد مرض النيوكاسل والإلتهاب الشعبى المعدى فى الطيور المصابه بالC.baileyi .
أما ال C.meleagridisفتتواجد فى الامعاء الدقيقة والغليظة وجراب فابريشيوس. وتتسبب فى التهاب الامعاء والذى يكون شديد إلى متوسط الخطورة فى الرومى. وبالنسبة للكريبتوسبوريديوم galli فتصيب عادة المعدة الغدية للطائر.
وعلى المستوى الأكلينيكى، يوجد ثلاثة أشكال حقلية للكريبتوسبوريديوزس حسب الجهاز المصاب (تنفسي، وهضمى، وبولى)، ويظهر عادةً شكل واحد فقط في الجائحات، إلا أنه لوحظ وجود الأشكال الثلاثة مجتمعة معاً
وحتى الآن، لا يوجد تحصين أو عقار أثبت كفائته فى القضاء على هذا الطفيل بنسبة 100%. ويستخدم السبيراميسن فى علاج الاصابات التنفسية.
باحث أول / جيهان محمد سيد – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر