إن عبىء الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية بما فيها داء العطائف كبير إذ يُصاب حوالي شخص واحد كل 10 أشخاص بهذه الأمراض وتُفقد 33 مليون سنة من سنوات العمر الصحية سنوياً. ويمكن أن تكون تلك الأمراض وخيمة ولا سيما لدى صغار الأطفال. وتعتبر أمراض الإسهال أكثر الأمراض شيوعاً وتنجم عن الأغذية غير المأمونة ويُصاب بها كل سنة 550 مليون شخص (منهم 220 مليون طفل دون الخامسة من العمر).
عُرفت البكتيريا العطيفه (Campylobacter ) التي تسبب داء العطائف ((campylobacteriosisلأول مرة كمسبب للإجهاض بين المواشي والغنم في أوائل القرن العشرين. ومن ثم أكتشف قدرتها على التسبب بالمرض للإنسان، وكانت تُعرَف باسم بكتيريا الضمة أو الفيبريو، ثم غُيّر اسمها للبكتيريا العطيفة عام 1973 ميلادي، ولكن لم يُعرَف تأثيرها بالكامل على صحة الإنسان حتى الثمانينات.
ونقلا عن منظمة الصحه العالميه عام 2020 فأن العطيفة هي أحد الأسباب الأربعة الرئيسية لأمراض الإسهال في العالم. وتعتبر السبب الجرثومي الأكثر شيوعاً لالتهاب المعدة والأمعاء البشري في العالم .
الأعراض
- يبدأ ظهور أعراض المرض عادة بعد فترة متراوحة بين يومين و5 أيام من العدوى بجراثيم العطيفة غيرأن هذه الفترة يمكن أن تتراوح بين يوم واحد و10 أيام.
- تبدأ الأعراض بالظهور بعد دخول البكتيريا لجسم الإنسان بمدة تتراوح بين 1-10 أيام، وعادةً ما تبدأ بين اليوم الثاني إلى الخامس. وتستمر الأعراض لمدة تتراوح بين 3-6 أيام. وتتضمن الأعراض ما يأتي:
- الإسهال وقد يحتوي في بعض الأحيان على مخاط أو دم.
- ألم بالبطن وتشنجات في المعدة وقد تكون مشابهة لألم التهاب الزائدة الدودية.
- الغثيان والتقيؤ.
- ارتفاع درجة جرارة الجسم والحمى التي تتراوح بين 38-40 درجة مئوية.
- الصداع.
- ألم العضلات.
- سجل ايضا ظهور مضاعفات مثل تجرثم الدم (وجود الجراثيم في الدم) والتهاب الكبد والتهاب البنكرياس (أي إصابة الكبد والبنكرياس بالعدوى على التوالي) والإجهاض بدرجات مختلفة. وقد تشمل المضاعفات التالية للعدوى التهاب المفاصل التفاعلي (التهاب المفاصل المؤلم الذي يمكن أن يدوم عدة أشهر) والاضطرابات العصبية مثل متلازمة غيان – باريه Guillain-Barré syndrome وهي حالة شلل شبيهة بشلل الأطفال يمكن أن تسبب خللاً وظيفياً تنفسياً وخللاً وظيفياً عصبياً وخيماً في عدد صغير من الحالات.
طرق نقل العدوى :
تعيش هذه البكتيريا في أمعاء العديد من الحيوانات ذات الدم الدافئ. وتكثر الإصابة بها بين الحيوانات التي تؤكل كالدواجن، والمواشي، والغنم، والنعام، أو بين الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب. ويمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، وتسبب المرض بأحد الطرق التالية:
تناول اللحوم الملوثة أو غير المطبوخة جيداً، خاصةً الدواجن.
التعامل مع الحيوانات المصابة
شرب الماء الملوث أو الحليب الملوث وغير المبستر.
تناول الأطعمة المحضرة على الأسطح الملوثة.
ملامسة الأسطح الملوثة ببراز الأشخاص المصابين كالصنابير، وأزرار تنظيف المرحاض، والحفاضات.
التعامل مع الأطعمة الملوثة أو الماء الملوث.
.العلاج
غالباً ما يلاحظ المصاب بداء العطيفة التحسن في الأعراض خلال يومين إلى خمسة أيام، بينما قد يستغرق الشفاء التام مدة أسبوع. وفي بعض الأحيان قد يتوقف الإسهال ويعود بعد فترة، أو يستمر لمدة تزيد عن الأسبوع. ويحتاج معظم المصابون إلى تناول كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما تمّ فقدانه من الجسم ولكن في بعض الأحيان إذا كان المصاب يعاني من أمراض أخرى أو معرض للإصابة بالمضاعفات أو يشكو من الحمى، أو إسهال شديد، أو وجود دم مع الإسهال فيجب إعطاء بعض المضادات الحيوية كالأزيثروميسين والسيبروفلوكساسين. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاستخدام المتكرر للسيبروفلوكساسين لعلاج البكتيريا العطيفة أدى إلى ظهور مقاومة لدى هذه البكتيريا ضد هذا العلاج. أما بالنسبة للأزيثروميسين، فما زالت مقاومة البكتيريا العطيفة له قليلة.
وجدير بالذكر أنّ ظهور البكتيريا العطيفة المقاومة للمضادات الحيوية يجعلها تبقى في الجسم لمدةٍ أطول، ويزيد من حدّة المرض، مما يزيد من تكاليف الرعاية الصحية، ويشكل خطراً على الصحة العامة. لذا فمن الأفضل استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب وآمن وصحيح عند البشر والحيوانات، وتنفيذ برامج الوقاية من الأمراض في المزارع للتقليل من الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية.
ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالبكتيريا العطيفة؟
هناك عدد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للوقاية من الأمراض الناجمة عن العطيفة تنصح بها منظمة الصحه العالميه :
1-تعتمد الوقاية على اتخاذ تدابير للمكافحة في جميع مراحل السلسلة الغذائية من الإنتاج الزراعي في المزارع إلى تجهيز الأطعمة وتصنيعها وتحضيرها في السياقين التجاري والمنزلي.
2-تشمل التدابير الرامية إلى الحد من انتشار العطيفة لدى الدواجن تعزيز الأمن البيولوجي لتجنب انتقال العطيفة من البيئة إلى الطيور الموجودة في المزارع.
3- تحد ممارسات الذبح السليمة التي تراعي قواعد النظافة من تلوث الذبائح بالبراز إلا أنها لن تكفل عدم وجود العطيفة في اللحوم ومنتجات اللحوم. ومن الأساسي تدريب العاملين في المجازر ومنتجي اللحم النيء في مجال مناولة الأغذية المراعية لقواعد النظافة من أجل الحفاظ على أدنى حد من التلوث.
4- تشبه طرق الوقاية من العدوى في المطابخ المنزلية الطرق المتبعة للوقاية من أمراض جرثومية أخرى منقولة بالأغذيةمثل غسل اليدين بالصابون قبل وبعد تقطيع الأطعمة النيئة, استخدام ألواح خاصة بتقطيع اللحوم وألواح للأطعمة الأخرى.
5- يعتبر العلاج المبيد للجراثيم كالتسخين (الطبخ أو البسترة على سبيل المثال) أو التشعيع الطريقة الفعالة الوحيدة .
6- لا بد من تعقيم البراز والمواد الملوثة بالبراز قبل التخلص منها في البلدان التي تفتقر إلى شبكات كافية للصرف الصحي
وأيضا يمكن تجنب الإصابة ببكتيريا العطيفة باتباع النصائح التالية:
1-تجنب الاتصال المباشر بالأشخاص المصابين بأعراض التهاب الجهاز الهضمي.
2-غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وتجفيفهما بعد الانتهاء من الذهاب إلى المرحاض، أو بعد الانتهاء من تغيير الحفاضات، أو بعد تنظيف القيء والإسهال، أو بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة.
3-غسل اليدين جيداً قبل تناول الطعام والشراب.
– 4استخدام الجل الكحولي لتنظيف وتعقيم اليدين في حالة عدم توافر الماء.
-5طهى اللحوم والدواجن جيداً على درجة حرارة 75 درجة مئوية، او حتى تصبح عصارة اللحوم صافية غير وردية اللون.
-6الاحتفاظ بالطعام البارد على درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية، والطعام الساخن على درجة حرارة أعلى من 60 درجة مئوية.
-7 الاحتفاظ بالأطعمة النيئة كاللحوم والدواجن منفصلة عن الأطعمة المطبوخة الجاهزة للأكل لمنع انتقال التلوث.
-8تجنب تناول السلطات، والمأكولات البحرية النيئة أو الباردة كالمحار، والبيض النيء، واللحوم الباردة، والحليب ومنتجات الألبان غير المبستر في حالات السفر خصوصاً إلى البلدان النامية
د. هبه محمد موسي – باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانيه,معمل كفرالشيخ , مركز البحوث الزراعيه – مصر