أخبارمقالات

الدكتورة سعاد حفنى تكتب : التلوث والوقاية والسيطرة على الليستريا مونوسيتوجين في النظم  الغذائية وبيئات خدمات الغذاء  المختلفة   

ميكروب الليستيريا هو واحد من اخطر الميكروبات حيث يمكن أن يتسبب بعدوى خطيرة ومميتة أحياناً لدى الأطفال الصغار، والأشخاص وهي بكتيريا موجبة الجرام ، ومتحركة ، وذات مؤثرات عقلية.وقد وجد هذا الميكروب في اماكن عديدة مثل التربة والمياه وأمعاء بعض الحيوانات ، قد تنتقل البكتيريا إلى الأطعمة النيئة مثل منتجات الألبان غير المبستر والخضروات النيئة واللحوم النيئة  ، تستطيع الليستيريا أن تنمو عند درجات الحرارة المنخفضة للثلاجة علي عكس الانواع الاخري من البكتريا. يمكنها أن تعيش لعدة سنوات عندما تدخل في بيئة التصنيع، كما تقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 10٪ من البشر قد يكونوا حاملين للبكتيريا.

يعتبر الحليب ومنتجات الألبان مصدرًا مهمًا للعديد من الميكروبات المنتجة للأمراض بما في ذلك الليستريا مونوسيتوجينيس ، وهي السبب الرئيسي لمرض الليستريات في البشر وفي مجموعة متنوعة من الحيوانات بما في ذلك الطيور. يحدث المرض بشكل متقطع أو وبائي ، بعد تناول الطعام الملوث بهذا الميكروب. في العالم ، أصبح مرضًا بكتيريًا مهمًا ينتقل عن طريق الأغذية ؛ وتم عزلها من التربة والغبار والمياه والصرف الصحي والنباتات المتحللة ، الحليب الخام أو المبستر بشكل غير كافٍ (أو الحليب الملوث بعد البسترة) والأجبان الطرية والآيس كريم ومنتجات الألبان الأخرى هي مصادر مهمة للليستريا.

يؤثر داء الليستريات بشكل أساسي على كبار السن، النساء الحوامل، الأطفال حديثي الولادة والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.قد تؤدي التهابات عنق الرحم الناجمة عن داء الليستريات لدى النساء الحوامل إلى الإجهاض التلقائي خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل أو إلى ولادة طفل ميت.  تشبه الأعراض المبكرة لداء الليستريات أعراض الأنفلونزا مع الغثيان، آلام العضلات وارتفاع درجة حرارة الجسم. قد تظهر أيضاً أعراض الجهاز الهضمي مثل الاسهال لكن المدة الزمنية بين العدوى وظهور الأعراض غير معروفة.

تعتمد مكافحة الليستيريا في الأطعمة إلى حد كبير على نهج تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة وإنشاء نقاط مراقبة حرجة فعالة في العملية. نظرًا لأن الحليب ومنتجات الألبان من عوامل الخطر الواضحة ، فقد تم التأكيد على أن الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض الليستريات يجب ألا يستهلكوا الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة.

الوقاية والسيطرة على الليستريا المستوحدة في النظم الغذائية

ان الوقايه من ميكروب الليستريا مونوسيتوجين ومكافحتها في الأطعمة الجاهزة للأكل والاطعمه النية أمر بالغ الأهمية في حماية المستهلكين من داء الليستريات.

الاصابه  بالليستريات و قدمت منظمة الصحة العالمية إرشادات يمكن اتباعها لتقليل احتمالية حدوث

عبء الأمراض المنقولة بالأغذية

لقد قُلّل في الغالب من شأن عبء الأمراض المنقولة بالأغذية على الصحة العمومية والاقتصاد بسبب النقص في الإبلاغ عن تلك الأمراض وصعوبة إقامة علاقات سببية بين تلوث الأغذية والأمراض أو الوفيات الناجمة عنها.

وعرض تقرير لمنظمة  الصحه العالمية لعام 2015 عن تقديرات العبء العالمي للأمراض المنقولة بالأغذية أولى التقديرات على الإطلاق بشأن عبء المرض الناجم عن 31 عاملاً من العوامل الممرضة المنقولة بالأغذية (الجراثيم والفيروسات والطفيليات والسموم والمواد الكيميائية) على الصعيدين العالمي والإقليمي.

ووفقاً للتقديرات الواردة في تقرير البنك الدولي لعام 2018 عن العبء الاقتصادي للأمراض المنقولة بالأغذية، يبلغ مجموع الخسائر السنوية في الإنتاجية الناجمة عن الأمراض المنقولة بالأغذية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط 95.2 مليار دولار أمريكي بينما تبلغ التكلفة السنوية لعلاج هذه الأمراض 15 مليار دولار أمريكي.

السلامة الغذائية في عالم متغير

وقد أدى التوسع الحضري وما طرأ من تغيرات على عادات المستهلكين، بما في ذلك السفر، إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يشترون ويأكلون الأغذية المجهزة في الأماكن العامة. وأفضت العولمة إلى تزايد طلب المستهلكين على طائفة أوسع من الأغذية المتنوعة، مما أسفر عن زيادة السلسلة الغذائية العالمية تعقيداً وطولاً.وإذ يتنامى عدد سكان العالم، ينطوي تكثيف الإنتاج الزراعي والحيواني وتصنيعه من أجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء على فرص وتحديات في مجال السلامة الغذائية. ومن المتوقع أيضاً أن يؤثر تغير المناخ في السلامة الغذائية.وتلقي هذه التحديات مسؤولية أكبر على عاتق منتجي الأغذية ومناوليها من أجل ضمان السلامة الغذائية. وقد شهدت كل القارات خلال العقد الماضي تفشى أمراض خطيرة منقولة بالأغذية .ومن الأمثلة على ذلك تلوث اللحوم الجاهزة للأكل بالليسترية المستوحدة في جنوب أفريقيا في الفترة 2017/2018، مما أسفر عن 1060 حالة إصابة بداء الليستريات و216 حالة وفاة. وفي هذه الحالة، صُدّرت المنتجات الملوثة إلى 15 بلداً آخر في أفريقيا، مما تطلّب استجابة دولية لغرض اتخاذ تدابير خاصة بإدارة المخاطر.

السلامة الغذائية: أولوية من أولويات الصحة العمومية:

تشكل الأغذية غير المأمونة خطراً عالمياً يهدد صحة الجميع. ويعد الرضع وصغار الأطفال والنساء الحوامل والمسنون والأشخاص المصابون باعتلالات سابقة من الفئات المعرضة للخطر بشكل خاص. ويُصاب سنوياً 220 مليون طفل بأمراض الإسهال التي تودي بحياة 96000 طفل منهم.

وأكّد كل من المؤتمر الدولي المعني بسلامة الأغذية الذي عُقد في أديس أبابا في شباط/ فبراير 2019 والمنتدى الدولي بشأن سلامة الأغذية والتجارة الذي عُقد في جنيف في عام 2019 أهمية السلامة الغذائية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وينبغي للحكومات أن تجعل السلامة الغذائية من أولويات الصحة العمومية لأنها تضطلع بدور محوري في وضع السياسات والأطر التنظيمية وفي إنشاء نظم فعالة للسلامة الغذائية وتنفيذها. وقد تتلوث الأغذية في أي مرحلة من مراحل إنتاجها وتوزيعها وتقع المسؤولية الأولية عن ذلك على عاتق منتجي الأغذية. ومع ذلك، فإن نسبة كبيرة من حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالأغذية تسببها أغذية أُعدت بشكل غير سليم أو أُسيئت مناولتها في المنزل أو في منشآت تقديم الخدمات الغذائية أو في الأسواق. ولا يدرك كل القائمين على مناولة الأغذية وكل مستهلكيها الدور الذي يجب عليهم الاضطلاع به مثل دورهم في تطبيق ممارسات النظافة العامة الأساسية عند شراء الأغذية وبيعها وإعدادها من أجل حماية صحتهم وصحة المجتمع المحلي الأوسع.

ويمكن للجميع المساهمة في ضمان السلامة الغذائية وفيما يلي بعض الأمثلة على الإجراءات الفعالة في هذا الصدد:

*إقامة نظم وبنى تحتية غذائية ملائمة (مثل المعامل) وصونها من أجل التصدي للمخاطر المحدقة بالسلامة الغذائية

*تعزيز التعاون المتعدد القطاعات بين قطاعات الصحة العمومية وصحة الحيوان والزراعة وغيرها من القطاعات من أجل تحسين التواصل والعمل المشترك؛

*إدماج السلامة الغذائية في سياسات وبرامج غذائية أوسع نطاقاً (مثل ما يتعلق منها بالتغذية والأمن الغذائي)؛

*التفكير على الصعيد العالمي والعمل على المستوى المحلي لضمان أن تظل الأغذية المنتجة محلياً مأمونة عند استيرادها على المستوى الدولي.

يمكن لمتناولي الأغذية ومستهلكيها الاضطلاع بما يلي:

*معرفة الغذاء الذي يستعملونه (قراءة بطاقات التعريف الموجودة على أغلفة الأغذية واختيار الأغذية السليمه والإلمام بالمخاطر الغذائية الشائعة)؛

*تناول الأغذية وتحضيرها على نحو مأمون بتطبيق وصايا المنظمة الخمس لضمان مأمونية الغذاء في المنزل أو عند بيعها في المطاعم أو في الأسواق المحلية؛ زراعة الفواكه والخضروات حسب وصايا المنظمة الخمس لزراعة الفاكهة والخضر المأمونة بهدف الحد من التلوث الميكروبي.


د.سعاد حفنى محمد – معهد الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر 





زر الذهاب إلى الأعلى