في السنوات الأخيرة، الاهتمام المتزايد بتربية الدواجن وكذلك البحث عن غذاء صحي ساهم في تطوير مزارع التربية وازدهار إنتاج الدواجن, حيث تعتبر اللحوم البيضاء أعلى المنتجات التي لها قيمة غذائية للإنسان وغنية بالبروتين ذات المذاق المحبب لدى كثير من الناس,و تتتميز باحتوائها على نسبة عالية من العناصر الهامة والتي لها تأثير إيجابي على جهاز المناعة والجهاز العصبي للإنسان، لذلك تكون صناعة الدواجن مهمة في تعزيز الأمن الغذائي للبلد ومن المفترض أن تلبي منتجات اللحوم البيضاء المتطلبات الحالية لسلامة الأغذية وتوقعات المستهلكين. ولهذا يتم الاهتمام بدراسة العوامل التي تؤثر على إنتاجيته ومعدل التحويل ومنها الأمراض البكتيرية, وتأتي عدوى الكليبسيلا كأحد الأمراض التي تسبب خسائر اقتصادية في مزارع الدواجن بأنواعه وكذلك دواجن التربية المنزلية.
- المسبب المرضي :
الكليبسيلا هي نوع من البكتيريا تنتمي إلى عائلة البكتيريا المعوية، وهي بكتيريا غير متحركة على شكل عصيات قصيرة سلبية الجرام محاطة بكبسول، تعيش عادة في الأمعاء بشكل طبيعي، ولكن إذا انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم فإنها تسبب عدوى خطيرة، كانت تصنف الكليبسيلا إلى ثلاثة أنواع لكن حالياً اظهرت فحوصات الحمض النووي أن لها أنواع كثيرة لها تشابه نوعي لكن أهمها سريرياً هي الكليبسيلاالرئوية و كليبسيلا اوكسيتوكا.
- تأثيرها علي الدواجن:
تعتبر عدوى الكليبسيلا من الأمراض المهمة التي تصيب الدواجن حيث هو مرض معدي منتشريصيب الجهاز التنفسي ويتسبب في ارتفاع معدل الوفيات بين الطيور المصابة ويسبب وفيات الجنين، والوفاة في صغار الدجاج والديك الرومي والنعام وتعد عدوى كيس المح سببًا رئيسيًا للوفيات في دجاج التسمين، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى انخفاض معدل الفقس والخصوبة وإنتاج البيض في الدجاج مما يؤدي الي انخفاض الوزن وزيادة النفوق وانخفاض جودة اللحوم مما يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة.
- تأثيرها على صحة الإنسان:
علي الجانب الاخر من الممكن ان تشكل الدواجن خطراً علي الصحة العامة اذا لم تراعي الظروف الصحية المناسبة له, حيث يعد الدجاج مستودعًا محتملاً لانتقال بكتيريا الكليبسيلا المقاومة للمضادات الحيوية إلى البشر. وتعد الكليبسيلامن أحد مسببات الأمراض الانتهازية الموجودة في قائمة قصيرة من الأسباب الشائعة لعدوى المستشفيات و التي يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي الحاد الذي يعتبر من مسببات الأمراض من الفئة “ب”، وأيضا يسبب التهابات المسالك البولية، والتهاب الشغاف، وخراجات الكبد، وحتى تسمم الدم ويؤثر المرض عادةً على الرجال المسنين ومتوسطي السن المصابين بأمراض مزمنة مثل مرض السكري.
ووجدأن عددًا هائلاً من حالات تفشي المرض التي تنقلها الأغذية والتي تسببها الكليبسيلا فائقة المقاومة قد تم توثيقها في بلدان مختلفة في السنوات الأخيرة وكشف أنه من بين جميع المصادر الأخرى، تعتبر الدواجن المصدر الرئيسي لهذه الأوبئة.
- عوامل الضراوة
من العوامل المحددة لارتفاع ضراوة وسمية الكليبسيلا قدرتها على تشكيل الأغشية الحيوية وإنتاج الكبسولة وحاملات الحديد، التي تلعب دورًا حاسمًا في التسبب في المرض و تساهم أيضا في التغلب على المناعة والحفاظ على العدوى في العائل; ومن سمات ضراوة الكليبسيلا هي انتقال جينات الضراوة بين الانسان لذلك اتفق الباحثون ان الكليبسيلا الحاملة لجينات الضراوة او جينات مقاومة المضادات الحيوية عند تواجدها في الاغذية تؤكد انها غير أمنه للاستهلاك.
مقاومة أنواع الكليبسيلا للمضادات الحيوية:
مقاومة المضادات الحيوية المتأصلة ونشر جينات المقاومة تلعب دورًا مهمًا في تطوير الكليبسيلا المقاومة للأدوية المتعددة (MDR) حيث اشارت بعض الابحاث الى أن سلالات الكليبسيلا قد طورت واكتسبت مجموعة كبيرة ومتنوعة من إنزيمات بيتا لاكتاماز ممتدة الطيف (ESBL)، والتي تؤثر علي فاعلية المضادات الحيوية بيتا لاكتام، مثل البنسلين، والسيفالوسبورين، والكاربابينيمات التي تستخدم على نطاق واسع لعلاج الالتهابات البكتيرية في الدواجن مما جعلها غير فعالة وتتسبب بنتائج سيئة. وتعترف منظمة الصحة العالمية بأن بكتيريا الكليبسيلا الرئوية (CRKP) المنتجة لـ بيتا لاكتام (ESBL) الممتدة الطيف والمقاومة للكاربابينيم تشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة.
نسبة المقاومة في عترات الكليبسيلا لبعض المضادات الحيوية تكون عاليه ، بسبب ميله لاكتساب ونقل جينات المقاومة المتنقلة; وهذا جنبًا إلى جنب مع مقاومتها للأدوية، ونقل جينات المقاومة يخلق خطرعلي الكائنات الحية الدقيقة الأخرى (خاصة الجينات التي تمنح مقاومة للكاربابينيمات) حيث وجد أن الجين المشفر لـ tetA في بكتيريا الكليبسيلا يمكن استخدامه لنقل مقاومة TET إلى بكتيريا أخرى مثل E. coli عبر التوسط البلازميد٬ ووجد أن جين CTXM يمكن أن ينتقل هذا بشكل مباشر وغير مباشر.
لذلك الأمينوغليكوزيدات وحدها تعتبر غير فعالة في علاج عدوى الكليبسيلا وعادة ما يتم دمجها مع السيفالوسبورينات بشكل شائع وفي بولندا يتم علاج مثل هذه العدوى باستخدام الكوليستين والسلفوناميدات المدعمة بالتريميثوبريم كخط أول للعلاج والإنروفلوكساسين كخط ثانٍ.
- طريقة نقل العدوى
تحدث العدوى عن طريق الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والاحتكاك المباشر وغير مباشر بالدجاج المعدي .
- أعراض المرض :
هي الضعف، واللهاث والإفرازات المخاطية الأنفية، وضعف النمو، وذمة الوجه والتهاب الملتحمة والتهاب كيس الهواء و حدوث اسهالات واضطرابات معوية وأيضاً يحدث التهابات بالمبيض وقناة البيض وسوء جودة البيض وانخفاض إنتاج البيض.
- الصفة التشريحية :
علامات تسمم الدم، والالتهاب الرئوي و التهاب الحويصلات والتهاب الكلية والتهاب الجيوب الأنفية وخراجات الكبد والرئة و التهاب قناة البيض في الأعمار الكبيرة.
- العوامل المعززة للإصابة :
– نقص النظافة في الأعشاش
– سوء العليقة مثل تلوثها بالسموم الفطرية أو تزرنخها
– سوء التهوية و الانخفاض والارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة .
– بلل الفرشة وزيادة الرطوبة بها وتصاعد الغازات السامة المثيرة للغشاء المخاطي للجهاز التنفسي مما يضعف من مقاومة الطيور للأمراض.
– الإصابة بأمراض بكتيرية وفيروسية أخرى حيث تفاقم من شدة المرض وتعظم من الخسائر.
– استخدام العوامل المضادة للميكروبات كلها تؤثر على الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وبالتالي يمكن أن تؤثر على وجود الكليبسيلا الرئوية.
- تشخيص المرض:
- الفحص الظاهرى للدواجن المصابة و يشمل تاريخ المرض فى المزرعة ، نوعية الأعلاف المستخدمة ، نوعية المياه المستخدمة.
- الأعراض المرضية الظاهرية.
- الصفات التشريحية الداخلية.
- عزل المسبب المرضى البكتيرى معملياً و تصنيفة بيوكيميائياً وإجراء الاختبارات السيرولوجية.
- التصنيف المؤكد من خلال طرق البيولوجية الجزيئيئة ( PCR ).
- الكشف عن بعض الجينات المسئولة عن الضراوة حيث ان هذه الجينات مسئولة عن العديد من الامراض الخطيرة ووجودها يعتبر خطيرا.
- الكشف عن الجينات المقاومة للمضادات الحيوية حيث أثبت باحثون ان الكليبسيلا هي الناقل الرئيسي لهذه الجينات في الانسان.
- التوصيات و طرق الوقاية والعلاج:
وأخيرا، يمكن أن نستنتج أن ميكروب الكليبسيلا ملوث بيئي مرضي حيواني المنشأ مقاومته للأدوية المتعددة مقلقة اثبتت الابحاث انه يمكن ان تنتقل الجينات المقاومة بين الحيوان والانسان ; كما انه مرض معدي منتشر بين الدواجن وقد تم تحديدها على أنها مسببات الأمراض التي لها أدوار ثابتة في أمراض الدواجن وظهور سلالات مقاومة عمومية (PDR)، وسلالات شديدة الضراوة، وسلالات مقاومة للأدوية المتعددة (MDR) تسبب تحديًا كبيرًا للأطباء والأطباء البيطريين ويحد بشكل كبير من خيارات العلاج. ومن التوصيات اللازمة للحد من الاصابة:
– أن تكون مناطق تربية الدواجن بعيدة عن بعضها البعض، و/أو يتم إدارة الإنتاج على أنظمة مختلفة.
– تحسين الظروف الصحية لحيوانات الحيوان.
– تصحيح عيوب الرعاية (حرارة- تهوية- فرشة- رطوبة) مع استخدام علائق متوازنة.
– إتباع سبل الأمان الحيوي.
– التربية الخالية من المضادات الحيوية.
– من الضروري إنفاذ التدابيرالصحية لتقليل تطور البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة وتراكم مقاومة المضادات الحيوية، مثل الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية والعلاجات المستهدفة.
– عزل الأفراد المصابة والتخلص من النافق بطريقة أمنه.
– إعطاء المضاد الحيوي المناسب للطيور وذلك بعد إجراء اختبار الحساسية٬ ووجد أن الكولستين والنيومايسين والفلورفينيكول والأموكسيسيلين/حمض الكلافولانيك كانت الأكثر فعالية ضد بكتيريا الكليبسيلا بجانب إعطاء الأملاح والفيتامينات.
– ولوحظ أن الكليبسيلا غالبًا ما توجد على جثث الدواجن أثناء الذبح وبعده، وفي هذه الحالة، يكون المصدر الرئيسي للتلوث هو إصابة الطيور أثناء فترة الإنتاج الأولي وداخل المجزر نفسه لذا يجب:
- اجراء الفحص البيطري قبل وبعد الذبح.
- غسل الذبائح بعد نزع الريش وبعد ازالة الاحشاء وبعد الفحص البيطري بماء مضاف له كلور بنسبة لاتتجاوز 50 جزء بالمليون للحد من مخاطر التلوث.
- اجراء الغسيل بعدة طرق مثل الرش أوالغمروعدم استخدام القماش أو الورق أوالاسفنج أوالفرشاة لغسيل الذبائح.
- الا تقطع الذبائح الي أجزاء أو مصنعات أو استبعاد جزء منها الا بعد اجراء الفحص البيطري و عدم استخدام الالواح الخشبية في التقطيع.
- ان تجري عملية التبريد الاولي مباشرة بعد الغسيل عند درجة حرارة لا تزيد عن 4 م.
- استخدم مطهرات ومواد تعقيم آمنة وفعالة لتطهير المساحات والمعدات وضمان القضاء على الجراثيم والميكروبات الضارة.
الشيماء توفيق حنفي محمود مقلد
باحث
معمل بحوث الصحة الحيوانية ببورسعيد
ايميل: alshaymaatawfik@yahoo.com
مركز البحوث الزراعية – مصر