أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : رفقا بنفسك .. وابتعد عن العلاقات السامة (نفحات الجمعة)

يقول تعالى ‏(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) والسؤال هنا
هل نحن نمشي على الأرض هوناً؟
أو نمشي على الأرض:
كرهاً ،انتقاماً ،غضباً ،عداوةً؟
هل نقول سلاماً؟
أم نقول: سأريهم من أنا ،والكل يجب ان يكون فى خدمتى ..
فالنفس البشرية السوية بطبيعتها بسيطة وغير معقدة فالغضب قد يزول بكلمة جميلة واحدة فقط، والتعب النفسي قد يختفي بمجرد الحضن. والتوتر قد ينتهي بتصرف بسيط كمسك اليد لا أكثر •
لكن اذا كانت العلاقات السامة مقصودة ومخطط لها فالافضل لراحة نفسك اعطائهم حجمهم المناسب وكشفهم و رد الفعل بنفس الالم او الابتعاد والعزله حتى لايكون هناك انتقام
لأن العلاقات السامة اكثر شيء ممكن يدمر الانسان ونتيجتها مكلفة تاخذ منك نفسك وشخصيتك و صحتك النفسية والجسديه وتجعلك تنفر من كل العلاقات من بعدها …لانها استنفذت طاقتك ومشاعرك. مع شخص كان ختياره
من البدايه كان خطأ لكن للأسف لم تكتشف ذلك الا بعد أن تكون غرقت بالامراض والاعتلالات النفسيه…

تُعرف العلاقة السامة بانها علاقة بين أشخاص لا يدعمون بعضهم البعض، علاقة مؤذية ليس فيها تقدير او إحترام … قائمة على الانانية وحب الذات، فيها استنزاف لصالح الشخص السام واللحظات السلبية فيها تفوق عدد اللحظات الإيجابية، من يدخلها يصاب بأضرارٍ نفسيةٍ وعاطفيةٍ وعقليةٍ وربما حتى جسدية يسببها الشريك السام.. معدل القلق والتوتر والحزن فيها، أكثر من الإحتواء، والمحبة”!….

من صفات الشخص أو الشريك
السام في العلاقة

١- شخص حقود يغار من نجاحاتك فيقلل من شأنك باستمرار، ويسخر منك، ويسفه كل فعل او قول لك
٢- شخص مزاجي أو متقلب السلوك غير متوقع فى رد افعاله ، ولا يُعرف أبدًا ما الذي سيثير غضبهم، وكثيرًا ما يُنظر إليه على أنه شخص لطيف ومريح يحب الجميع تقريبًا لكن لايظهر على حقيقته الا بعد التعامل والدخول فى علاقة معه
٣- شخص محرض على الشعور بالذنب: من خلال إشعارك بالذنب في أي وقت تفعل فيه شيئًا لا يحبه، ويلقي اللوم عليك بشكلٍ مستمر.

٤- الشخص الاعتمادي الذى يعتمد عليك للبت في جميع الأمور الصغيرة والكبيرة مع رفض تحمل مسؤولية أي قرار تتخذه ويكون غير مناسب له ، وقد يصدر منه رود فعل عدوانية أو عنيفة ..

٥- الشخص الغير الجاد فى علاقته معك وتكون علاقته بك فى اوقات الفراغ

٦-اشخص إستغلالي ..يستنفذ طاقتك وجهدك ثم يترك فورًا إذا وجد شخصًا آخر سيقدم المزيد من أجله ..كانك بالنسبة له مرحلة ..وكانك سلم يصعد به على عنقك .

وصايا للتعامل مع العلاقات والشخصيات السامة

١- ‏لا تتورط بعلاقة سامة تحت أي مسمى، بعض العلاقات تطفئ روحك وتستهلك شعورك، فالعلاقات ليست بطولها ولا بنوع أصحابها، العلاقات بعمقها ومواقفها وطبيعتها، ولا تُحمّل نفسك ثقلاً دون أن تشعر، ولا تتسرع ولا ترفع سقف توقعاتك وكن منصفاً متوازناً،

٢- أحد أشكال العلاقات المسمومة أن تتمسك بمن يؤذيك ظناً منك أنه لا بديل له بل اعلم انه ‏”لا يليق بالعلاقات المسمومة إلا البتر، فمُجاملة الأفاعي جريمة.”

٣- صحيح المجاملات مطلوبة لكت فى حدود ..ولاتُجامل ” على حساب مشاعرك وتضحياتك ، خاصة مع الذى لايفهم ” لُغة العطاء ” ،لايستحق العطاء

٤-خسارة بعض الاشخاص مكسب لصحتك النفسية..فلا تحافظ على علاقة لا تجبر لك كسراً..ولا تهديك فرحاً ..ولا تحميك من الحزن … فكل شي يتعوض الا راحة بالك

٥-لا تعش عارضاً نفسك للناس منتظراً ؛ فقيمتك لا تقاس برأيهم؛ قيمتك بداخلك انت ..فالثقه بالذات تحييك ملكاً .”
٦- عليك ان تؤمن أن العلاقات البشرية لا تُقاس بطولها، أو قربها، أو كثرة اللقاءات، بل بعمقها وأثرها الطيب في دواخلنا، فهناك من لا تجمعنا الأوقات بهم إلا قليلًا، ولا نراهم إلا من حينٍ إلى حين، لكن نجد أرواحنا فيهم ومعهم، ولهم من المكانة والمحبة والمودّة في نفوسنا ما يفوق غيرهم.
٧- وطدت علاقاتك بالاهل والعائلة فهم اقرب الناس اليك. واحبهم لك

٨- تخير اصدقائك بعناية الذين يمكنهم الاستماع إليك وتقديم الدعم لك دون اللوم أو إصدار الأحكام واستغلالك .

٩- ضع حدودًا صحية للتعامل مع الآخرين.وتوقف عن لوم نفسك،

١٠ – طور نفسك بالعلم ..بالتفاؤل والأمل وكن صادقًا مع نفسك، وابذل المزيد من الجهد في سبيل رفع مستويات السعادة والثقة بالنفس لديك. ولاتتمسك برأي لمجرد الحفاظ على صورة معينة لك ..فالرجوع للحق فضيلة وثقافة الاعتذار قوة ..
١١- لا تهدر طاقتك في جدال مع احد متحجر الفكر ،مغلق العقل …فجدالك لن يغير من الامر شي شيئ ..الا وجع القلب ورفع ضغط الدم …ولا تعتقد انك الحبر الفهامة الذى يعلم كل شئ…بل كل منا يحتاج إلى ان يتعلم .. وان كنا نعلم شيئا فإننا نجهل أشياء .

١٣- استرشد دائما بآراء أهل الذكر فى كل ألامور واستمع بإهتمام إلى نصائح اصحاب التجارب ..صحيح هى بالنسبة لك نصائح مجانية . لم تكلفك شيئ لكن من ينصحك اضطر للمرور بالعديد من الخسائر حتى يدفع ثمن هذا المعلومة او النتيجة .. وهذه المعرفة ، وصحيح انت لست مضطر للعمل بكل ماتسمع لكن من الكياسة ان تضع ماتسمع فى حساباتك ،
١٤- لاتكن عنيدا مثل الفئران والاسماك فهم ليس لهم ذاكرة او تاريخ يتعلمون منه كيف لايقعون فى المصائد او الشراك المنصوبة او المعدة لهم فتخوض الخسارة بنفسك من غير ان تتعلم من الاخرين ..فالانسان الفطن هو الذى يتعلم بغيره.

١٥-ابتعد عن كل ما يهدر طاقتك، تحديدًا العلاقات السامة، تذكر ان من لا يزيدك حياة، لا يستحق ان يكون في حياتك،ومن يزيد تساؤلاتك ويتركك بلا اجوبة لا يستحقك ايضًا، فالحياة مليئة بالعقبات والمشاكل ، فأنت لست بحاجة لصنع عقبة اخرا بيدك، فمن لا يسهل حياتك، سهل له طريقًا غير طريقك وامنحة الكارت الاحمر للخروج من حياتك .

١٦-اعظم استثمار يمكن ان تقدمه لنفسك. وينفعك دنيا واخرة هو الاستثمار مع الله، فلاتكن ماديا او انانيا ..اومصلحجيا ..
بل اجعل رضا الله عز وجل نصب عينك في كل تعاملاتك وخطواتك حتى يبارك لك في عمرك وفى كل اعمالك..وارضى بما قسمه الله لك
فإنك لن تعيش فى هذه الحياة اكثر من عمرك ،ولن تأخذ اكثر مما كتبه لك .
.فاوقات تقترب منك الفرصة لدرجة تتيقن انها لك، وتتعلق بها، وفجأة تختفي من امامك، وتبدأ انت بلوم ذاتك، لكن الحقيقة هي ان “ما كان مقدرًا لك سيأتيك ولو كان بين جبلين و ما لم يكن مقدرًا لك لن يأتيك ولو كان بين شفتيك وما كان مقسوماً لك سيأتيك رغم ضعفك وما لم يكن لك لن تناله بقوّتك.”..

١٧- انت لست متأخرًا ولن تفوتك اي فرصٍ لك، أنت تسير بعناية ربانية بالغة الحكمة مهيئة الاقدار لتمنحك افضل تجاربك فالحياة، ما فاتك ليس لك اساسًا وان بدا كذلك، في هذه الحياة لا يوجد قطارات لتفوتك، تلك القطارات هي من صنع البشر وستبقى في اذهانهم أما مراحل حياتك هي اعظم من ان تفوتك

١٨- اجمل وصية تمدنا بالطاقة الايجابية هي الفأل، واعظم وعدٍ هو الذي وعدنا الله اياه، يقول الله تعالى (أنا عند حسن ظن عبدي فليظن بي ماشاء)، فقدِم حسن الظن بالله وتفاءل دائمًا، فالله لا يزرع بك رغبة الوصول الا لانك ستصل.
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم حسينى درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى