هناك امور كثيرة نحبها ونخاف عليها من الفقد أو الضرر ونأمل حفظها ودوامهاواستدامتها
لكن مهما أوتينا من قوة ..لانستطيع حماية هذه ألامور …
لانه مهما كانت امكانياتنا وقدراتنا فى المحافظة على مانحب أو نملك سنجد انها قدره ضعيفة وعاجزه على المحافظة عليها ودفع الضرر عنها ..او المحافظة على دوامها واستدامتها. ..ولذلك نصاب بالهم والحزن والقلق والخوف الشديد من المستقبل …
وبالتالى نحتاج إلى قدرة عظيمه قادرة على ان تحمل عنا مانحن فيه وتحفظ لنا مانحب ولن نجد افضل من قدرة الله عز وجل فهو الحى القيوم. وهو الحفيظ وهو العزيز الحكيم كى نستودعه ما نحب او نخشى عليه….
وعندما تلجأ الى الله فإن ذلك ايمان منك وثقة عظيمة في الخالق ويقين هائل بأن الله تعالى إذا اسْتُودع شيئًا حفظه وحماه وسلّمه من كلّ سوء، ويسّر له الخير ورزق مودعه الطمأنينة وراحة البال وانشراح الصّدر……
وقد ورد عن عبد الله الخطمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أنْ يستودع الجيش قال: “أستودع الله دينكم وخواتيم أعمالكم”…
وهذا درس عظيم. لنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلينا نجعله منهج لحياتنا..فى اننا نستودع الله كل غال. علينا واهم مايجب علينا حفظه هو ديننا ..
فالجيش مكلف بالجهاد والقتال فمنه من يتعرض للقتل او يقوم هو بقتل غيره .. .ومع ذلك كان حرص النبى الاهم ليس على حياة جنود الجيش بل على الدين وخواتيم الأعمال حتى نلقى الله على الطاعة ..
فكل شيئ يمكن ان يعوض إلا المصيبة فى الدين …
ولذلك كان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم (اللهم لاتجعل مصيبتنا فى دينينا )
لذلك اجعلوا كلّ ثمين وغالٍ في قلوبكم في ودائع الله عزّ وجل، استودعوه عائلاتكم وابنائكم وأحبابكم وأحلامكم وأسراركم وأوطانكم وطاعاتكم ودينكم وخواتيم اعمالكم
ولنا في قصة سيدنا يعقوب عليه السلام عبره – تقول بعض الروايات عندما ارسل سيدنا يعقوب ابنه (بنيامين)- مع إخوته عندما طلب سيدنا يوسف عليه السلام ان يأتوه بأخ له من أبيهم سجل الله سبحانه فى القرآن قول سيدنا يعقوب عليه السلام قبل الذهاب به إلى مصر يقول تعالى(فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين)”
وفعلا استجاب الله دعائه واخذه سيدنا يوسف فى دين الملك …
وهذا خير دليل لنا من القرآن على أنّ ودائع الله دومًا لا تضيع،
وايضا خير دليل أنّ اللجوء إلى الله عزّ وجلّ يريح النّفس ويطمئنها حتى في أشدّ المواقف قسوة وصعوبة.
فاستودعوا الله كلّ ما تحبّون، اجعلوا كلّ ثمين وغالٍ في قلوبكم في ودائع الله عزّ وجل، استودعوه أبنائكم وبناتكم وازواجكم و عائلاتكم وأحبابكم وأحلامكم وأسراركم وأوطانكم وعبادتكم ، وصحتكم وارزاقكم وعلمكم وطاعتكم وصلاتكم وصيامكم ..استودعوه كل النعم ..
فلاحول ولا قوة لنا الا بالله ..فهو خير معين
واسألوا الله أن يحفظ لكم ماتحبون دومًا، فهو خير من حفظ، وأجلّ من اؤتمن، وأعظم من استجير به. استودعوا الله سلامة قلوبكم، ويقينكم وإيمانكم، ودينكم فمن حفظ الله تعالى له دينه وسلامة قلبه حتى يلقاه سلم وأمن.
سلّموا الله كلّ ما لا تقوى أرواحكم على فراقه بيقين، صغيرًا كان أم كبيرًا دعوه للخالق وأبشروا بالحفظ، اجعلوا كلّ شيء تحبونه وسكن قلبكم في ودائع الله، فودائع الله لن تضيع أبدًا.
اللهم إنا أستودعناك أنفسنا وأهلنا وأحبائنا وديننا فأنه لا تضيع عندك الودائع ، اللهم أجرنا وألطف بنا وأحفظنا وأحفظ أهلنا واولادنا من كل سوء وأكفينا جميعاً شر الأمراض …
يارب قد جئناك سائلين فلا تردنا الا بقضاء حاجاتنا ، بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم..
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم درويش