الدكتور إبراهيم درويش يكتب : دعوة لمراجعة السياسة الصنفية للذرة الشامية لمدى حساسيتها للمبيدات ودودة الحشد الخريفية
تحرص الدولة المصرية على تعظيم إنتاجية وحدة المساحة من المحاصيل الزراعية المنزرعة ..
وخاصة محاصيل الحبوب ولعل أهم محاصيل الحبوب الصيفية هو الذرة الشامية
الذى يمثل أهمية كبيرة سواء من حيث الحبوب وخاصة من الذرة البيضاء والتى يمكن إضافتها وخلطها مع دقيق القمح للمساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى الآمن من رغيف الخبز .. كما كان متبع فى السابق . بعد تلافى الأخطاء التى وقعنا فيها سابقا سواء من ناحية عدم فصل الجنين عن الحبة والذى كان يؤدى إلى تزنخ الدقيق خاصة عند التخزين السيئ نتيجة ارتفاع نسبة الزيت فى الجنين .. والذى بدوره أيضا يعتبر مصدر هام للزيت فى ظل الاعتماد على الاستيراد لمواجهة متطلبات السكان من الزيت والتى تصل نسبتها إلى ٩٧%
خاصة ونحن نزرع مايزيد عن ٢ مليون فدان من الذرة الشامية بعد تقليل مساحة الارز ..مما يجعل الذرة مصدرا مهما فى الحصول منه على الزيت .
كما تستخدم حبوب الذرة الشامية سواء الصفراء أو البيضاء وهذا هو الشائع ألآن فى الاعلاف المركزة التى هى عصب العملية الإنتاجية من الدواجن والإنتاج الحيوانى .
وايضا استخدام عيدان الذرة فى التغذية الخضراء أو عمل السلاج والذى اتجه إليه معظم المزارعين بغرض تغذية الحيوان ….
وفى ظل أزمة الحبوب العالمية ونقص سلاسل الإمداد
يجب أن يكون شعارنا فى المرحلة الحالية والقادمة
أن نزرع الذرة لكلا الغرضين (حبوب والسيلاج)
ونضع فى توصياتنا للمزارع الذى كان يزرع الذرة من أجل السيلاج فقط ..
أن الزراعة لمحصول الذرة يجب أن تكون ثنائية الغرض للحصول على محصول الحبوب ..والحصول على السيلاج ..
لان ذلك إجدى للمزارع اقتصاديا الآن . وخاصة بعد توجه الدولة لتفعيل الزراعة التعاقدية لمحصول الذرة الشامية الصفراء..بأسعار مناسبة .. تسمح بتحقيق عائد اقتصادى جيد للمزارع
وذلك افضل من الاكتفاء فقط بالزراعة من أجل الحبوب … او الزراعة من أجل السيلاج .وخاصة أن أصناف الذرة الهجين الموجوده حاليا .. تسمح بالجمع .بين الغرضين….
كما لوحظ فى الآونة الأخيرة نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة النسبية …..نشاط بعض الأمراض والافات.التى تصيب الذرة وظهور دودة الحشد الخريفية والتى دخلت مصر مؤخرا فى عام ٢٠١٩ م فى الصعيد ومنه انتشرت إلى معظم محافظات الجمهورية
وهذه الآفة من افات المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية .ولها أكثر من عائل يصل إلى ٨٠ عائل.. ولها خمس دورات حياتية اى خمس اجيال فى العام …والفراشة تطير الى مسافات طويلة مما يسهل من سرعة انتشارها كما أن الفراشة تضع كميات كبيرة من البيض تصل إلى ٢٠٠بيضة ….
وأمام انتشار الحشائش والأمراض والافات لجأ المزارعون إلى الاعتماد على المكافحة الكيماوية لمجابهة الأمراض ودودة الحشد الخريفية و انتشار الحشاىش والتى تزداد بزيادة التكثيف الزراعى وإهمال الخدمة الجيدة للمحصول قبل الزراعة …
ولوحظ فى هذا العام زيادة نسب استخدام المبيدات وكمياتها وانواعها هذا العام فى الذرة الشامية سواء للمكافحة أو الوقاية من دودة الحشد الخريفية أو افات الذرة الأخرى ..أو لمكافحة للحشائش
وأدى الاستخدام المفرط فى المبيدات بدون تنفيذ التوصيات المصاحبة عند استخدام المبيدات
الى وجود تشوهات ونموات شاذة وتحورات فى النبات والكوز والأوراق .. والسنابل ..لبعض أصناف الذرة المزروعة هذا العام
كما يوجد تباينات واختلافات فى ارتفاع النباتات.و تختلف درجة التشوهات من نبات لآخر…واعتقد أن هذه الاختلافات تبعا لكمية المبيدات التى تعرض لها النبات
التوصية
ولذلك مهمة كل القائمين على أمر محصول الذرة الشامية
العمل على مراجعة السياسة الصنفية..على مستوى الجمهورية ..
و متابعة سلوك أصناف الذرة المنزرعة حاليا وانتاجيتها ومدى مقاومتها للتغيرات المناخية.
ودرجة تحملها أو ومقاومتها لدودة الحشد الخريفية ..
بالإضافة إلى درجة حساسيتها للمبيدات المستخدمة الأن فى السوق المصرى .. حتى تضح الصورة كاملة امام واضع القرار فى الموسم القادم
كما من المهم مراجعة ..المبيدات المستخدمة فى مكافحة الحشائش وافات الذرة ..والموصى بها لمقاومة دودة الحشد الخريفية..
وتفعيل دور المراقبة على المبيدات حتى نتجنب المجهولة الهوية والمصدر والمغشوشة
والعمل على التوعية بأنواع المبيدات المستخدمة والجرعات المناسبة والتركيز المناسب وطريقة الرش. والاستخدام .. للمزارعين ..حتى نقلل التأثيرات الضارة التى يمكن أن تسببها هذه المبيدات سواء المجهولة المصدر أو التى تستخدم بتركيزات عالية على سلامة النباتات أو صحة الحيوان والإنسان ..
وهذه الإجراءات بالتأكيد تصب فى صالح زيادة الإنتاج ..
وتدعم المزارع المصرى التى تسعى الدولة لرفع مستوى دخله وتحافظ على سلامة البيئة وتحد من آثار التغيرات المناخية .
ا.د ابراهيم حسينى درويش
استاذ المحاصيل ووكيل كلية الزراعة .جامعة المنوفية وعضو الحملة القومية .