تعتبر لحوم الدجاج من أهم المصادرالغذائية التي يحتاجها الانسان وذلك لاحتوائها على عناصر غذائية متعددة ومفيدة للجسم (البروتينات ذات النوعية الجيدة للجسم، الدهون الصحية الجيدة، الفيتامينات، والأملاح المعدنية) فهو من أهم اللحوم البيضاء ذات القيمة الغذائية العالية . و تتعرض صناعة الدواجن للكثير من التحديات و من ابرزها مرض كوكسيديا الدواجن (Avian coccidiosis)، و هو من أهم المشاكل الشائعة في عالم الدواجن على مستوى العالم. ويتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة, و هو مرض طفيلي يسبب الإسهال وفقدان الوزن وانخفاض الإنتاج و زيادة معدلات الوفيات وتكاليف الوثاية والعلاج .
تحدث الكوكسيديا بسبب طفيليات أولية من شعبة ( Apicomplexa )عائلة( Eimeriidae) و هي عبارة عن طفيل وحيد الخلية (البروتزوا) من نوع الأيميريا و يتطفل هذا الطفيل على أمعاء الدجاج. كما أن له العديد من الأنواع حيث يتميز كل نوع بمكان و شكل خاص للاصابة و من اهم الانواع التي تصيب الدجاج و تسبب خسائر هي: أيمريا تينلا , أيميريا نيكاتركس, أيميريا اسيرفيولينا, أيميريا برينتي ,أيميريا ماكسيما, أيميريا ميتيس , أيميريا بريكوكس, , أيميريا هاجني و أيميريا ميفاتي.
دورة الحياة :
بعد دخول الطور المعدي لحويصلات الأيميريا الي القناة الهضمية، يحدث انطلاق للميروزيتس منها والتي بدورها تخترق الغشاء المخاطي المبطن لجدار الأمعاء والخلايا المبطنة له، وتنمو وتتكاثر داخلها و تحدث عدة دورات من التكاثر تؤدي إلى تكوين حويصلات جديدة يتم التخلص منها في براز الطيور المصابة والتي بدورها تلوث الفرشة والمعدات والأعلاف و المياه و في وجود الرطوبة ودرجة حرارة مناسبة يحدث انضاج للحويصلات و تصبح معدية و تستغرق الدورة بأكملها من 4-6 أيام .
طرق العدوى
تحدث العدوى من خلال تناول الطيور لحويصلات الأيميريا الناضجة المنتشرة في أماكن متفرقة سواء من الأعلاف أو الفرشة او المياة و بدوها تصل إلي امعاء الطائر حيث يخرج السبوروزويت من الحويصلات و يخترق جدار الامعاء و يصيب الخلايا المبطنة له حيث ينمو داخل الخلايا و تحدث عدة دورات من التكاثر و التي تؤدي إلى تكوين حويصلات جديدة يتم التخلص منها في براز الطيور المصابة .
الصفات التشريحية للمرض:
تختلف الصفات التشريحية على حسب نوع الأيميريا والمنطقة التي تهاجمها.
.الصفات التشريحية للأنواع الأيميريا الرئيسية :
1-أيمريا تينلا E. tenella
تعرف بالكوكسيديا الإعورية أو الدموية حيث توجد فقط في الأعورين ويمكن التعرف عليها من خلال تراكم الدم في الأعورين . يمكن العثور على نوى الأعور، وهي عبارة عن تراكمات من الدم المتجلط، وحطام الأنسجة، والبويضات، عند التشريح في الطيور التي نجت من المرحلة الحادة.
2- أيميريا نيكاتركسE. necatrix
تتكاثر في منطقة منتصف الأمعاء و تسبب تقرحات كبيرة في الأجزاء العلوية والمتوسطة من الأمعاء الدقيقة. يمكن رؤية بقع بيضاء صغيرة، عادة ما تكون متداخلة مع بقع مستديرة أو حمراء زاهية أو باهتة بأحجام مختلفة، على السطح الخارجي للامعاء. يوصف هذا المظهر أحيانًا بأنه “ملح وفلفل”. تعتبر البقع البيضاء مميزة للاصاية و في الحالات الشديدة، يصبح جدار الأمعاء سميكًا، وتتوسع المناطق المصابة إلى ضعف القطر الطبيعي للامعاء و قد يمتلئ تجويف الامعاء بالدم والمخاط والسوائل. قد يؤدي فقدان السوائل إلى الجفاف الملحوظ .
3- أيميريا اسيرفيولينا E. acervulina
هي السبب الأكثر شيوعا للعدوى و تكون الاصابة على هيئة العديد من البقع البيضاء أو البيضاوية أو المستعرضة في النصف العلوي من الأمعاء الدقيقة(الإثنى عشر)، والتي يمكن تمييزها بسهولة عند الفحص الشاملو تكون على شكل خطوط بيضاء بشكل عرضي عبر الأمعاء في ترتيب يوصف غالباً بأنه يشبه السلم .
4- أيميريا برينتي E. brunetti
في الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، والمستقيم، والسيكا، والمذرق. في حالات العدوى المتوسطة، يكون الغشاء المخاطي شاحبًا ومتقطعًا ولكنه يفتقر إلى بؤر منفصلة، وقد يكون سميكًا. في حالات العدوى الشديدة، يحدث النخر التخثري وتقشر الغشاء المخاطي في معظم أنحاء الأمعاء الدقيقة.
5- أيميريا ماكسيما E. maxima
تنمو في الأمعاء الدقيقة الوسطى ، حيث تسبب توسع وسماكة الجدار، و بقع نزفية صغيرة ، وإفراز سائل لزج برتقالي/وردي محمر. غالبًا ما تحتوي الطبقة الخارجية(السيروزا) للامعاء الوسطى على العديد من النزف النقطي على السطح الخارجي للأمعاء في وقت متأخر من دورة الحياة لهذا النوع.
6- أيميريا ميتيس E. mitis
يؤثر التهاب E mitis الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة و يكون شكل الاصابات غير واضحة ولكنها قد تشبه حالات العدوى المعتدلة لأيميريا E brunetti. يمكن تمييز التهاب E. mitis عن E. brunetti من خلال إيجاد حويصلات صغيرة مستديرة في مكان الاصابة .
7- أيميريا بريكوكس E. praecox
لا تسبب أيميريا بريكوكس E. praecox التي تصيب الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة ، اصابات مميزة ولكنها قد تضعف النمو. تكون الحويصلات أكبر من تلك الموجودة في E. cervulina وتكثر في المناطق المصابة. قد تكون محتويات الأمعاء مائية لهذا تعتبر E. praecox أقل أهمية اقتصادية مقارنة بالأنواع الأخرى.
8- أيميريا هاجاني E. hagani
تنمو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقةو تكون الاصابات الناتجة غير مميزه ويصعب تشخيصها
9– أيميريا ميفاتي E. mivati
تنمو أيميريا E. mivati في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة و فقد تسبب اصابات شديدة مشابهة لتلك التي تسببها أيميريا E. acervulina
أعراض مرض كوكسيديا الدواجن:
تتفاوت اعراض مرض كوكسيديا الدواجن في خطورتها على حسب نوعها، وعادة ما تكون الكوكسيديا الأعورية اكثر الانواع خطورة , كما أن فترة حضانة المرض حوالي 8 أيام، مما يعني أن الأعراض قد تظهر على الفور أو خلال بضعة أيام و يعتبر الإسهال الشديد والذي يمكن أن يكون دمويًا أو مائيًا أو يحتوي على مخاط أخضر مما يؤدي الي حدوث الجفاف أهم الأعراض كما يحدث تدلي الأجنحة مع انتفاش الريش والخمول, فقدان الشهية و نقص الوزن بشكل ملحوظ ,. انخفاض معدل النمو بالضافة الى الصفات التشريحية المميزة لكل نوع من الأيميريا
تتراوح نسبة النفوق من 5-50% على حسب شدة الإصابة وانتشار العدوى ومدى تأخر أو إهمال العلاج أو وجود عوامل مجهدة للقطيع أثناء فترة الإصابة
تشخيص الكوكسيديا في الدواجن:
بالاضافة للاعراض و الصفةالتشريجة يتم التأكيد بالفحص المجهري للبراز او محتوى الامعاء المصابة حيث تظهرحويصلات الأيميريا كما يتم تحديد نوع الكوكسيديا على حسب موقعها في العائل والصفات التشريحية وحجم الحويصلات.
الوقاية من كوكسيديا الدواجن:
- تطهير العنابر بعد كل دورة وذلك باستخدام مطهرات قاتلة للكوكسيديا تحتوي على كبريتيد الكربون أو الفنيك بتركيز 5%.
- تجفيف الفرشة بشكل مستمر، وذلك عن طريق إزالة الأجزاء المبتلة أو وضع مواد تمتص الرطوبة من الفرشة مثل السوبر فوسفات او الجير المطفأ .
- تقليل تراكم البراز، وذلك عن طريق تنظيف العنبر مرة واحدة على الأقل أسبوعيا
- يجب تنظيف وتعقيم وإعادة تعبئة المياه العذبة يوميًا.
- التخفيف من ازدحام الطيور في العنبر و عدم تعريض القطيع لعوامل مجهدة مثل تقليل درجة الحرارة أو التجويع.
- يمكن إضافة بعض مضادات الكوكسيديا في العلف، في حالة الرطوبة المرتفعة وعدم القدرة على التحكم فيها.
علاج كوكسيديا الدواجن
في بداية الأمر لا بد من السيطرة على الوضع باتباع طرق الوقاية المشار اليها سابقا
استخدام مضادات الكوكسيديا: مثل الأمبروليوم أو تولترازوريل. ومن أكثر الأدوية المستخدمة في علاج مرض كوكسيديا الدواجن هي مركبات السلفا، حيث يتم إضافة 3 جم من السلفا ديميدين إلى 6 جم من الأمبرول إلى 3 جم من السلفا كينوكسالين 25% وذلك لكل لتر مياه شرب وتوضع لمدة 8 ساعات فقط يوميًا. لمدة ثلاثة أيام وهي فترة كافية للقضاء على الطفيل في حالات الإصابة الخفيفة. أما في حالات الإصابة الشديدة مع وجود عوامل أخرى صعب السيطرة عليها كالرطوبة. يتم إعطاء العلاج ثلاثة أيام بعدها راحة يومين بدون أدوية ثم نستأنف العلاج يومين آخرين.
و لكن مع كثرة استخدام مضادات الكوكسيديا وجد انه بدأت تظهر بعض العترات المقاومة لها بلاضافة الي تأثيرها الضار على صحة الطائرنفسه كما أن بقايا مضادات الكوكسيديا والأدوية المضادة للميكروبات في لحوم الدواجن لها عواقبها على الصحة العامة لذا فإن استخدام المنتجات العشبية كبديل للأدوية المضادة للكوكسيديا ومضادات للميكروبات يمكن أن يقلل من المخاطر التي تسببها الأدوية الكيميائية و لهذا أصبح إيجاد بديل طبيعي للأدوية لتحسين النمو مع تأثير وقائي وعلاجي ضد الكوكسيديا ودون أي خطر على صحة الإنسان أمرًا ضروريًا و قد ثبت أن بعض الأدوية المشتقة من النباتات لها تأثيرات مضادة للكوكسيديا، مثل نبات الألوفيرا
حيث تنموالألوفيرا في الطبقة الداخلية لاوراق نبات الصبار وهي مادة بيضاء شفافة، لزجة، شبه صلبة، تشبه الهلام حيث يحتوي على ما يزيد عن 75 مادة نشطة بيولوجيا وتشمل المركبات أنثراكينون، السكريات، المواد الفينولية، الفيتامينات، المعادن ، البروتينات، الإنزيمات والصابونين مما يجعل لها خصائص دوائية و إمكانات علاجية فريدة فهو مضاد للجراثيم، مضاد للفطريات ، مضاد للفيروسات و مضاد للالتهابات كما ان له خصائص مضادة للأكسدة و رافعة للمناعة والتي يمكن أن تحسن الاستجابة المناعية وأوضحت الدراسات السابقة أن الصبار له تأثير إيجابي على نموو فاعلية البكتيريا المعوية المفيدة ، و يحسن الاستجابة المناعة مما يقلل الندبات الناتجة من عدوى الكوكسيديا في امعاء دجاج التسمين المصاب بالكوكسيديا كما انه يقلل عدد حويصلات الكوكسيديا في البراز.كما أظهرت الدراسات أن تركيزات مختلفة من هلام الصبار الخام من الألوة ديبرانا والصبار بولشيريما لها عمل مضاد للكوكسيديا كما يتضح من قدرتها على الحد بشكل كبير من تبوغ أكياس الإيميريا غير المبوغة بالتالي فانه يمنع الحويصلات من التطور إلى المرحلة المعدية لطفيل الإيميريا و يمكن تفسير ذلك بانه محتوى على الصابونين الذي يمنع نموالخلية الاولية عن طريق التفاعل مع الكوليسترول على غشاء الخلية الطفيلية والتسبب في الموت الطفيلي، والذي يعتقد أنه سببعمله كمضاد للكوكسيديا .
المصادر :
- مرض كوكسيديا الدواجن؛ أهم 10 أعراض وطرق التشخيص والعلاج
https://veterinary.faharas.net/avian-coccidiosis
2– Gerhold, R. W.Jr. 2023 .Coccidiosis in Poultry . MSD Veterinary Manual https://www.msdvetmanual.com/poultry/coccidiosis-in-poultry/coccidiosis-in-poultry
3- Choi, S. and Chung, M-H. 2003. A review on the relationship between Aloe vera components and their biologic effects. In: Seminars in integrative medicine. Vol. 1. Elsevier. p. 53–62.
4-Akram, MZ.; Salman, M.; Jalal, H.; Asghar, U.; Zeshan, ALİ.; Javed, Mh. and Minahil, K. 2019. Evaluation of dietary supplementation of Aloe vera as an alternative to antibiotic growth promoters in broiler production. Turkish J Vet Res. 3(1): 21–26 ..
5-Ahlawat, KS. and Khatkar, BS. (2011): Processing, food applications and safety of aloe vera products: a review. J Food Sci Technol. 48(5): 525–533.
د/ نهى بدير القطب البربري
– باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالمنصورة- مركز البحوث الزراعية – مصر