أخبارانتاج حيوانىدرسات وابحاثمقالات

خطورة التغيرات المناخية على الثروة السمكية

تهدد تغيرات المناخ البيئة العالمية والتنوع الحيوي والتنمية البشرية المستدامة بشكل متزايد وعميق، وذلك بشكل مباشر عن طريق تغيير الأنظمة الحرارية العالمية، ودورة المياه وتحمض المحيطات وتغير مستوى سطح البحر، او بشكل غير مباشر عن طريق التأثير المباشر على أنواع الفرائس الرئيسية والتي تغير تركيب الشبكات الغذائية. وتعد النظم الايكولوجية المائية والكائنات الحية الموجودة فيها الأكثر حساسية لتغيرات المناخ مقارنة بنظيراتها البرية.

معظم استجابات الأسماك لتغير المناخ عبارة عن:

  • تغيرات فسيولوجية على مستوى الكائنات استجابة للمتغيرات البيئية المتغيرة مثل درجة الحرارة والأكسجين المذاب والمحيطات ومستويات ثاني أكسيد الكربون.
  • تغييرات سلوكية على المستوى الفردي مثل تجنب الظروف غير المواتية، وإذا أمكن، الانتقال إلى المناطق المناسبة.
  • تغيرات على مستوى الاسماك من خلال التغيرات في التوازن بين معدلات الوفيات والنمو والتكاثر. ويشمل ذلك التغيرات في الاحتفاظ أو تشتت مراحل الحياة المبكرة بواسطة تيارات المحيطات، مما يؤدي إلى تكوين مجموعات سكانية جديدة في مناطق جديدة.
  • تغيرات على مستوى النظام البيئي في الإنتاجية وتفاعلات شبكة الغذاء ناتجة عن اختلاف الاستجابات الفسيولوجية للكائنات الحية على مستويات مختلفة من شبكة الغذاء

تغيرات نطاق التوزيع مثل الهجرة، وكذلك الانقراض مثل الوفيات الجماعية. وتعد التغيرات في النمو هي الطريقة المباشرة والفورية والأكثر شيوعا للاستجابة لتغير المناخ من قبل الأسماك، فزيادة معدل نمو الأسماك تتسبب في تغير درجة حرارة المياه والهواء الناتجة عن تغير المناخ.

أظهر التقييم طويل المدى لتأثير المناخ أن نزول الأمطار بشدة ودرجات الحرارة الحرجة، إلى جانب معدل وفيات الأسماك، كانت المحركات الرئيسية لتغيرات وفرة الأنواع. وقد اثر تغير المناخ على نسبة الجنس، وتمايز الغدد التناسلية، وتولد الأمشاج، وجودة الأمشاج، والنشاط الجنيني، والدورة الإنجابية، والسلوك الجنسي.

ومع المساحات الجغرافية التي تغطي نطاقًا واسعًا من درجات الحرارة، قد تكون العديد من أنواع الأسماك قادرة على التكيف مع درجات الحرارة المتغيرة. ومع ذلك، فإن ارتفاع درجة حرارة الماء يضعف تطور الغدد التناسلية، مما يؤدي إلى تراجع الغدد التناسلية وضعف التفريخ بالارتباط مع تثبيط التعبير عن جينات معينة وتغيرات توافقية في البروتينات.

وتتعرض الأسماك لتهديدات خطيرة جراء تغير المناخ، مما يؤدى الى مستقبل غير مؤكد لتنوع الأسماك البرية والصيد العالمي. وتشير معدلات الانقراض المتوقعة للتنوع الحيوي المائي بشكل عام الى انها اعلى من تلك المتوقعة للتنوع الحيوي البري في سيناريوهات التغير المناخي الحالية والمستقبلية، فقد وجدت تراجعات سريعة في حجم الأنواع الباردة الدم في النظم الايكولوجية المائية أكبر بعشر مرات من تلك التي تحدث في النظم الايكولوجية البرية.

ان التنبؤ بتأثير الظواهر الطبيعية ودرجة الحرارة على دورات حياة الأسماك قد تؤدي إلى تحسين تقييمات تأثير تغير المناخ على الأسماك الموجودة، وإدارة أكثر استنارة للتعامل مع المستجدات.

يجب على جميع المنظمات الدولية والمحلية المدنية منها والحكومية التكاتف لتوعية المجتمع بخطر التغير المناخي وضرورة تغيير السلوكيات والممارسات التي تزيد من حدة المشكلة.


د. فلوراج محمود راضي1/ د. السيد عبد العاطى2 

1،2باحث اول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل فرعى شبين الكوم

مركز البحوث الزراعية – مصر 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى