أخبارخدماتدواجنمقالات

الدكتور محمد جمال الدين يكتب : كوكسيديا الدواجن

. مرض كوكسيديا الدواجن (Avian coccidiosis)، من أهم المشاكل الصحية الشائعة في عالم الدواجن على مستوى العالم. وهو مرض خطير لا تكاد تخلو منه دورة تربية واحدة ويتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة لمزارع تربية الدواجن بسبب نسبة النفوق وانخفاض وزن الجسم بالإضافة إلى النفقات المالية المتعلقة بالمكافحة الوقائية والعلاجية، كما أنه يجعل الطيور عرضة للإصابة بالتهاب الأمعاء النخري الذي ينتج عن إصابات مرضية أخري ومشاكل صحية عديدة.

مسبب مرض الكوكسيديا في الدواجن طفيل أولي وحيد الخلية يعيش ويتطفل على أمعاء الدجاج وله العديد من الأنواع مثل أيميريا نيكاتركس وأيميريا برنيتي وأيميريا ماكسيما وأيميريا أسيرفيولينا وهم يصيبوا الأمعاء الدقيقة وأيميريا تينيلا وهذه تصيب الاعورين لذلك تنقسم الكوكسيديا الي أعوريه ومعويه وغالبا ما تحدث العدوي بعد 14-21 يوم في دجاج التسمين.
كما أن منشأ مرض الكوكسيديا هو الفرشة وينتشر بكثرة في الفرشة الرطبة سواء كانت تبن أو نشارة. حيث يصيب الطفيل أماكن متفرقة من الأمعاء وتحدث الإصابة بسرعة خلال 4-7 أيام من العدوي بالطفيل حيث أن الطيور المصابة بالكوكسيديا تفرز البويضات في الفضلات. والتي بدورها تلوث الفرشة والمعدات والأعلاف والمياه.
تعتبر الطيور المريضة هي المصدر الرئيسي للعدوي حيث تفرز كميات كبيرة من البويضات الغير ناضجه تسمي أووسيست وهذه البويضات غير معدية للطيور الأخري، ولكن بمجرد وجود الحرارة المناسبة والرطوبة العالية تتحول (الأووسيست) إلي بويضات ناضجة (أووسيست متحوصلة) حيث تنقسم النواة إلي 4 اسبروسيست ، وتسمي هذه المدة مدة التحوصل وغالباً ما تتراوح بين 12-48 ساعة ، وتعتبر البويضات المتحوصلة الناضجة هي الطور المعدي للطيور الأخرى ، حيث تنتقل العدوي نتيجة تلوث العلف أو الماء ونقر الدجاج في الفرشة كما يمكن أن تنتقل البويضات عن طريق ناقلات ميكانيكية مثل الحشرات والمعدات وملابس العمال وأيضا الحيوانات.
تبدأ دورة حياة طفيل الكوكسيديا داخل أمعاء الطائربعد أن يلتهم البويضات المتحوصلة الناضجة حيث تتحرر هذه الحويصلات بعد كسر الجدار الخارجي لها تحت تأثير إنزيم التربسين والعصارة الصفراء ليخرج منها عدد 8 اسبروزويت (كل اسبروسيست 2 اسبروزويت) و تستغرق عملية تحرر الإسبروزويت من 2-4 ساعات لتهاجم الأغشية المخاطية للأمعاء ، يبدأ الإسبروزويت في التكاثر ثم يتحول إلي التروفوزويت ثم الشيزونت ثم الميروزويت ، وتقوم الميزويت بمهاجمة خلايا جديدة من الأمعاء مسببة جرح الأوعية الدموية وتحدث قرح دموية في جدار الأمعاء مما يؤدي إلي حدوث إسهالات دموية تختلف طبقا لنوع الأيميريا وشدة الإصابة وتسمي هذه العملية بمرحلة التكاثر اللاجنسي تبدأ بعدها مرحلة التكاثر الجنسي حيث تتحول بعض الميروزويتات إلي خلايا جنسية مؤنثة وخلايا جنسية مذكرة والتي تتطور إلي ماكروجاميت مؤنث وميكروجاميت مذكر ، وتبحث الخلايا المذكرة عن الخلايا المؤنثة وتخترقها لتكون بويضات الكوكسيديا الغير متحوصلة ثم تفرز مع الزرق ومع توفر العوامل البيئة المساعدة تتحول إلي بويضات متحوصلة ناضجه وهكذا تكتمل دورة الحياة.
يتم تشخيص مرض الكوكسيديا عن طريق:
1. الأعراض الظاهرية
2. الصفة التشريحية
3. 3-الفحص الميكروسكوبي
الأعراض الظاهرية: تتفاوت أعراض مرض كوكسيديا الدواجن في خطورتها على حسب نوعها وأبرز ما يميزها هو:
• انخفاض حيوية الطيور وخمول وقلة الحركة
• فقدان الشهية وقلة استهلاك العلف
• انتفاش الريش وانكماش الطيور
• بهتان العرف والدلايات
• تجمع الطيور في الأماكن الدافئة
• تدلي الأجنحة
• ارتفاع نسبة النفوق في الدجاج
• انخفاض إنتاج البيض في الدجاج البياض بنسبة 10% إلى 40%
• تباين الأوزان
• تلوث فتحة المجمع بلون الإسهال البني والممزوج بالدم في بعض الحالات

 

 

الصفة التشريحية: تختلف الصفات التشريحية باختلاف نوع الأيميريا لأن كل نوع منها يتطفل علي جزء معين من الأمعاء ، حيث تقسم الكوكسيديا لنوعين الأول الكوكسيديا المعوية ، الثاني الكوكسيديا الأعورية.
الكوكسيديا المعوية
• الجزء العلوي من الأمعاء :- ويتطفل عليه 5 أنواع من الأيميريا ، أخطرها أيميريا أسرفيولينا وتتميز بوجود خطوط عريضة حمراء في البداية ثم يصبح لونها صفراء أو رمادية داخل الأمعاء وتظهر بثرات بيضاء علي الأمعاء من الخارج وهي تصيب الدجاج البياض.
• الجزء الأوسط من الأمعاء :- ويتطفل عليه 3 أنواع من الأيميريا وهم:
أيميريا نيكاتركس
: وهي أخطرهم علي الإطلاق وتتميز بانتفاخ الأمعاء وتأخذ شكل السجق مع وجود بقع نزفية تصبغ سطح الأمعاء الخارجي وعند فتح الأمعاء يخرج منها كتل جلاتينية مدممة.

أيميريا ماكسيما
وهي أقل حدة من أيميريا نيكاتركس وتحدث التهابات عامة في الأمعاء في حالة الإصابة الشديدة.

أيميريا برونتي
وتتميز بوجود أنزفة و تضخم شديد في الجزء السفلي من الأمعاء مع وجود مواد فبرنية متجبنة تغطي هذا الجزء ويمكن ازالتها باليد.
الكوكسيديا الأعورية
يسببها طفيل أيميريا تينلا تشريحيا يلاحظ زيادة في سُمك جدار الأعورين، كما أنه يمتلئ بالدم السائل بلونه الأحمر أو دم متجلط لونه بني أو أحمر غامق.

الفحص الميكروسكوبي
وفيه يتم أخذ عينة من الأمعاء أو من فضلات الدجاج وفحصها بالميكروسكوب لتحديد نوع الأيميريا حسب موقعها في العائل وحجم البويضات.
أيضا توجد عوامل أخرى مهمة لتشخيص كوكسيديا الدواجن، مثل شدة ظهور الصفات التشريحية ومظهر القطيع العام. أيضا معدل الوفيات اليومية، وكمية العلف المتناول ومعدل النمو.

الوقاية من مرض كوكسيديا الدواجن

1. مراعاة قواعد النظافة العامة والتطهير الجيد للعنابر قبل تسكين الكتاكيت بها مع عدم دخول الاشخاص الغرباء العنبر.
2. القضاء على حويصلات الكوكسيديا الموجودة بالعنبر عن طريق التطهير الجيد بين الدورات باستخدام الجير الحي او باستخدام مطهرات تستطيع القضاء على كافة اطوار الأيميريا.
3. تغيير الفرشة باستمرار وإذا لم يمكن ذلك يتم تقليبها بصفه دوريه مع إضافة الجير المطفي لها وإذا ابتلت اجزاء من الفرشة يجب تغييرها فورا بفرشة جافه مع الحفاظ على التهوية الجيدة بالعنبر مع وضع مضادات الكوكسيديا ضمن البرنامج العلاجي الوقائي خلال دوره التسمين.
4. تجنب تربيه أعمار وأنواع مختلفة من الدواجن في المحطة الواحدة ويجب أيضا تجنب التزاحم الشديد للطيور.
5. يمكن إضافة مضادات الكوكسيديا في العلف أو ماء الشرب.
6. يجب عدم تعريض القطيع لعوامل مجهدة مثل تقليل درجة الحرارة أو التجويع.
7. يوجد الآن لقاحات حديثة يتم إعطاؤها للكتاكيت من عمر يوم إما في المفرخ أو في المزرعة.
المصادر:

1. McDougald, L.R. and W.M.‎ Reid.‎ 1991‎.‎ Coccidiosis.‎ In:‎ Diseases of Poultry, ninth edition.‎ Iowa State Press, Iowa.
2. Richard W. Gerhold, Jr. 2022 . msdvetmanual.com/poultry/coccidiosis/overview-of-coccidiosis-in-poultry
3. ‎Waldenstedt, L., K. El winger, A. Lunden, P. Thebo, and A. Uggla.‎ 2001‎.‎ Sporulation of Eimeria maxima oocysts in litter with different moisture content.‎ Poult.‎ Sci.‎ ‎80:1412-1415
4. Williams, R.B.‎ 1999‎.‎ A compartmentalized model for the estimation of the cost of coccidiosis in the world’s chicken production industry.‎ Int. J. Parasitol.‎ ‎29:1209-1229
5. www.h1h.org


باحث/ محمد أحمد جمال الدين عثمان
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل أسيوط – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى