قال تعالى : ” أليس الله بكاف عبده، ويخوفونك بالذين من دونه “.
شرط الكفاية هنا هو العبودية لله تعالى وحده، فمن كان عبدا لله وحده صادقا كفاه الله كل ما أهمه، ولن يخاف وهو فى حصنه المنيع شيئا أبدا “.
XXX
وقال تعالى : ” وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو، وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون “.
وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : ” من كانت الآخرة همه جعل الله غناه فى قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له “.
وقال الإمام مالك : ” بلغنى أن ما زهد أحد فى الدنيا واتقى إلا نطق بالحكمة “.
XXX
بينما أنت تقرأ فى سورة ” الصافات ” ستمر عليك آية بصيغة سؤال فى قوله تعالى : ” فما ظنكم برب العالمين ” الآية 87 .
كأن الله عز وجل يستوقفك لا ليعرف الإجابة عن السؤال، وإنما ليدفعك إلى أن تجدد إيمانك به سبحانه وثقتك فيه، وهى نعمة ربانية لا يستشعرها إلا من رزقه الله قلبا سليما.
كلما ضاقت عليك الأحداث فى الدنيا، وشعرت أنها أظلمت فى وجهك، اسأل نفسك هذا السؤال : ماظنك برب العالمين؟
سيدنا عبد الله بن مسعود كان يقول : قسما بالله ما ظن أحد بالله ظنا إلا أعطاه ما يظن، وذلك لأن الفضل كله بيد الله .
XXX
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكتنز هؤلاء الكلمات : اللهم إنى أسألك الثبات فى الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب “.
XXX
يقول الباحث والمفكر البريطانى بول ويليامز :
لاشك عندى فى أن محمد هو النبي الحق، المرسل من الله، لكن الحجة الأكثر إقناعا بالنسبة لى شخصيا هى الواقعة التالية التى جاءت فى الحديث الصحيح، عندما توفى ابنه إبراهيم وهو طفل رضيع، حدث كسوف للشمس فى يوم ووقت وفاة ابنه، فقال الناس إن السماء حزينة على وفاة إبراهيم، إلا أن الرسول الكريم قال : ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وأنهما لا ينخسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منهما كسوفا أو خسوفا فصلوا لله، وادعوا حتى ينكشف ما بكم “.
هذا يثبت لى أنه نبي الله حقا، ولو أن مدع حدث له هذا لنسب لنفسه الفضل فى حدوث هذه الصدفة الفلكية لتعزيز مصداقيته بين أتباعه، لكن النبي محمد لم يفعل ذلك، وهذه شهادة مصداقية له.
XXX
من لزم الحمد تتابعت عليه الخيرات، ومن لزم الاستغفار فتحت له المغاليق، ومن لزم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجد ما تمنى، وكفي همه، وغفر ذنبه.
XXX
ومما قيل في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
ــ يقول الإمام السيوطي :
كثرة الصَّـلاة على النَّبِيِّ تكثر الأرزاق والبركات، وتقضي الحاجات، وتكشف الهموم والغموم والكروبات.
ــ ويقول ابن القيم :
لو علِم المؤمنون فضل الصلاة على النبي لما كفّت ألسنتهم عنها كل حين، إن الصلاة على النبي تكفُل باستجابة كل ما في قلبك، ومن ثمرة الصلاة على النبي أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط، والجواز عليه، وإذا أراد الله بعبد خيراً يسر لسانه للصلاة على محمد.
ــ ويقول العلامة السعدى :
الإكثار من الصلاة على النبي فيها غفران الزلات، وتكفير السيئات، وإجابة الدعوات، وقضاء الحاجات، وتفريج المهمات والكروبات، وحلول الخيرات والبركات، ورضا رب الأرض والسماوات، وهي نور لصاحبها في قبره، منجية من الشرور والآفات، والصلاة على النبي تكفيك همك، وتغفر لك ذنبك، فتكسب الدنيا والآخرة.
XXX
ــ وراء كل شيء لم يكتمل خير لا تعرفه، ووراء كل أمنية لم تتحقق تعويض لا تدركه، فقط ثق بالله.
ــ من لم يكن نورا لنفسه لن تسعفه كل أنوار الكون.
ــ اللهم هون علينا ثقل الأيام التى أحزنت وأبكت وأوجعت.
ــ اللهم إنى أعوذ بك من مظهر يدل على تقواك، وقلب لاه عن ذكرك.