أجمل ما قرأت :
يقول تعالى : ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم “.
الندم على مافات حماقة وقلة عقل، وكثرة التفكير فيما لم يأت وسوسة من الشيطان، وقلة يقين بالله، لكى نعيش فى قلق دائم.
اليقين بالله يعنى أن تكون مؤمنا بأن كل شيء يأتى فى توقيته الذى يراه الله مناسبا لنا، ونجهله نحن لمحدودية بصيرتنا، فكل شيء بميعاد، وعندما يأتى الوقت المناسب سنجد كل شيء يحدث بأدنى حد من المجهود، ماقدر له الانتهاء سينتهى، وما قدر له البدء سيبدأ، وما قدر له النسيان سننساه، وكل شيء سيأخذ مساره الصحيح، والكيس الفطن من لا يندم على مافاته، ولا يغتر بما جاءه، إنما يحمد الله على هذا وذاك.
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك “.
XXX
كيف تسخر الرذيلة من الفضيلة؟! وكيف يسخر الباطل من الحق ؟!
انظر إلى قصة قوم لوط وتعجب من جرأتهم، عندما فقدوا كل قيمة أخلاقية عرفتها البشرية، وتمادوا فى ضلالهم، فراحوا يتباهون بجرمهم، ويهزأون من نبيهم وأتباعه، فقط لأنهم قوم يتطهرون.
يقول تعالى :” فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ” سورة النمل/ 56.
ما أكثر الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
XXX
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
هناك فارق كبير بين من يخطئ ثم يتكبر ويبرر خطأه، ويلقى بالمسئولية على غيره، مدعيا أن هناك من يتآمر عليه، وبين من يدرك خطأه فيندم عليه، ويتهم نفسه ويستغفر الله، الأول هو مسار إبليس الذى ركبه الغرور عندما أخطأ، ورفض طاعة الأمر الإلهى بالسجود لآدم، ولذلك لم ينصلح حاله، والثانى مسار التصحيح الذى اتبعه سيدنا آدم عندما أخطأ وعصى أمر ربه، وأكل مع زوجته من الشجرة التى نهي عن الاقتراب منها، واعترف بذنبه وتاب وأناب، فتاب الله عليه وغفر له.
الشيطان لم يكتف بالجريمة التى ارتكبها بالعصيان، وإنما فعل ماهو أكبر، حين ألقى بمسئولية الذنب على رب العالمين، وعمد إلى غواية غيره حتى يشاركوه جريمته : ” قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ”. سورة الحجر/ 39
لذلك كان جزاؤه الخلود فى النار، مع من اتبعه من الغاوين.
أما آدم آدم وحواء فقد اعترفا بما اقترفا : ” قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”. الأعراف/23
فكان العفو وكانت المغفرة، وكان تصحيح المسار.
على نفس المنوال قال موسى عندما ارتكب الخطأ : ” قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” القصص/16
فكان العفو وكانت المغفرة، وكان أيضا تصحيح المسار.
XXX
يتصور البعض أن أداء العبادات المفروضة، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، التى هى من أركان الإسلام، هو الضمان الأكبر لدخولهم الجنة، والحقيقة أن القرآن لم يعط ضمانا لهم بذلك، وأعطى أولوية لأمور أخرى يغفل عنها كثيرون، وتتحدث آية فى سورة ” البلد ” عن ” عقبة “، أو حائل، يقف بين الإنسان وبين دخول الجنة، وتصف الآية الرائعة كيفية اجتياز هذه العقبة، واقتحام هذا المانع، حيث يقول تعالى : ” فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة . فك رقبة . أو إطعام فى يوم ذى مسغبة . يتيما ذا مقربة . أو يتيما ذا متربة . ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة . أولئك أصحاب الميمنة . والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة . عليهم نار مؤصدة “.
XXX
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغْنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا.
اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّاتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمْنَا.