قال الله تعالى : ” وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى فى السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم “.
ما تراه صعبا هو على الله يسير، وما تراه كبيرا هو عند الله صغير، وما تراه مستحيلا هو على الله هين، فقط عليك أن تقرع بابه، وهو سيصلح بحكمته حياتك، سيطفئ بلطفه قلقك، ويجبر برحمته كسرك، ويقوى بعزته ضعفك.هل سمعت بأجمل من هذه الأوامر الإلهية الأخلاقية، الواردة فى كتاب الله الخالد ؟
- ــ إعدلوا
ــ ولا تعتدوا
ــ ولا تعثوا في الأرض مفسدين
ــ ولا تلبسوا الحق بالباطل
ــ ولا تقف ما ليس لك به علم
ــ ولا تمش في الأرض مرحا
ــ ولا تصعر خدك للناس
ــ واخفض جناحك للمؤمنين
ــ واغضض من صوتك
ــ واقصد في مشيك
ــ وأعرض عن الجاهلين
ــ خذ العفو وأمر بالعرف
ــ ادفع بالتي هي أحسن
ــ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
ــ لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى
ــ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
ــ ولا تنابزوا بالألقاب
ــ لا يسخر قوم من قوم
ــ ولا يغتب بعضكم بعضا
ــ ولا تجسسوا
ــ اجتنبوا كثيرا من الظن
ــ ادخلوا في السلم كافة
ــ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
ــ وبالوالدين أحسانا
ــ وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل
ــ و أطعموا البائس الفقير
ــ ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب
ــ وآتوا اليتامى أموالهم
ــ أنفقوا مما رزقناكم
ــ وقولوا قولا سديدا
ــ وقولوا للناس حسنا
ــ وتعاونوا على البر والتقوى
ــ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
ــ واحفظوا أيمانكم
ــ وأوفوا بعهد الله اذا عاهدتم
ــ وأوفوا الكيل اذا كلتم
ــ وزنوا بالقسطاس المستقيم
ــ وكونوا مع الصادقين
ــ أوفوا بالعقود
ــ كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولوعلى أنفسكم ..
هذا هو منهج الحياة الصالحة، التى أرادها الله لنا حتى نفوز فى الدنيا والآخرة.من مأثورات الداعية الدكتور محمد راتب النابلسى، رحمه الله :
الإنسان بلا هدف إنسان تافه، أنت مصمم من قبل الخالق أن تختار هدفاً لا نهائياً، فإذا اخترت هدفاً نهائياً محدودا، كأن تكون ثريا أو صاحب ملك ونفوذ وبلغته بدأ شقاؤك، وبدأت الحياة المملة، فقد أبى الله جلّ جلاله أن يسمح للدنيا أن تمد الإنسان بسعادة مستمرة، بل متناقصة.
ــ الغرب لماذا انحرف ؟
لأنه يعيش مللاً وسقماً؛ أراد المال فبلغ المال، أراد القوة فبلغ القوة، إسأل إنساناً معه ملايين الدلارات كيف يعيش؟
إنه يعيش حالة من الملل؛ أكل حتى شبع، بيته أجمل بيت، مركبته أجمل مركبة، تزوج أجمل زوجة، سافر أقطار العالم، ثم ماذا بعد ذلك؟
هناك فراغ بالنفس البشرية لا يملؤه إلا الإيمان بالله، قد تكون أقوى إنسان، قد تكون أذكى إنسان، قد تكون أغنى إنسان، ولكن هناك فراغ لا يملؤه إلا الإيمان.
و الإنسان عندما يملأ هذا الفراغ بالإيمان ترتاح نفسه.
فالإنسان الذى بلا هدف وبلا رسالة إنسان تافه، عنده إحباط عام، عنده كل أنواع الشقاء.
لذلك مساكين أهل الدنيا، جاؤوا إلى الدنيا وخرجوا منها، ولم يذوقوا أطيب ما فيها، وأطيب ما فيها جنة القرب من الله عز وجل .إن حزنت أطرق باب الله، وإن زاد حزنك أطرق الباب بجهد أكبر، لا أحد أرحم بك من ربك، ولا أحد أعلم بهمك إلا ربك .
يقول ابن القيم رحمه الله :
ومن عقوبات الذنوب والمعاصى أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه، أو توقفه وتقطعه، ولا تدع القلب يخطو إلى الله خطوة، هذا إن لم ترده عن وجهته إلى الوراء، فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السير، وينكس الطالب، والقلب إنما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التى تسيره، فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه.
فالذنب إما أن يميت القلب، أو يمرضه مرضا مخيفا، أو يضعف قوته، ولابد حتى ينتهى ضعفه أن يتخلص من الأشياء الثمانية التى استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم منها وهى : الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال.
قال سفيان : دخلت على جعفر بن محمد فقال : إذا كثرت همومك فأكثر من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر الحمد لله.
الكاتب الصحفى مؤمن الهباء
رئيس تحرير جريدة المساء السابق