أخبارمجتمع الزراعة

الدكتور عبد العزيز الجداوي يكتب : أغذية مسلية للأطفال ملوثة كيماويا

ينتشر استخدام المواد الملونة (الأصباغ) الصناعية المسموح بها في تحضير ما يسمى الأغذية الخفيفة التي يحبها الأطفال , لكن تحظر القوانين الغذائية استخدامها في تحضير أغذية الأطفال الرضع والأطفال وهم بأعمار قبل دخولهم المدرسة، مما يعني ضرورة تشجيع الأبوين أطفالهم على تجنب استهلاك الأغذية المستعمل في صناعتها الأصباغ مثل مشروبات الفواكه الصناعية والحلويات والمثلجات ( آيس كريم وخلافه ) لأن أجسامهم شديدة التأثر بهذه المركبات الكيماوية لصغر أحجامها .

خفايا الأغذية المصنعة Hidden secrets of processed food

ولقد أصدرت منظمة الصحة العالمية WHO بالاشتراك مع منظمة الأغذية الزراعية الدولية FAO وكذلك هيئات المواصفات والمقاييس في الكثير من دول العالم نشرات علمية كثيرة عن المواد الملونة المصرح استعمالها في صناعة الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل وحددت النسب القصوى الممكن استخدامه منها لكل كجم من وزن الجسم وتأثيراتها على حيوانات التجارب وما قد تسببه من مضاعفات الصحية في الجسم , ويستعمل في صناعة العديد من أنواع المياه الغازية مواد ملونة صناعية المصدر يحضر بعضها من قطران الفحم الحجري وتسمح بها القوانين الغذائية مثل لون أصفر الغروب Sunset yellow ولونه أصفر وكارموزين ورمزه E121 ولونه أحمر وكذلك المركب E122 ولونه أحمر ومركب ترترازين Tartrazine ولونه برتقالي .

و تحظر القوانين الغذائية في دول العالم في صناعة أغذية الأطفال الرضع كمستحضرات الحليب الصناعي ومساحيق الحبوب والبسكويت الخاص بهم استخدام المركبات الحافظة فيها مثل بنزوات الصوديوم وسوربات البوتاسيوم التي تعيق حدوث الفساد الجرثومي وكذلك المركبات الكيماوية التي تعيق حدوث تزنخ الدهون فيها، لكن شاع استخدام هذه المركبات في تحضير بعض الأغذية الخفيفة للأطفال والشوربات سريعة التحضير والمياه الغازية وعصائر الفواكه الصناعية التي يفضلها الأطفال على غيرها من أصناف الطعام ، لذا يتحتم تشجيع أطفالنا على تناول الأغذية الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية الصناعية لتجنب أخطارها المحتملة على صحتهم .

وأصدرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة الأغذية الزراعية الدولية FAO وكذلك هيئات المواصفات والمقاييس في الكثير من دول العالم نشرات عن المواد الملونة المصرح استعمالها في الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل وحددت النسب القصوى الممكن استخدامه منها لكل كجم من وزن الجسم وتأثيراتها على حيوانات التجارب ومضاعفاتها الصحة إن وجدت وهذا يشابه بعض الشيء ما نستعمله من أدوية في علاج ما يصيبنا به أمراض فيوضع داخل علب الأدوية نشرات إعلامية عنها بما يخص استطباباتها ومضادات استخدامها والجرعات المستعملة منها والحد الأقصى المسموح منها كل يوم ، والسؤال يطرح نفسه هنا إننا نستعمل الدواء الذي يصفه الطبيب حسب جرعات وفترة زمنية محددين لكن المواد المضافة التي تستعمل في السلع الغذائية للأطفال بما فيها المواد الملونة تدخل أجسامهم طالما تناولوا الأغذية المحتوية عليها ويصعب علينا التحكم بمقدار ما يحصلون عليه منها لانتشار وجودها في الأغذية وعدم معرفتنا بنسب وجودها فيها .

في المستقبل ؟

في الواقع لا يستطيع معظم المستهلكين الامتناع عن شراء السلع الغذائية المصنعة لأنها لم تحضر من مصادرها التقليدية لاسيما في ظروف قلة كميات الأغذية الطبيعية المتوفرة وارتفاع أسعارها في الأسواق , كما لا تستطيع الصناعات الغذائية أن توفر لجميع الناس سلع غذائية ترضي أذواقهم دون استعمال عدد من المركبات المضافة في تحضيرها , وتحدد القوانين الغذائية في دول العالم أنواع المواد المضافة المسموح استخدامها في صناعة الأغذية وهي تختلف أحياناً من بلد إلى أخر .

فمثلا تنظم القوانين الصحية الأمريكية استخدامات المواد المضافة للأغذية ولا تصرح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA باستعمال أي منها دون حصولها على أدلة علمية تؤكد عدم ضررها لصحة الإنسان ، كما تحظر تداول أي مادة مضافة عند ظهور أي مشكلة صحية نتيجة استخدامها وخاصة عندما يكتشف بأن لها تأثيرات مسرطنة لحيوانات التجارب وسواها , والدليل على ذلك قيام هذه الإدارة في أحد الأوقات بحظر استعمال السكارين كأحد بدائل السكر الصناعية , ثم سمحت باستخدامه بعد عدم توفر أدلة علمية عن فعاليته المسرطنة لجسم الإنسان.

وبالرغم من المشكلات الصحية التي تصاحب فرط استخدام المواد المضافة للأغذية بأنواعها المختلفة ، يتوقع العلماء التوسع مستقبلا في استخدامات المواد المضافة للأغذية لإنتاج أغذية جديدة لا نراها مطلقا في المزارع وسوف تشكل نسبة متزايدة من أطباق الطعام على موائدنا , مثل اللحم الصناعي المتوفر في الأسواق بسعر ينافس اللحم الطبيعي ويحضر من بروتينات فول الصويا أو من بروتينات مفصولة من بعض البذور الزيتية الأخرى مع مركبات كيماوية مضافة إليها أثناء تصنيعها لتصبح مشابهة للحم الطبيعي في شكله ومذاقه وليس في مكوناته الغذائية، وشاع استخدام اللحم الصناعي في تحضير بعض أنواع اللحم المفروم المجمد ومنتجات اللحوم المصنعة كالهمبرجر والنقانق hot dog والمرتدلا دون تقيد بعض المصنعين بالنسب المسموح وجوده منه فيها.

لذلك فأن اقترح فرض بعض الاشتراطات على شركات الاغذية :-

1- التأكيد على شركات إنتاج السلع الغذائية على ذكر مكونات منتجاتها وخاصة المواد المضافة المستعملة في تحضيرها وذكر أسمائها صراحة إلى جانب الرمز العلمي المتعارف عليه دولياً أي رمز ي E مع الرقم المقترح عوضا على الكتابة فقط باحتوائها على صبغة أو مادة حافظة أو سواها مسموح بها.

2- فرض رقابة غذائية أشد على عمليات الغش التجاري في مصانع إنتاج عصائر وشراب الفواكه المعلبة خاصة عند ذكرها كمثال احتواء منتجاتها على نسبة معينة من العصير أو لب ثمار الفواكه الطبيعيين بعد أن أصبح من الممكن علميا إنتاج عصائر فواكه صناعية تماثل إلى حد كبير النوع الطبيعي منها ولا يستطيع المستهلك العادي التمييز بينهما ،

3- ضرورة ذكر أن جميع مكونات السلعة الغذائية صناعية عندما يكون ذلك فعلا وليس غش المستهلك .

4- حظر استعمال الأصباغ في صناعة المستحضرات الغذائية للأطفال الرضع وصغار السن من الأطفال لأهمية دراسة تأثيراتها على صحتهم قبل السماح بوجودها في طعامهم .

5- أفضلية استعمال الأصباغ ذات المصدر النباتي الأغذية بدلا من النوع الصناعي منها في صناعة الأغذية كالكركم –ولونه أصفر وأحمر البنجر – المستخلص من جذور نبات البنجر والكلوروفيل ولونه أخضر وبيتا كاروتين ولونها أصفر ولون طبيعي أناتو ورمزه E160b وكذلك الكركم والعصفر والزعفران ولونها أصفر والورد الأحمر وجذور نبات البنجر والكركديه ولونها أحمر .

6- ضرورة إجراء اختبارات على تفاعلات حساسية أجسام الأطفال للأصباغ والمركبات الحافظة وغيرهما من المواد المضافة المستخدمة في صناعة الأغذية.

نصيحتي لمن يتناولون الاغذية المصنعة المحفوظة المحتوية على مركبات نترات أو نتريت الصوديوم أو البوتاسيوم كمادة حافظة أن يقوموا يالاتي :-
1- بإضافة عصير الليمون الطازج إلى الأطباق المحضرة منها ،
2- الإكثار من تناول الخضراوات الغنية بفيتامين ج معها على مائدة الطعام لأنه يعيق تحولها في الجهاز الهضمي إلى مركب نتروز أمين الضار بصحة الإنسان.

ضرورة كتابة نسب المكونات على العبوات الغذائية

وأخيرا أناشد جميع المصنعين لعصائر الفواكه بضرورة ذكر نسب المكونات الطبيعية المستعملة في تحضيرها بدقة مثل عصير الفواكه الطبيعية وفيتامين ج على عبواتها

اعداد
م. عبدالعزيز الجداوي
خبير دولي في التغذية والغذاء
أستشاري تصنيع الأغذية
أمين لجنة الصناعات الغذائية





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى