المبيدات هى مواد كيميائية تستخدم فى مجالات الزراعة والصحة العامة للقضاء على آفات شتى سواء كانت حشرات أو حشائش ونباتات ضارة أو عديد من الطفيليات الأخرى التى تهدد صحة الإنسان. والمبيدات تتركب من المواد الفعالة مضافًا إليها مواد كيميائية أخرى تسمى مادة حاملة. ولقد بدأ التوسع فى تصنيع المبيدات الكيميائية بعد اكتشاف مركب (د. د. ت) عام 1939 ومكافحته الهائلة للعديد من الآفات وبعدها توالى اكتشاف مجموعات كثيرة من المبيدات الحشرية.
فيوجد حوالى 500 نوع من المبيدات الحشرية المستخدمة فى الإنتاج الزراعى، وكان أكثرها استخداما على الإطلاق هو الـ د. د. ت، وبالرغم من أن معظم بلاد العالم تحرم الآن استخدامه إلا انه ما زال ملوثا للبيئة لأنة مازال ينتج أو أن بقاياه مازالت موجودة. وترجع خطورة هذه الكيميائيات إلى أنها تختزن فى جسم الحيوان والإنسان فى الأنسجة الدهنية. وتتلوث الأسماك بالمبيدات الحشرية التى تنزل مع ماء الصرف، وتتركز فى الأعشاب البحرية والأحياء الدقيقة ومنها الأسماك بالإضافة إلى ما تأخذه الأسماك مباشرة من الماء. وارتفاع نسبه الدهون فى الأسماك يزيد من فرصة احتوائها على نسب أعلى من المبيدات. ويمكن للأسماك أن تركز المبيدات الحشرية فى لحمها إلى أن تصل إلى آلاف الأمثال بالمقارنة بتركيزها فى نفس الماء المحيط بها.
الاعراض التى تظهر على المستهلك عندما يأكل أسماك ملوثة بالـ المبيدات الحشريه:
أ- تهيج فى الجهاز العصبى. ب- إتلاف الكبد.
ج- فقر الدم. د- اضطرابات هرمونية.
هـ- اضطراب فى تمثيل الصوديوم والبوتاسيوم داخل الجسم.
و- اورام سرطانيه-ضيق تنفس وامراض في الجهاز التنفسي.
أنواع المبيدات الحشرية شائعة الاستعمال
1-عضوية طبيعية:
نيوكوتين – روتنويد- بيرثيروم مثل:
:2- عضويات تركيبية
الدرين. – D.D.T مثل:
أ- الكلورينات العضوية:
مثل :كلوردان – ليندان.
ب-الفورسفوريات العضوية:
مالاثيون. – مثل: مينازون
أدى تلوث البيئة على المستوى العالمي إلى تلوث الأسماك بالمواد الضارة بالصحة (مثل المبيدات ومياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي) حيث أن مدى تلوث الأسماك في مكان ما يعطي دلالة قاطعة على مدى تلوث البيئة ولذلك تستخدم الأسماك البحريــة وأســماك الميــاه العذبــة كمؤشــراً أو دلــيلاً حيويــاً في برامج المراقبة البيئية لمعرفـة مـدى تلـوث البيئـة المائيـة بالعناصر الثقيلة التـي تعيش فيها، وذلك بـسبب إنتقـال العناصـر الثقيلـة عبر سلسلة الغذاء، حيث تدخل العناصر الثقيلة وبقايا المبيدات إلى السلاسل الغذائية المائية وخاصة الأسماك إما بصورة مباشرة عن طريـق الغذاء أو غير مباشرة عن طريق الخياشيم
وينتقل التأثير السام لهذه الملوثات من كائن إلى آخر عن طريق التغذية عبر السلسلة الغذائية ومن ثم تصل هذه العناصر إلى الإنسان المستهلك الذي يقع في قمة الهرم الغذائي. انتشرت في مصر خلال الأعوام الماضية مشاريع المزارع السمكية، بغرض تعويض النقص الحاد في الموارد الغذائية، ومع حاجة المواطن المصري الملحة للبروتين الحيواني، وفي ظل فقر البحار والمصايد الطبيعية، كان لا بد من اللجوء للاستزراع السمكي لرفع الإنتاج وسد تلك الفجوة الغذائية. وتحققت طفرة كبيرة في مجال الاستزراع السمكي
فعلى صعيد الأرقام والحسابات تجاوز إنتاج المزارع السمكية 50 بالمئة من إجمالي إنتاج الأسماك، إلا أن أكثر من 90 بالمئة من هذه المزارع تعتمد على مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي المحملة بالأمراض والمبيدات الحشرية والأسمدة والمخصبات عالية السمية والرصاص والمعادن الثقيلة، والتي تستقر جميعها في أجسام الأسماك، وأصبحت بمثابة “قنابل بيولوجية” موجهة إلى الشعب المصري وبيئته، وذلك بحكم القانون الذي يحظر إقامة المزارع السمكية على مياه الري الطبيعية، ويقر إقامتها على مياه الصرف دون النظر إلى معالجة هذه المياه، ومدى سلامة إنتاجها وخلوها من الأمراض التي قد تدمر صحة المواطنين، وتدمر البيئة المحيطة بها ايضا، من مساحات خضراء وزراعات وطيور وحيوانات اقليمية تميز الطبيعة المصرية منذ القدم المشكلة الأساسية التي تعاني منها كفرالشيخ هي مشكلة المياه المستخدمة في ري المزارع السمكية، حيث إنه جميعها مياه صرف صحي وزراعي وصناعي من مصارف عدة، وأكثرها خطورة ( مصرف الزهيري – مصرف كتشنر) فهما تنتشر على جانبيهما المزارع السمكية بكثرة و تعتبر هذه المياه بما تحمله من الأمونيا ومركبات الفوسفور والمبيدات الحشرية السبب في نفوق كميات كبيرة من الأسماك في المزارع
وقد أدى ذلك إلى خسارة كبيرة لأصحاب المزارع السمكية، وترتب عليه انخفاض إنتاج كفر الشيخ من الأسماك من 60 إلى 50 بالمئة من هذا الإنتاج، كما أن هناك فاقدا كبيرا في الأسماك بسبب هذه المياه الملوثة، وخصوصا في موسم زراعة الأرز، حيث تزداد نسبة تركيز المبيدات الحشرية في المياه، بسبب استخدام الفلاحين للمبيدات بكثرة للقضاء على حشائش الأرز، حيث لا توجد بكفرالشيخ مياه ري نيلية غير هذه المياه، والتي تستخدم في ري الأراضي الزراعية أيضا.
يمكن التغلب على تلك المشكلة بإنشاء محطات معالجة مياة الصرف الصحي والزراعي، وإعادة تدويرها لتصبح صالحة للاستخدام، سواء للاستزراع السمكي أو لري المساحات الزراعية، وذلك للحفاظ على الانسان والبيئة الزراعية والحياة البيولوجية للكائنات.
د/ جيهان إبراهيم السيد علي – باحث اول بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه- فرع كفرالشيخ – قسم الكيمياء الحيويه والسموم وأمراض النقص الغذائي – مركز البحوث الزراعية – مصر