الدكتور وائل غيث يكتب : 2022 موسم تزهير استثنائي يتطلب اجراءات رعاية استثنائية.. صور وفيديو
معدلات التزهير لموسم 2022 فاقت حدود المتوقع والمأمول
من المؤكد ان الكثير من اخواننا المزارعين المتخصصين وايضا اخواننا الغير متخصصين قد لاحظوا ان موسمنا هذا ٢٠٢٢ اظهرت فيه بساتيننا و اشجارنا المثمرة معدلات تزهير عالية جدا مقارنة بالعام السابق بل بعدة اعوام سابقة بل نستطيع ان نقول ان هذه المعدلات فاقت حدود المتوقع والمأمول من هذه الاشجار لدرجه ان البعض بدأ يدب في صدره القلق وهذا امر اصبح معتاد مؤخرا وذلك بسبب ظاهرة التغيرات المناخية والتي ادخلت علي عالمنا الزراعي محدود القوانين منذ الازل الكثير من القوانين والظواهر الجديدة والعجيبة.
واتضحت ظاهرة التزهير الكثيف علي اشجار واصناف كثيرة مثل الزيتون والمانجو والموالح وغيرهم بشكل واضح جدا
وهذا التزهير الاستثنائي تسبب فيه عدة عوامل ابرزها توفر ساعات طويله من البرودة التي عملت علي زيادة الحث على التحول الزهري بشكل قوي جدا هذا فضلا علي ان موسمنا المزهر هذا قد اتي عقب موسم لم يكن من المواسم الزراعية الناجحه (موسم ٢٠٢١) بل نستطيع ان نجزم ان الاشجار المثمرة فيه قد تلقت قسط وافر من الراحة السلبيه .
وقطعا هذا الحمل الغزير سوف يحتاج الى مستويات رعاية مختلفة و مماراسات زراعية واعية و برنامج غذائي مميز و مكثف ومختلف عن المألوف في السنوات السابقة وذلك لسببين :
اولا : تجنبا لفقد جزء كبير من المحصول الهائل والذي يفوق قدرات الشجرة علي التحمل مع اول موجات حارة قادمة او تقلبات جوية متوقعة في مثل هذه الاونة لا سيما وان شهر ابريل شهر ظهور كل الفصول الجوية معا .
ثانيا : حتى لا نحصل على موسم زراعي العام القادم صفري اي خالى من الانتاج او ان الانتاج فيه يكون ضعيف جدا لاسيما في الانواع البستانية التي تعاني من ظاهرة تبادل الحمل.
فهذا الحمل الوفير سوف يستهلك كل المخزون الكربوهيدراتي المدخر في الاشجار لكي يقوم بهذا الحمل الزهري والثمري الكبير مما يؤدي الى افتقار النموات الجديدة الى الغذاء الكافي وبالتالي لا تتكون طراحات جديدة للعام المقبل وان نمت تنمو ضعيفة وهزيلة غير قادرة على حمل محصول جيد في العام القادم وهو ما لانتمناه.
اذا ما هو اللازم علينا فعله في هذا الموسم الاستثنائي لمساعدة اشجارنا المثمرة على اتمام رحلة محصولها بنجاح وايضا للحفاظ على انتاجية معقولة في العام القادم ؟؟
الاجابة دون تطويل نوجزها فيم يلي :
اولا : وضع برنامج تغذية مكثف ونعني هنا ان يكون بمقدار مرة ونصف عن المعتاد كل عام، حيث لابد ان يكون التكثيف هنا كما وكيفا فاذا كنا نسمد في السابق تبعا لبرنامج عشوائى وقتما توفرت القدرة فانصح هنا تثبيت برنامج منتظم لا تقل دورات التسميد فيه عن مرة اسبوعيا علي الاقل ، وهنا عزيزي المزراع سوف تحتاج للامداد بجميع العناصر الغذائية الكبرى لا سيما الفوسفور والبوتاسيوم والنيتروجين بنسب مدروسة وايضا الصغرى بكامل هيئتها لاسيما الحديد والمنجنيز مع التركيز علي الزنك والبورون والمولبيدنم والنحاس ، كل هذه العناصر لابد من توافرها على مدار الشهر بكميات مدروسة قليلة لكن دون غياب وذلك من خلال نظام الري بالتنقيط او تبعا لنظام الري المطبق في المزرعة.
ولإيضاح اهمية العناصر الصغرى التي تدخل في العديد من العمليات الفسيولوجية الهامة جدا نضرب هنا مثال بعنصر الزنك وهو المسؤل عن تشكيل الحمض الاميني التربتوفان الذي يدخل في تصنيع الاوكسينات وهي من هي في انجاح موسم تزهيرك الواعد و كذلك عنصر البورون صاحب الادوار المتعددة في نجاح عملية التلقيح والاخصاب ونضارة المياسم وجهوزية المتوك.
كما اننا لابد ان نهتم ايضا بعنصري الكالسيوم والماغنيسيوم في المقام الاساسي قبل وذلك بتطبيقه على الاقل مرتين قبل تفتح الازهار ومرتين بعد العقد سواء سحبا او رشا
لتثبيت الثميرات العاقدة وتقليل تساقطها وذلك عن طريق تدعيم منطقة اتصالها بحاملها
اسباب تساقط ازهار الزيتون :
وهنا دعونا نتطرق إلى اسباب قد تتسبب في تساقط الازهار والعقد الحديث لو لم تؤخذ في الاعتبار لكي يتم تلافيها ماامكن :
1- الافراط في الري والافراط في التعطيش كثيرا من المزارعين يقولون لا نروي في فترة التزهير وهذا سلوك خاطئ جدا حيث ان الافراط في التعطيش يؤدي الى تساقط الازهار والافراط في الري يؤدي ال نفس النتيجة.
2- عدم العناية بشكل جيد بالتسميد الفوسفاتي قبل التزهير مما يؤدي الى نقص مركبات الطاقة وبالتالي التسبب في موسم تزهير ضعيف او كميات تساقط كثيف .
3- نقص التسميد البوتاسي حيث ان البوتاسيوم هو المسؤل عن نقل الكربوهيدرات من اماكن تصنيعها في الاوراق الي مناطق العمل حيث تشكيل الازهار و الطراحات الجديدة لذا لا ينبغي ابدا نسيانه او التقليل من حجمه والتركيز فقط علي عنصر النيتروجين.
4- العناصر الصغرى عناصر وظيفه هامة جدا لابد ان تحضر دائما في برنامجنا الغذائي والا عانينا من الكثير من المشاكل ولابد من تطبيقها رشا مخلبة علي احماض امينية وڤولڤيك اسيد.
5- المواد الهرمونية الطبيعية لها اهمية كبرى كالسيتوكينينات والجبرلينات والاوكسينات والتي يمكننا الحصول عليها بعد التسميد الجيد المتوازن من مستخلصات الطحالب البحرية ومستخلصات الخميرة المنشطة على العسل وبعض المستخلصات النباتية، وهذه المركبات تكون غنية بالهرمونات الطبيعية ذات الاهميات الكبيرة جدا في نمو الخلايا وانقسامها والمحافظة علي شبابها .
6- ارتفاع ملوحة ماء الري والتربة هي احد العوامل الاساسية في تساقط الازهار لذا يجب علينا السيطرة على هذا العامل الخطير جدا حتي نتجنب تساقطات كبيرة ان لم نسيطر عليها باجراءات الزراعة الملحية والتي سبق شرحها في مواضع سابق تم نشره في هذا المكان .
7- قد تصاب بعد النورات والازهار ببعض الامراض الفطرية كالبياض واللفحة وهنا لا بد من التدخل بالمبيدات الفطرية الجهازية للسيطرة على هذه الافات الفطرية سريعا حتي لا تنال من كفاءة التزهير والعقد .
8- تجنب استعمال المبيدات دون فهم او وعي حيث ان بعض المبيدات لا يستقيم ابدا استخدامها في فترة التزهير كبعض المركبات النحاسية وبعض الزيوت المعدنية لذا فلابد ان يتم استعمال هذه المركبات بوعي ودراية تامة وتحديدها عن طريق المختصين لاسيما في فترات التزهير الحساسة وذلك لكي نستخدم المركب المناسب في الموعد المناسب للافة المناسبة وبالطريقة المناسبة .
د/ وائل غيث استشاري البساتين والزراعات الصحراوية