الدكتور وائل غيث يكتب : ليالي شتاء الزيتون الحزينة ؟؟ ..صور
ظاهرة انخفاض انتاجية محصول الزيتون .. الأسباب وأفضل طرق المكافحة
يشتكي معظم مزارعي الزيتون في مصر هذا العام من انخفاض الانتاجية بشكل كبير وغير مسبوق منذ عقود ان لم يكن من انعدامها علي الوصف الادق مما دفع بالمختصين والخبراء للإجتهاد في تفسير اسباب هذه الظاهرة الخطيرة والمهمة وتباروا جميعا في صياغة النظريات والفرضيات المعللة لذلك القصور والتي يدور معظمها في فلك متقارب في الغالب الاعم وان شابها بعض الاختلافات هنا و هناك احيانا
ومن هذا المنطلق تبين لنا ان قليلا من النقاش حول هذه القضية المهمة والتي تنبع من كون الزيتون هو محصولنا الاهم بلا منازع في صحارينا المصرية وكذلك غالبية اراضي الإستصلاح الجديدة سيكون امرا مفيدا جدا ومفعما بالدروس والعبر التي قد تضئ لنا الطريق لنجد سبل السلام من هذا المصير او العمل علي الاقل لتخفيفه حال اذا تكررت ظروف حدوثه في المستقبل لاقدر الله
اسباب انخفاض انتاجية محصول الزيتون :-
اولا: التغيرات المناخية الشديدة انتجت لنا شتاءا دافئا لايمنح براعم الزيتون المتعطشة للبرودة القدر الكافي منها ليدفعها لكي تتحول الي براعم زهرية تنتج ثمار مأمولة فيما بعد
ومن المعلوم بل والمتوارث عن الاجداد ان الموسم التي تكون فيه ليالي الشتاء دافئة وليست باردة شديدة الزمهرير هو بالنسبة للزيتون ليالي شتاء حزينة لان موسمها القادم لن يكون مفعما بالخير الوفير والزيت المبارك
وعلي الرغم من كون الزيتون محصول مستديم الخضرة لكنه بالنسبة لقضية الاحتياج للبرودة فالزيتون يتخذ مسلك الاشجار متساقطة الاوراق بشكل كبير (يحتاج الزيتون حوالي ١٥٠ساعة برودة اقل من ٧ درجات مئوية لمعظم الاصناف لكي نحصل علي موسم ازهار جيد)
ثانيا: يستمر معنا تقلبات التغيرات المناخية الحادة و الموجات الحارة والرياح الساخنة في الربيع والتي قاطعها هذا الموسم بعض الاحيان عدة ايام باردة تحمل معها بعض الاحيان امطارا غير متوقعه مما ساهم مع العامل الاول
في افشال موسم التزهير عن طريق التأثير السلبي علي حيوية حبوب اللقاح داخل المتوك وعلي صحة مياسم الازهار المؤنثة وحالتها وايضا علي حيوية اعضاء الزهرة الداخلية بالكامل مما دفع بعمليات التلقيح والاخصاب( لب صناعة المحصول) في متاهات حقيقية مما تسبب لاحقا في انحدار المحصول لأقل المستويات منذ اعوام وهذا العامل عزز العامل السابق وعظم أثره علي محصول الزيتون
ثالثا: لايزال وعي اخوانا المزارعين الافاضل حول قضية تسميد الزيتون وتغذيتة بشكل صحيح يشوبها بعض القصور
فكما قلنا سلفا مرارا وتكرارا “لاينفع العليق وقت السفر” اي ان التغذية لموسم تزهير واثمار جيد لابد من العمل عليه بعد قطف المحصول مباشرة وليس ابدا الانتظار لبداية الربيع فنهرع للبحث عن البوتاسيوم والفوسفور لتخزين الكربوهيدرات في مواجهة النيتروجين حتي نعدل نسبة C/N ratio
لكي نحفز البراعم الخضرية للتحول الي نورات زهرية ومحصول
مما يجعل هذا التحرك متأخر جدا في معظم الاحيان
فيتغلب عنصر النيتروجين في معدلات C/N ratio وذلك لاهتمامنا الزائد بإضافته لاسيما في الخدمة الشتوية واول الربيع
فنجد ان الاشجار تندفع بقوة في اتجاة النمو الخضري علي حساب النمو الزهري بسبب تسميدنا الغير متوازن والغير مدروس كما اننا نغفل بقوة ادورا عناصر اخري مهمة جدا وذات تأثير كبير علي عمليات التزهير والتلقيح والاخصاب حتي لو احتجناها بكميات صغيرة مثل عناصر البورون والزنك والمنجنيز والحديد والمولبيدنيم
وعناصر اخري من العناصر الكبري هامة ايضا جدا مثل الكالسيوم والماغنيسيوم والكبريت
واستيفاء تخزين هذه العناصر في الاشجار قبل التزهير بوقت كافي وبالقدر المناسب وتطبيقها ايضا في الموعد المناسب بالشكل المناسب سوف يساهم في حدوث موسم تزهير جيد ومقبول مهما تعاظمت قسوة التغيرات المناخية وزادت حدتها لكن حال اهمالنا لقضية التسميد سوف تستأسد علي المزارع بضراوة وحشية التغيرات المناخية وتفشل موسمه الزراعي تماما
رابعا: عمليات التقليم المتوازن التي تسمح بمرور الضوء بشكل جيد داخل قلب الشجرة دون كشف زائد او تجريف
وذلك بالتخلص من النموات المتخشبة واستبدالها بنموات شابة غضة وفتية امر مهم ولابد من تطبيقية سنويا مع ازالة السرطانات والافرخ المائية والافرع المصابة
مع تجنب زيادة ارتفاع الشجرة عن ٣ امتار باي شكل يكون
كما اننا يجب ان نزود من مستوي التقليم وكمية الخشب المزال في نهايات سنوات الحمل الخفيف لكي نقلل من الافرع الحاملة في سنوات الحمل الثقيل لتحقيق توازن خضري ثمري يجنبنا اشتداد ظاهرة المعاومة
هذا مع منح الاشجار في سنة الحمل الغزير مقدار ثلث الي نصف مقنن سمادي زائد لمواكبة ظروف زيادة الحمل
خامسا: الاهتمام بمكافحة الامراض الحشرية لاسيما الحشرات القشرية وديدان البراعم وذبابة ثمار الزيتون وكذلك امراض اعفان الجذور والنيماتودا ببمرنامج مكافحه متكامل منضبط يراعي الفحص الدوري والتدخل السريع بالمبيد الجيد الصنع مضمون المصدر بشكل حاسم وتام
سادسا:اخشي ان تدفع بنا قسوة الظروف المناخية وارتفاع درجات حرارة الشتاء وتأثير ذلك السلبي علي تزهير الزيتون للتفكير في اجراءات اكثر تطرفا لزيادة حصيلة الاشجار من ساعات البرودة وتقليل اثار الموجات الحارة وقت التزهير والعقد
في اللجوء الي افكار مثل التغطية بشبك التظليل وتركيب منظومة للري الضبابي (المست) فوقها وايضا الرش ببعض المواد التي من شأنها تخفيض درجة حرارة الشجرة لمحاولة احكام السيطرة علي العوامل البيئية المعاكسة لتزهير واثمار الزيتون بكل الوسائل المتاحة
هذا ولا يزال الامل معقود علي انتاج اصناف جديدة محسنة ذات قدرات اكبر واعلي في مواجهة ظروف التغيرات المناخية بشكل مرضي بعكس اصنافنا الحالية والتي معظمها مستورد من ايطاليا واسبانيا واليونان وهي اصناف ذات احتياجات برودة اصبحت مؤخرا غير متوفرة نسبيا بشكل كبير .