في نهاية أيام الخريف وعندما تتعري الأشجار من ملابسها الملونة الجميلة تظهر اسرار الغابة اكثر وضوحا وتشاهد الحيوانات والطيور أكثر من قبل. في هذه الفترة تزداد اعداد السناجب والأرانب وتزداد جرأتها في الاقتراب من البشر وهي تبحث عن طعام لتأكله وتخزنه استعدادا للشتاء القارص حيث تغطى الأرض بالثلوج غالبا.
السنجاب خاصة حيوان جميل يدهشك بحركته السريعة ونشاطه الدائم للبحث عن ثمار الجوز البري واللوز والصنوبريات وبعاداته الغريبة في الطعام التى لا يعرفها الا من قاموا ببحث دورة حياته عن قرب.
السناجب لا تتوقف عن الأكل وتظهر غالبا وفمها ممتليء بالمكسرات لسبب جوهري في حياتها وهو ان اسنانها لا تتوقف عن النمو واكل المكسرات والاشياء الجافة ضروري للحد من نمو اسنانها المستمر. ولذلك فاستمرار اكلها ليس حبا في الاكل بقدر ما هو ضرورة للحياة.
يتغزل البعض في السنجاب على انه مخلوق رقيق وأنه الوحيد الذي يقدم الزهور لحبيبته دون سبب وهذا مما حرض النساء على الرجال واصبحت كل امرأة تتمني ان يكون زوجها برومانسية السنجاب فيقدم لها الزهور حتى بدون مناسبة، ولكن هذا الانطباع عن السناجب وللأسف غير حقيقي فبعض الزهور وخاصة الورد البلدي غذاء شهي للسناجب فيقطفها الذكر او الانثي حين يجدها ويعود بها الى رفيقته لا للغزل ولكن للتغذية عليها ويكون غالبا قد التهم اخري قبل ان يحمل الباقي منه الى الرفيق او الرفيقة. فالسناجب للأسف ليس لديها الوقت للرومانسية مثل معظم البشر
يعتقد بعض الناس ان السنجاب وبعض الحيوانات الأخرى حين تجد سنجاب يأتي بزهرة او ثمرة جور ويتركها على باب بيته بأنه يقدم لهم هديه ويكون هذا عقب تقديمك طعام له. ولكن الحقيقة هو انه لا يقدم لك هدية ولكنه سلوك حيواني يسمي reciprocal altruism ويعني ان السنجاب يقول لك شكرا وممتن لما قدمته لي ولكن من فضلك اريد المزيد من هذا ولذلك فهو لا يقدم لك هديه بقدر ما يذكرك بحاجته للمزيد.
بعض الناس في امريكا تتفائل خيرا وتشعر بأن الله معها عندما تري السنجاب يقف على باب بيتها !
السنجاب حيوان مسلي في مظهره وفي سيرته ولكنه يلعب دور مهم في بيولوجيا الحياة في الغابة حين يجمع البذور من كل صوب ويدفنها في التربة للتخزين ولأنه ينسي اكثر من نصف اماكن ما زرعه فيتغذي على البعض ويترك البعض لينبت اشجار جديدة.
لذلك فالسنجاب الضعيف البهلوان المسلي هو فلاح الغابة وهو من يزرع أشجار قد يصل حجمها عشرات الأطنان وتعيش الف عام.