أخبارخدماتدرسات وابحاثرئيسيمشروعكمقالات

إستخدام بنجر السكر كبديل للذرة الصفراء في أعلاف الماشية

إن الاهتمام بالصحة العامة للابقار الحلابة من ابرز اهتمامات الدولة التي تؤدي الي زيادة إنتاجية الالبان مع تحسين جودتها. ويعتبر قطاع الثروة الحيوانية مساهما رئيسيا في تحقيق الأمن الغذائى والأمن القومى. ولكن هناك العديد من المشكلات التي ﻳﻌﺎني منها ﻗﻄﺎﻉ ﺍلاﻧﺘﺎﺝ الحيوانى ﺃﻫﻤﻬﺎ أﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍلأﻋﻼﻑ ﺍﻟﻤﺼﻨﻌﺔ ﺍلأﻣﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺒﺐ ﻋﺒﺌﺎً ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺑﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻋﺰﻭﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻦ ﺍلاﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍلإﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻰ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﺋﻖ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍلإﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻣﻦ الاﻟﺒﺎﻥ. فان الذرة الصفراء التي تعتبر عصب صناعة الإنتاج الحيواني هى مصدر الطاقة الرئيسى فى علائق الماشية ولكن مع زيادة الأسعار العالمية لها تسعى الدولة إلى إيجاد بدائل اقتصادية لتقليل استيرادها، فكان لابد من البحث عن بعض البدائل لها بشرط أن يكون البديل متاحاً محلياً واقل في السعر.

لب بنجر السكر هو المنتج الثانوي الذي يتم الحصول عليه بعد استخراج السكر من جذور بنجر السكر في مصانع السكر. عندما يتم معالجة بنجر السكر لاستخراج العصارة السكرية، يتبقى جزء غني بالألياف يعرف بلب بنجر السكر. هذا اللب يتكون بشكل أساسي من الألياف النباتية (السليلوز، الهيميسليلوز، والبكتين) والبروتينات وبعض المواد المغذية الأخرى التي لم يتم استخراجها مع العصارة السكرية. وبعد عملية الاستخراج، يمكن معالجة لب بنجر السكر بطرق مختلفة ليتم استخدامه كعلف للحيوانات، حيث يمكن تجفيفه أو تخميره لاستخدامه في علائق الأبقار الحلابّة وغيرها من الحيوانات.

استخدام لب بنجر السكر كبديل اقتصادي للذرة الصفراء في علائق الأبقار الحلابّة يمكن أن يكون خيارًا فعّالًا و هنا بعض النقاط التي تبرز أهمية هذا الاستبدال منها التكلفة الاقتصادية حيث ان لب بنجر السكر غالبًا ما يكون أقل تكلفة من الذرة الصفراء، خاصة في المناطق التي يكون فيها بنجر السكر متاحًا بكثرة. هذا يجعل استخدامه بديلاً اقتصاديًا مميزًا، مما يساعد في تقليل تكاليف التغذية.كما انه مصدر غني بالطاة حيث ان لب بنجر السكر يحتوي على نسبة عالية من الألياف القابلة للتخمير والتي تنتج الطاقة عند تحللها في الكرش مما يساعد في تزويد الأبقار بالطاقة الضرورية لإنتاج الحليب بكفاءة.

و ايضا تحسين صحة الكرش حيث ان الألياف في لب بنجر السكر تدعم البيئة الميكروبية في الكرش، مما يعزز الهضم الصحي ويقلل من مشاكل الحموضة التي قد تسببها الذرة الصفراء إذا تم تقديمها بكميات كبيرة. لذلك يساعد لب بنجر السكر في زيادة إنتاجية الحليب حيث اثبتت الدراسات أن استخدام لب بنجر السكر في العلائق يمكن أن يساعد في زيادة إنتاج الحليب، حيث يوفر مصدرًا متوازنًا من الطاقة دون التأثير السلبي على صحة الأبقار. و يرجع ذلك الى انه يسبب تحسين هضم الألياف مقارنة بالذرة الصفراء، حيث انه يحتوي على ألياف أكثر قابلية للتخمير، مما يعزز هضم الألياف الأخرى في العليقة ويزيد من كفاءة الاستفادة من العلف.كما يسبب تنوع العناصر الغذائية مقارنة بالذرة الصفراء التى توفر النشا بشكل أساسي، فإن لب بنجر السكر يقدم توازنًا مختلفًا من المغذيات، مما يمكن أن يكون مفيدًا في تحقيق تنوع غذائي في العلائق.

و من الاشكال المختلفه للب البنجر المتاح استخدامها كعلف الابقار الحلابة ان يكون علي هيئة لب البنجر الطازج (الرطب)، او لب البنجر الجاف و هذا قد يكون في صورة مصبعات (Pellets ) و ناعم Mash )) وهو حوالي 75% من لب البنجر المستخدم. او يكون علي هيئة سيلاج لب البنجر) Sugar beet Pulp silage ) وهو حوالي 22% من لب البنجر المستخدم تقريبا.

ومن بعض مزايا استبدال جزء من الذرة الصفراء بلب البنجر أن له تأثير إيجابي على الصحة العامة للابقارجيث تشير الدراسات إلى أن لب بنجر السكر يحتوي على عناصر غذائية تساهم في تعزيز نشاط الغدة الدرقية، مثل اليود والسيلينيوم. هذه العناصر تساعد في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تنظم التمثيل الغذائي والنمو كما يحتوي ايضا على مستويات عالية من مضادات الأكسدة مثل فيتامين C، فيتامين E، والبوليفينولات. مضادات الأكسدة تلعب دورًا مهمًا في حماية الخلايا من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، مما يعزز صحة الحيوان بشكل عام ويقلل من الإجهاد التأكسدي.

يساعد لب بنجر السكر في تحسين سلوك المضغ وعلى تقليل تركيز أمونيا الكرش. كما انه لا يحتوي على النشا وبالتالي فهو أقل عرضة لاصابة الحيوان بالحموضة مقارنة بالحبوب حيث ان ألياف لب بنجر السكر الرئيسية (مصدر الطاقة) تكون على شكل بكتين والذي يتخمر دون إنتاج اللاكتات في الكرش وبالتالي يكون له تأثيرات اكثر استقراراً على درجة الحموضة. ويتميز لب البنجر المجفف بقدرة عالية على الاحتفاظ بالمياه وقد يكون للكمية الكبيرة من الماء التي يحتفظ بها في الجهاز الهضمي تأثير ملين مفيد للحيوانات.

بالإضافة الي أليافه السهلة الهضم وذلك نظرا لانخفاض محتواه من اللجنين. كما انه مستساغ وله قيمة غذائية جيدة لجميع فئات الماشية والأغنام والماعز. وهو مصدر مميز للطاقة في الأنظمة الغذائية للحيوانات المجترة حيث يمكن أن يحل محل الحبوب بشكل جزئي دون اي مشاكل، فإن‭ ‬الطاقة‭ ‬فى‭ ‬لب‭ ‬بنجر‭ ‬السكر‭ ‬تمثل ‭ %‬85‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬حبوب‭ ‬الذرة. بالإضافة الي احتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين تصل الى 13.1 %. ومن الممكن البدء في تغذية الحيوانات على علائق تحتوي على لب البنجر بداية من عمر 4-5 شهور او وزن 150-160 كجم ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ومن ناحية اخري فان لب البنجر المستخدم في الاعلاف له تأثير ايجابي على زيادة ادرار اللبن فى الحيوانات الحلابة بنسبة قد تصل من 80 الي95 %. كما انه يزيد من نسبة الدهن في اللبن بسبب تاثيره الايجابي على زيادة انتاج حمض الاستيك في الكرش. فهو يزيد من جودة اللبن للحيوانات التى تتغذى عليه.

وتعتبر تغذية الأبقار أمًرا بالغ الأهمية في التأثير على محتوى الدهون في الحليب. فقد تؤدي الاستراتيجيات الغذائية التي تعمل على تحسين وظيفة الأمعاء إلى زيادة إنتاج الحليب وجودته. كما ينتج عن تخمر الألياف في الأمعاء أحماض دهنية متطايرة، وخاصة الأسيتات والزبدات، وهما أساس الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة الموجودة في دهن الحليب.

و ُيعتبر العامل الأكثر أهمية في ارتفاع نسبة الدهون في الحليب هو جودة الأعلاف. تعتبر قابلية هضم الألياف كمعامل، مما يشير إلى كمية الأعلاف التي ُيمكن أن تتحلل بفعل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء. فان محتوى دهن الحليب هو عامل يتأثر بشكل كبير بالحصص الغذائية والظروف التي تحدث على مستوى الأمعاء، ويعد تحسين جودة الأعلاف من العناصر الهامة لتحقيق نسبة عالية من دهون الحليب.

والغرض الرئيسي من تحديد كمية الدهون في الالبان هو تحديد جودتها حيث يتم تصنيف الالبان ومنتجاتها بشكل عام وفقًا لكمية الدهون التي تحتوي عليها وعرضها للبيع. تتكون دهون الالبان من الدهون الثلاثية ، كل منها يحتوي على ثلاثة أحماض دهنية. ويجب أن تكون كمية الدهون في اللبن بين 3٪ و 3.4٪. في نطاق معيار AOAC 2000.18
ومما لا شك فيه أن هناك علاقة وثيقة بين تحسين الجودة وسلامة تصنيع منتجات الألبان حيث تتمتع الجودة بأهمية كبيرة في صناعة منتجات الألبان. وتؤثر بشكل مباشر على سلامة المستهلك ورضاه. فلذلك يجب ان تتوجه المجهودات دائما الي تحسين جودة الالبان فصناعة الألبان تعتبر قطاعًا حساسًا يتطلب اتباع معايير حازمة لضمان جودة المنتجات.
المراجع
Evans, E., Bernhardson, D. and Lamont, J. (2016). Case Study: Effects of feeding fresh sugar beets to lactating dairy cows on milk production and milk composition. The Professional Animal Scientist, 32(2), 253-258.
Habeeb, A. A. M., Gad, A. E., El-Tarabany, A. A., Mustafa, M. M., & Atta, M. A. A. (2017). Using of sugar beet pulp by-product in farm animals feeding. Int. J. Sci. Res. Sci. Technol, 3, 107-120.
Heydari, M., Ghorbani, G. R., Sadeghi-Sefidmazgi, A., Rafiee, H., Ahamdi, F., & Saeidy, H. (2021). Beet pulp substituted for corn silage and barley grain in diets fed to dairy cows in the summer months: feed intake, total-tract digestibility, and milk production. Animal, 15(1), 100063.
Malekkhahi, M., Razzaghi, A. and Vyas, D. (2023). Replacement of corn silage with shredded beet pulp and dietary starch concentration: Effects on performance, milk fat output, and body reserves of mid-lactation dairy cows. Journal of Dairy Science, 106(3), 1734-1745.


د/ رحاب السيد مسعد جعفر د/ سماح أحمد عبد الحافظ
باحث الرقابة الصحية علي الأغذية باحث الكيمياء
معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل الاسماعيلية معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل الاسماعيلية
مركز البحوث الزراعية مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى