أخبارخدماترئيسيمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : اللهم اجعل اولادنا ممن يقال لهم “وكان أبوهما صالحا” .. ( نفحات الجمعة)

جعل الله الانسان خليفة فى الارض للعبادة وعمارة الارض و جعل له ذرية .. و فطره على حب بقاء النوع وركب فيه الغريزة ليدفعه للتزواج،. وحبب اليه انجاب الابناء ..ولم يستثنى من حب الابناء احد .من الناس

الابناء هبة الخالق

الابناء رزق من الله يسوقه ويهبه للانسان..فالزوج والزوجة ماهما الا اسباب اما الخالق والواهب للابناء هو الله سبحانه وتعالى ..(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ).لذلك الامر بيديه فمن يريد الذرية عليه ان يطلب ذلك من رب البرية. .ولقد فهم ذلك الرسل والانبياء والصالحين .. يقول تعالى{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً }
وتأمل كلمة (وَجَعَلْنَا لَهُمْ) اى انالامر بيد الله عز وجل ..

الابناء هم اجمل البشريات

ورغبة فى ان يكون للانسان ذرية واولاد هى رغبة جميع البشر … حتى الرسل والانبياء والصالحون ..يقول تعالى تعالى مخبرا عن إبراهيم الخليل عليه السلام : (واجعل لي لسان صدق في الآخرين)..وسجل دعاؤه عليه السلام فى طلب الولد بقوله تعالى . (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ) وكانت استجابة الحق لدعاء الخليل ابراهيم من الامور التى تستحق البشرى. وجدير بالذكر ان الذى اطلق عليها بشرى هو الخالق عز زجل يقول تعالى هى ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)
.ومثال اخر لنبى الله زكريا عليه السلام الذى دعا ربه دعاءً خفياً : ﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً﴾﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ وكرر الدعاء عندما دخل على السيدة مريم المحراب ووجد عندها رزقا فى غير اوانه بقدرة الله دعا ربه يقول تعالى (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء)..
وعندما استجاب الله لدعائة كان امرا يستحق البشرى لنبى الله زكريا عليه السلام يقول تعالى(..فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ) ..

الابناء من افضل النعم وزينة الحياة الدنيا .

الاولاد من افضل النعم واجمل هبه من الله للانسان ..والاولاد زينة الحياة الدنيا…يقول تعالى ؛( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
ولعلو قدرهم كانت اطول طفولة وأصعب بناء هو بناء وتربية الابناء ..
وحب الاباء لابنائهم حب فطرى حب يجعل الاب يقدم مصلحة ولاده ورغباتهم واحتياجاتهم على حساب نفسه مع قساوة بعض الابناء وعدم إدراكهم لهذه المحبة والتضحيات التى يقدمها الاباء …

وتجد ان افضل سعادة للاباء عندما يبارك الله لهم فى اولادهم ويرزقهم الله الهداية والصلاح والنجاح والتوفيق فى حياتهم ..
كما تكون اجمل اللحظات .لدى الاباء.عندما يرزقوا. ببر ابنائهم وحبهم وودهم واحترامهم ..

وتشقى الاباء وتحمل الهم والغم اذا اصاب الابناء مكروه او تعثروا فى دراستهم ..او ضاق بهم الحال او لم يوفقوا فى حياتهم وبيوتهم بعد زواجهم ..كما تكون اتعس الاوقات لدى الاباء عندما يقابل الابناء عطاء الاباء بالجحود والنكران والعقوق .
او التجريح والاهانة ..

 

وصايا للمحافظة نعمة الابناء والذرية

الاباء والامهات الذي انعم الله عليهم باولاد نجباء بارين بيهم عليهم ان يقدروا هذه النعمه ويشكروا ربهم كثيرا
يقول تعالى: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم }
وعليهم ان يحافظوا عليها بشتى الوسائل حتى لو انحرف بعض الابناء عن الطريق المستقيم
وما اكثرهم الان ..خاصة ان وسائل الغواية اصبحت متعددة لاينجوا منها الا من حفظه الله ورعاه
واهم الوصايا للمحافظة على الابناء الاتى :.
١- الصبر …. الوالدين الذين قد ابتلوا فى ابنائهم او بعضهم عليهم الصبر ..واتخاذ برنامج علمى عقلانى لمعالجتهم بهدوء. والاجتهاد فى سبيل اصلاحهم ودفع الشرور عنهم أخذين فى الحسبان معرفة اصحابهم. فالصاحب ساحب …كما انه على الاباء ان يتفهموا ان الابناء اقل خبرة واختلاف الزمان والبيئات التى يعيشون فيها مختلفة عن البيئة والزمن الذى عاشوا فيه الاباء .

٢- على الوالدين ان ينظرا إلى الابناء نظرة شفقة ورحمة، فالوالدان ايضا كانوا صغارا وقد كانت لهم لهم نفس السلوكيات والشطحات مع ابائهم ..
وان يتيقنا ان الاصل الطيب سيعود يوما ما الى حاله بالصبر. وهذا له أصل في القرآن في قوله تعالى؛ {كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ }.

٣- العلم بأن بذل الجهد فى التربية وتعديل السلوك ..امر تعبدى ..يجعل الاباء فى حالة اتساق نفسى بأن الله لن يضيعه جهده او وولده
وتعطى الاباء. قدرة على تحمل صعاب تعديل السلوك ..وقد جاء عن بعض السلف: إن من الذنوب ما لا يكفره إلا هم الأولاد.

٤- على الوالدين ان يراجعا سلوكياتهم. وعلاقاتهم مع ربهم
فلقد كان دأب السلف الصالح ان يراجع نفسه كلما وجد أمرا من هذه الأمور ، حتى قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (إني لأعصى الله فأجد شؤمَ معصيتي في خلق دابتي وزوجتي”.

٥- كثرة ذكر الله فى البيوت وقراءة القرآن لانهما من أسباب البركة والسكينة والطمأنينة في البيوت ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم : (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت). وقال صلى الله عليه وسلم؛ (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)

٦- كثرة الدعاء للابناء بالصلاح والفلاح .والحفظ والعناية من الله
فالدعاء شأنه عظيم ..
مع الحذر من الدعاء على الابناء فى وقت الغضب
يقول النبى الكريم : (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه مسلم. .

٧- إشعار الابن بالمسؤولية وتكليفه ببعض المهام وعدم إحراجه ا أمام زملائه وأصدقائه- وعدم الضغط عليه ضغطا يخرجه خارج البيت حتى لا يتخطفه رفاق السوء وأهل الانحراف.

وصية الله للاباء هى تقوى الله وهى وصية مضمونة

التقوى قد تكون غاية ..وقد تكون وسيلة ..وهى دائما المخرج من ضيق ..يقول تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
فعلى الاباء ان تتاجر مع ربها وان تستكثر من عمل الخير فصلاح الاباء ينفع الابناء ولنا فى قصة موسى والخضر عليهما السلام العظة والعبرة…يقول تعالى{وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ)
وهذه الاية تدل على أن صلاح الآبا ينفع الابناء… ودليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته .. و من شكر الله – – لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفاً بأبنائه، وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء.
وايضا هذه الاية إشارة إلى إرشاد الآباء ، الذي يخشون ترك ذرية ضعاف ،عليهم بالتقوى في سائر شؤنهم ..ولقد ورد عن محمد بن المنكدر أنه كان يقول لولده والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك.وقال سعيد بن المسيب : إني لأصلي فأذكر ولدي ، فأزيد في صلاتي : .وقال أحد الصالحين : ( يا بني ، إني لأستكثر من الصلاة لأجلك ) . ويقول تعالى مؤكدا على ذلك {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }..
اللهم احفظ اولادنا واصلح حالهم وارزقنا برهم واجعلهم من الصالحين واهديهم الى الطريق المستقيم ..ولا تبتلينا فيهم يارب العالمين ..
جمعتكم طيبة مباركة

ا.د / ابراهيم حسينى درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى