الدكتورة رانية صالح تكتب : مرض الالتهاب الرئوى في حيوانات المزرعة وكيفية الوقاية منه
ا لاهمية الاقتصادية
مرض الالتهاب الرئوي او الالتهابات التنفسية تعتبر من الامراض البكتيرية التي تصيب حيوانات المزرعة (ابقار- اغنام- ماعز- جاموس) ومن اخطرها لما لها من تاثير مباشر علي الصحة الحيوانية وتاثير سلبي علي الاقتصاد القومي لما تسببه من خسائر اقتصادية فادحة والتي تتمثل في الانخفاض الكبير في انتاج اللحوم والالبان والتي تؤثر علي صناعة المنتجات الغذائية المختلفة منها بالاضافة الي نفوق هذة الحيوانات ومما تسببة من خسائر في الثروة الحيوانية وتمثل عوامل معاكسة لتنميتها والتي تزداد مخاوف المربيين منها مع حلول فصل الشتاء وخاصة في نظام التربية في الحظائر المغلقة والذي يترتب علية نفوق هذة الحيوانات في حالة عدم العلاج والتدخل الفوري ولا نغفل تاثير هذة الامراض علي انتاج اللحوم والالبان وما يسببة من خسائر اقتصادية فادحة.
التعريف بالمرض
الالتهاب الرئوي هو مرض يصيب انسجة الرئة نتيجة اصابتها بالعديد من الميكروبات مثل ميكروب الباسترلا والميكروب العنقودي والميكروب السبحي وميكروب الكلبسيلا ويجدر الاشارة ان ميكروب الباسترلا يعيش بصورة طبيعية في الجهاز التنفسي العلوي للحيوانات وينشط هذا لميكروب عند وجود الظروف المهيئة لحدوث المرض والتي من اهمها التعرض للتيارات الهوائية فجاة وخاصة في الحظائر المغلقة والطقس الحار الرطب والاتربة وتزاحم الحيوانات وسوء التهوية واثناء شحن الحيوانات بطريقة غير صحية والتغير المفاجئ في الغذاء والذي يجب علي جميع المربيين تفادية وايضا اصابة الحيوانات بالامراض الفيروسية وسوء التغذية والتي تقلل من مناعة الحيوانات كل ذلك يؤدي الي تكاثر الميكروبات داخل الرئة واحداث المرض وبداية ظهور الاعراض والتي تبدا في خلال اسبوع من التعرض للعدوي او العوامل المساعدة السابق ذكرها.
الاعراض في الحيوانات
• فقدان الشهيه الملحوظ وخاصة في العجول الصغيرة وفي الحالات الحادة نجد الحيوان نفق فجاة
• ارتفاع درجة الحرارة وصعوبه التنفس مع وجود كحة علي فترات وافرازات انفية والتي تكون مائية في بداية المرض ثم تتحول الي مخاطية مع تقدم المرض
• التنفس الضحل السريع
• ويلاحظ علي الحيوان الوقوف وراسة ورقبتة ممتدة الي الامام للحصول على اكسجين مع وجود افرازات بالفم وزيادة في اللعاب (شكل 1)
• وفي الحيوانات الحلابة يلاحظ انخفاض كبير في انتاج الحليب.
شكل (1)
يسبب ميكروب الباسترلا ايضا وخاصة نوع المالتوسيدا منة نوع اخر من الالتهاب الرئوي ويسمى مرض التسمم الدموي ويحدث نتيجة وجود نفس العوامل المهيئة والسابق ذكرها وتتشابة اعراضة مع الاعراض السابق ذكرها ولكنة يتميز بوجود ورم في منطقة الرقبة والصدر واحتقان الاغشية المخاطية وتورم الغدد اللمفاوية ويسمي البعض هذا المرض بالشحار او خناق المواشي لوجود الورم في زور الحيوان ويضيق مجري التنفس فيصدر صوت كالشحار ويحدث اختناق.
التشخيص و العلاج
عند اصابة الحيوانات بالمرض وبداية ظهور الاعراض السابق ذكرها يجب علي المربي عزل الحيوانات المريضة عن الحيوانات السليمة وعدم اختلاطها وابلاغ الطبيب البيطري فورا لكي يقوم باخذ مسحات انفية وعينات دم من الحيوانات لكي يقوم بارسالها الي المعمل البيطري لتحديد الميكروب المسبب للمرض وتحديد العلاج المناسب كما يجب عدم الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب البيطري وقبل الحصول علي عينات من الحيوانات المصابة لان الاستخدام العشوائي لهذة المضادات يزيد من مقاومة الميكروبات لها كما يؤدي الي خسائر اقتصادية نتيجة تكاليف العلاج بدون جدوي او فائدة ويكون استخدامها بعد ورود نتائج الفحص من المعمل البيطري.
الوقايه من المرض
وللوقاية من مرض الالتهاب الرئوي ومرض التسمم الدموي يجب علي المربي
• تفادي الظروف المهيئة لحدوث المرض من التعرض للتيارات الهوائية بصورة فجائية
• تجنب تزاحم الحيوانات وسوء التهوية واتخاذ الاجراءات الصحية عند شحن الحيوانات
• عدم ادخال اي حيوانات جديدة الي المزرعة الا بعد التاكد من خلوها من الامراض الضارة
• استخدام المطهرات الفعالة في المزرعة بصورة منتظمة.
• التحصين ضد مرض التسمم الدموي حيث تقوم الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتوفيراللقاحات وهو لقاح ميت ويستخدم بجرعة 2 سم تحت الجلد للمجترت الكبيرة مثل الابقار و 1 سم للمجترات الصغيرة مثل الاغنام والماعز والتحصين يتم سنويا ويجب علي المربي الحرص علي تحصين الحيوانات بهذا اللقاح بصفة منتظمة.
وختامًا كان من المهم لفت النظر لخطورة مرض الالتهاب الرئوي ومرض التسمم الدموي وبصفة عامة فان اتخاذ الاجراءات الصحية السليمة في المزارع الحيوانية والاستخدام المستمر للمطهرات المختلفة والالتزام ببرامج التحصين والتي توفرها وتشرف عليها الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة هذا بالاضافة الي الابلاغ الفوري من جانب المربيين عن وجود اي مرض بالحيوانات يؤدي الي الحد من هذة الامراض والسيطرة عليها وهو مايمثل للمربي وسيلة هامة للمحافظة علي الحيوانات والاستفادة القصوي منها من انتاج اللحوم والالبان والذي يعود بالنفع علي الاقتصاد القومى.
د/ رانية صالح
باحث بكتريولوجي- معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر