أخبارانتاج حيوانىمقالات

الدكتورة شريفة مصطفى تكتب : هل لابد من تجديد للقاحات الماشية ؟

يمكن أن تصاب الماشية بالعديد من الأمراض المعدية الخطيرة، والتي يصعب للغاية، وفي بعض الأحيان يكون من المستحيل محاربتها. نتيجة لبعض الإصابات، تموت الماشية حتى بعد ساعات قليلة من ظهور علامات العدوي. اعتمادًا على المنطقة الوارد منها الماشية ، يتم إجراء التطعيمات ضد الأمراض السائدة هناك, ولكن هناك الأمراض الخطيرة اللازمة لتطعيم الأبقار والعجول.

اللقاح هو عبارة عن مستحضر بيولوجي، يقدم المناعة الفعالة المكتسبة تجاه مرض معين. يحتوي اللقاح بشكل نموذجي على المسبب الميكروبي للمرض، وغالباً يصنع من العترات المضعفة أو المقتولة، أو من سموم المسبب الميكروبي، أو أحد مستضاته. يدفع هذا الجهاز المناعي للجسم ليتعرف عليه ويدمره ويفرز له اجسام مضادة متخصصة، ويبقي لديه نسخة منه كي يستطيع الجهاز المناعي التعرف عليه ويقضي علية بسهولة إذا اصابة أي من هذه المكونات مرة أخرى. ذلك يؤدي الي تقليل الإنتاجية الحيوانية والخسائر المادية.

من هنا بدات عملية التطعيم للماشية, نظرا لظهور بعض السلالانت الميكروبية المتطفرة ادي الي عودة بعض الامراض للظهور علي الماشية. لذلك يجب تعديل أنواع التطعيمات للقضاء تماما علي المسببات الميكروبية. ذلك لتقليل نسبة الإصابة وعدم التاثير علي الصحة والثروة الحيوانية. مثال لذلك لقاح جديد لحماية الماشية من “السل البقري”, تم تطوير لقاح جديد يتناسب مع اختبار السل (PPD)، وهو اختبار مطلوب قانونا يستخدم لمتابعة مرض السل في الماشية، الذي يعتبر مرضا معديا يصيب الرئة.

طور علماء في جامعة ساري البريطانية لقاحا جديدا لحماية الماشية من مرض السل البقري، ونشروا نتائجهم في  العدد الأخير من مجلة Scientific Reports. الهند تسعى للقضاء على السل بحلول 2025, قال الباحثون، في تقرير تم نشره علي الموقع الإلكتروني للجامعة في 28 نوفمبر الجاري، إن اللقاح متوافق مع اختبار السل “PPD”، وهو اختبار مطلوب قانونا يستخدم لمراقبة السل في الماشية، وهو مرض معد يصيب الرئة، ويتم إعدام المصاب منها. لقاح BCG الذي يستخدم حاليا لحماية البشر ضد السل أيضا فعال في الماشية، لكن مشكلته أنه لا يتوافق مع اختبار السل PPD، حيث تظهر نتيجة التحليل للماشية التي يتم تحصينها به نتيجة إيجابية لمرض السل، مما يجعل من المستحيل التمييز من خلال الاختبار إذا كان الحيوان مصابا بمرض السل أو لا.

من ثم يُمنع تلقيح الأبقار باستخدام هذا اللقاح في معظم بلدان العالم. من خلال الدراسة الجديدة سعى الباحثون إلى صنع سلالة جديدة من اللقاح تكون متوافقة مع اختبار السل. تم اختبار الكفاءة الوقائية للسلالة الجديدة في خنازير غينيا، وجد أن خنازير غينيا المصابة بالسل أثبتت نتائج إيجابية للمرض باستخدام اختبار الجلد الصناعي، حيث ان خنازير غينيا التي تم تحصينها باستخدام السلالة التقليدية لم تفعل ذلك.

يقول جونجو مكفادين، أستاذ علم الوراثة الجزيئية في جامعة ساري “من أجل السيطرة على انتشار السل البقري يعد التطعيم الفعال والتشخيص المبكر الدقيق للمرض أمرا بالغ الأهمية، فهذا اللقاح الجديد يوفر الحماية ضد مرض السل البقري، ويساعد في مكافحة هذا المرض الفتاك الذي يصيب أكثر من 50 مليون من الماشية في جميع أنحاء العالم ومدمرة اقتصاديا للمزارعين”.


د. شريفة مصطفي محمد صبرهـ – وحدة السيرولوجي وبنك العترات- معهد بحوث صحة الحيوان- مركز البحوث الزراعية- مصر 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى