أخباراقتصاد أخضرمقالات

الدكتورة أروى نصار تكتب : هل تتـــأثر البيئه والمنــــاخ بما يحتويه طعامنا ؟

كم من الوقت تقضيه فى الأكل ؟  وفقا لوزاره الزراعه الأمريكيه يقضى المواطن الأمريكى العادى حوالى 1800 يوم من حياته فى تناول الطعام كما يتم اختيارنا للطعام طبقا للمعلومات التى تغمرنا من الاطباء والمشاهير ووسائل الاعلام الصحيه مما يؤدى الى تعقيد قرارتنا بشأن الأطعمه ونجد ان كل اختيار نتخذه كمستهليكين له تأثير على المناخ .

ان ما نأكله قد غير الكوكب لقد تم تدمير الغابات فى جميع انحاء العالم لتوفير مساحه لتربيه الماشيه وزراعه المحاصيل , فى حين اصبحت محيطاتنا قاحله بسبب الصيد الجائر ولا يعد انتاج الغذاء هو المحرك الاكبر لفقدان الحياه البريه فحسب بل انه يساهم فى تغير المناخ فحوالى ربع انبعاثات الغازات الدفيئه العالميه ترتبط بالغذاء .

وقد اتجهت الدراسات الحديثه الى محاوله خفض تأثير النظام الغذائى على المناخ , ان كل خيار نتخذه له تأثير مناخى يقاس بما يسمى البصمه الكربونيه والتى تشير الى التأثير المناخى المحتمل ( الاحتباس الحرارى ) بسبب الغازات الدفيئه المنبعثه بشكل مباشر او غير مباشر من الانشطه البشريه وبمعنى ادق هى الانبعاثات المرتبطه بانتاج اى ماده غذائيه ومعالجتها ونقلها فنجد ان هناك تأثيرات بيئيه مختلفه للاطعمه وقد يكون من الصعب على المستهليكن معرفه مدى ارتباط خيارات غذائيه محدده بالتأثير العام على المناخ , فالاطعمه الحيوانيه والاغذيه المصنعه غالبا ماتكون كثيفه الكربون اكثر من الأطعمه النباتيه

وتتمثل مصادر تلك الغازات فى الاتى :

– – ثانى اكسيد الكربون الناتج من قطع الاشجارفى الغابات نتيجه لتوسيع الاراضى الزراعيه حيث ان انتاج اللحوم يتطلب اراضى واسعه لرعى الماشيه.

غاز الميثان الناتج عن عمليه الهضم فى الماشيه . –

اكسيد النيتروز من الاسمده المستخدمه فى انتاج المحاصيل .-

العمليات الصناعيه المرتبطه بالاغذيه مثل التبريد والنقل والتغليف والتعامل مع المخلفات الغذائيه

تأثير التغيرات المناخيه على جوده  وسلامه الغذاء

أوضحت منظمه الصحه العالميه ان تغير المناخ يؤثر فى الغذاء حيث يسبب ارتفاع درجه الحراره وتغير انماط هطول الامطار فى انخفاض انتاج الاغذيه الاساسيه بمقدار 50% فى كثير من اشد المناطق فقرا فى بعض البلدان الافريقيه وسيؤدى ذلك الى زياده معدل انتشار سوء التغذيه ونقص الأغذيه وهم يتسببان حاليا فى ملايين الوفيات كما ان تغير المناخ يغير محتوى الغذاء حيث ان ارتفاع تانى اكسيد الكربون الناتج من تلوث الهواء يحدث تغيرات فى تركيب النباتات حيث يقلل البروتين والكالسيوم والحديد والزنك والكبريت والماغنسيوم مما يؤثر على تركيب لحوم الحيوانات التى تتغذى على تلك النباتات وايضا على منتجاتها ولذلك يجب تطوير نظم التأمين على الثروه الحيوانيه للتخفيف من الاضرار الناجمه عن اثار التغيرات المناخيه ودعم البحث العلمى ومضاعفه الانفاق على البحوث  وخاصه المتعلقه بزياده الانتاج والأمن الغذائى و تقليل الفاقد من الغذاء.

وقد ادى التغير المناخى الى ظهور مصطلح (الأكل المستدام) وهواختيار الأطعمة على أساس تأثير إنتاجها على التربة، واستهلاك المياه، والمبيدات الحشرية، وتطهير الأراضي، والغازات الدفيئة، واستخدام الوقود الأحفوري.

الأشخاص الذين يحاولون تناول الطعام بشكل مستدام يختارون الأطعمة التي تنتجها الممارسات الزراعية الأقل ضررًا والأكثر فائدة للبيئة .

إن اختيار تناول الطعام بشكل مستدام ليس له تأثير بيئي فقط. كما أنه معروف على نطاق واسع بأنه أكثر اهميه من النظام الغذائي التقليدي

مكونات النظام الغذائي المستدام

يتكون بشكل أساسي من الخضار والبقوليات والحبوب الكاملة وبعض المكسرات والفواكه. يتجنب معظم الأطعمة المصنعة مثل السكر والحبوب المكررة. يمكن أن يشمل تناول الطعام المستدام اللحوم والأسماك التي يتم زراعتها وحصادها بطرق واعية بيئيًا. ومع ذلك، فإن اللحوم الحمراء، وخاصة لحم البقر، لا تعتبر مستدامة، لأنها تساهم بشكل كبير في انبعاثات غاز الميثان وإزالة الغابات. تعتبر مزارع الألبان غير مستدامه

فوائد النظام الغذائي المستدام

إن تناول الطعام بشكل مستدام أقل تكلفة من اتباع نظام غذائي غني باللحوم، حيث أن إنتاج البقوليات والحبوب أقل تكلفة من إنتاج الماشية وتتطلب موارد أقل. هذه الأطعمة غنية بالمواد المغذية. ويمكنها مساعدة الأشخاص على تجنب الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم

الممارسات الغذائيه المستدامه:

تبدأ الممارسات الغذائية المستدامة بفهم تأثير الزراعة الحديثة على تغير المناخ والبيئة. وعندها فقط يستطيع الناس اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن الأغذية التي يشترونها ويستهلكونها. كما هو الحال مع أي ممارسة جديدة، قد يكون من الصعب معرفة من أين نبدأ. قد يكون من الصعب أيضًا معرفة ما إذا كان اعتماد الأكل المستدام كجزء من الحل لتغير المناخ يمكن أن يحدث فرقًا

لا يمكن مناقشة الممارسات الغذائية المستدامة دون الحديث عن الزراعة المستدامة. يمكن لبعض الخيارات المستدامة، مثل تناول القليل من اللحوم الحمراء أو عدم تناولها على الإطلاق، تقليل انبعاثات غاز الميثان عن طريق تقليل الطلب على لحوم البقر. كما يتم أيضًا إعادة الخضروات والفواكه والمكسرات المزروعة تقليديًا .

تناول المزيد من النباتات وإليك كيف يمكننا جميعًا إجراء تغييرات على نظامنا الغذائي لمساعدتنا على تناول طعام صحي ومستدام، بطريقة مفيدة لنا وللبيئة على حد سواءتتطلب تربية الحيوانات لإنتاج اللحوم والألبان مساحة وكميات هائلة من الماء والأعلاف. وتولد صناعة الثروة الحيوانية وحدها ما يقرب من 15% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة التي يتسبب فيها الإنسان. ومع ارتفاع الاستهلاك العالمي للحوم بنسبة 500% بين عامي 1992 و2016، فمن الواضح أننا بحاجة إلى إعادة التوازن إلى وجباتنا الغذائية من خلال إعطاء الأولوية للنباتات والتخفيف من استهلاكنا للمنتجات الحيوانية.

ويمكن اتباع النصائح الاتيه للمساهمه فى الحد من تفاقم المشكله :

تناول المزيد من التنوع

75% إن زيادة التنوع في وجباتنا الغذائية أمر ضروري لأن الافتقار إلى التنوع في الزراعة يضر بالطبيعة ويهدد الأمن الغذائي.

. قم باختيار المأكولات البحرية بشكل مسؤول

ما يقرب من 94% من الأرصدة السمكية تتعرض للصيد الجائر (34%) أو يتم صيدها بشكل مستدام (60%) وتربية الأحياء المائية لها مشاكلها الخاصة. ولكن عندما يتم إنتاج المأكولات البحرية بشكل مسؤول، فإنها يمكن أن تفيد الناس والطبيعة والمناخ.  جرب مجموعة متنوعة من الغذاء من مصادر تتم إدارتها بشكل جيد، وتناول الطعام في أماكن أقل في السلسلة الغذائية واختر المأكولات البحرية ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة.

لذلك قامت مصر باستضافه مؤتمر المناخ عام 2022 لايجاد حلول للمشاكل التى ينوء بها الكوكب وقدمت مبادرات تهدف الى عمل اقتصاد منخفض الكربون ونفذت الحكومة المصرية إصلاحات اقتصادية وسياسية، مع رؤية مصر المستقبلية .

فإن نجاح التحول الأخضر في مصر سيعتمد على التنفيذ الفعال لمبادراتها الخضراء. وتشمل هذه المشروعات مشروع مكافحة التلوث في مصر وتلوث الهواء مشروع إدارة تغير المناخ، والذي يهدف إلى الحد من التلوث الناجم عن وسائل النقل وقطاعات إدارة النفايات الصلبة، وفي الوقت نفسه تعزيز تبديل الوقود. وكانت مصر كذلك أول دولة في المنطقة تصدر سندات خضراء سيادية لتمويل المشاريع الخضراء واخيرا إن الكوكب في خطر، ومن الواضح أننا لا نستطيع استعادته دون تغيير نظامنا الغذائي


 

د/ أروى حسن محمد نصار

باحث أول صحه الأغذيه -معهد بحوث الصحه الحيوانيه –معمل المنصوره الفرعى – مركز البحوث الزراعية – مصر

                                                                    

 

 





زر الذهاب إلى الأعلى