الدكتورة أروى نصار تكتب : تلوث الأسماك بالطفيليات والمعادن الثقيلة

إن الصحه العامه هى غايه كل فرد وأن ثروة الأمم تقدر بصحه أبنائها فالغذاء أهم مصدر للطاقه الحيوانية للكائن الحى ولا غنى عنه لإستمرار الحياه وتعتبر اللحوم الحمراء منها والبيضاء من أهم المواد الغذائيه التى يحتاجها الإنسان نظرا لإحتوائها على البروتين والأحماض الأمينيه الأساسيه ذات القيمه العاليه وتعد الأسماك من أهم مصادر اللحوم البيضاء والتى تعتبر غذاءاً متكاملاً علاوه على أنها أسهل هضما من أنواع اللحوم الأخرى , لم تخلق الأسماك من أجل أن تكون طعاما لنا فقط وإنما لها العديد من المهمات الأخرى فهى تستعمل فى تدوير الكثير من العناصر الغذائيه كما فى إستعمال الطحالب التى تعيش فى قاع البحر وأيضا فى المجال الأقتصادى فهى من أكثر الأشياء التى تعزز أقتصاد الدولة من خلال عمليات البيع والشراء التى تجرى لها كما أن للأسماك دور فعال فى المجال العلاجى حيث يتم إستخلاص العديد من العناصر من الأسماك من أجل ان تدخل فى عمل بعض المستخلصات الطبيه ويعتبر البلطى من أسماك المياه العذبه ذات الأهميه التجاريه وتوجد أسماك البلطى فى جميع أنحاء العالم وتعتبر من الأسماك الأكثر إنتشاراً فى بحيرة ناصر بمصر ويبلغ انتاجها حوالى 15 طن سنويا ويأتى أسم سمكه البلطى من كلمه بوشمان الأفريقيه والتى تعنى الأسماك ويطلق على البلطى ايضا أسم (الدجاج المائى ) بسبب قدرته العاليه على التكيف مع الظروف البيئيه المختلفه والنمو السريع والتكاثر فى الأسر كما أنه يتغذى على مستويات غذائيه منخفضه ولديه قدرة فائقه على مقاومه الأمراض كما أن لحومه عاليه الجوده ويسهل تسويقها .

ماهى الطفيليات ؟

الطفيليات هى الكائنات الحية التى تلجأ بصفة مؤقتة أو دائمة إلى الإعتماد فى معيشتها على كائن حى اخر . وإما ان تكون طفيليات خارجية وهى غالبا نوع من الحشرات وهى إما أن تعيش ملتصقه بالعائل بإستمرار على جلده الخارجى مثل القمل والقراد وتسمى هذه الحالة طفيليات دائمة أو تزور العائل فقط وقت تناولها للغذاء وذلك عن طريق مص دم الإنسان وتسمى فى هذه الحالة طفيليات مؤقتة مثل الباعوض .وإما أن تكون طفيليات داخلية تعيش داخل جسم الإنسان مثل الديدان .

ماهو العائل ؟

هو الكائن الحى الذى يحمل أو يعول الطفيل وله عدة أنواع وهى العائل النهائى – العائل الوسيط – العائل الخازن أو المستودع – العائل الأساسى – العائل العرضى – العائل الناقل .

تمثل الامراض الطفيليه التى تصيب الأسماك أحد أكبر التحديات التى تواجه مصايد الأسماك فى مصر وحول العالم وتحتوى معظم أسماك البلطى على الديدان الخيطيه المجهريه التى تصيب الرأس وتجويف البطن وتسبب القلق بين المستهلكين . وقد حظيت طبيعه هذه الطفيليات وتأثيرها على الأسماك والبشر باهتمام الباحثين والمستهلكين ولهذه الطفيليات أهميه كبيره لانها تسبب مرض الهالزون البشرى عند تناول أسماك نيئه او غير مطهوه جيدا مصابه بالطفيل , علاوه على ذلك فإن العديد من الأمراض الطفيليه تقلل من معدلات النمو فى الأسماك وتزيد من فرصه إصابتها بالبكتريا والفطريات والفيروسات كما تقلل من القيمه التسويقيه للأسماك البريه والمستزرعه .

تحوصل حويصلات الكلينوستومم ميتاسيركريا اليرقات في التجويف الخيشومي أو العضلات وأتحذ شكل عنقود العنب ويكون لونها أصفر برتقالي ويصيب هذا المرض أسماك البلطي النيلي والذي ينقل العدوى للعائل النهائي وهى الطيور المهاجرة مثل البجع والإوز وأبو قردان. وتنتقل هذه اليرقات للإنسان عن طريق الأسماك الغير مطهية جيدا مثل (الشواء الخاطئ , التدخين البارد , التمليح الخفيف ) فإن هذه المعاملات والتى تتم فى بعض المدن الساحليه قد لا تصل لدرجه الحراره اللازمه أو الملوحه المناسبه للقضاء على هذه اليرقات خاصه تلك التى بداخل العضلات و تحت الخيشوم والتى تؤدى إلى حدوث الإصابه بالتهاب البلعوم والحنجره مسببه مرض يدعى بالهالوزون فى حنجره الإنسان حيث يفقد الإنسان المصاب بهذا المرض قدرته على النطق مع صعوبه فى بلع الطعام . وعندما يتم تشخيص هذا المرض متأخرا فإن علاج هذه الحالات يستدعى التدخل الجراحى .كما تسبب مرض الحويصلات الصفراء فى الأسماك. ومن العوامل التى تساعد فى التخلص من الطفيليات تجميد الأسماك حيث وجد ان تجميد الأسماك الى سالب عشرين درجه مئويه لمده ثمان ساعات يؤدى الى فقدان سريع لقدره الميتاسيركاريا على البقاء . وتهدف الدراسات الحديثه الى زياده معرفتنا بالأمراض الطفيليه التى تصيب الأسماك مما يسهل تطوير أستراتيجيات فعاله وتدابير إستباقيه لزياده جوده الأسماك وتقليل الخسائر الأقتصاديه بسبب رفض الأسماك من قبل المستهلكين .

وللوقايه من الأصابه بهذا المرض فإنه يتم التخلص تماما من روؤس الأسماك المصابه إذا كانت الإصابات خفيفه وأما إذا كانت شديدة ومنتشرة فى جميع أنحاء جسم السمكه فيجب التخلص من السمكه دون أكلها أو تداولها .

عموما يتم الوقايه من الطفيليات باتباع الخطوات الأتيه :
-الطهى الجيد للأسماك بحيث لا تقل درجه الحراره الداخليه للسمكه عن 60 درجه مئويه .
– التجميد على حراره لا تزيد عن سالب عشرين درجه مئويه لمده ساعه على الأقل تحطم الأطوار المعديه للطفيليات .هذا وقد أثبتت طريقه تجميد الأسماك جدواها لقتل يرقات الطفيل ان وجدت وجعل الأسماك أمنه وصالحه للإستهلاك الأدمى .
-عدم تلوث مياه البحار والانهار والخلجان بفضلات الإنسان والتخلص منها بطريقه صحيه .
-عدم تلويث بيئه الأسماك بمياه الصرف الصحى والزراعى .
تتعرض الأحياء البحريه فى البحار والمحيطات وغيرها للتلوث بأنواعه , ومن بين مصادر التلوث التى تؤثر على البيئه البحريه العناصر الثقيله التى تكون من مصادر مختلفه , حيث تعتبر من العناصر غير العضويه وتسبب تسمم للاحياء البحريه نتيجه لتراكم هذه العناصر فى أنسجتها ولحومها من بينها الأسماك التى تعيش فى البيئه السابحه أو فى القاع البحرى كما توجد هذه العناصر بمستويات وتراكيز مختلفه فى لحوم الأسماك مسببه أثاراً صحيه بالغه الخطوره على صحه الإنسان عند تناولها .
فى السنين الأخيره نتيجه للتلوث البيئ من مختلف المصادر والذى أصاب أغلب المنتجات استوجب أن يكون التعامل مع الأحياء المائيه على قدر عالى من الرقابه والمتابعه وخاصه من ناحيه المعادن الثقيله التى تستطيع التراكم حيوياً فى أجزاء مختلفه من أجسام الأسماك وأهمها العضلات من بين هذه العناصر التى تصل إلى الأسماك هى الرصاص والزرنيخ والقصدير والنحاس والزنك والكادميوم والزئبق .
(Pb – As – Sn – Cu – Zn – Cd – Hg)
المعادن الثقيله هى عناصر كيميائيه موجوده فى الطبيعه تكون كثافتها أكثر من 5 جرام / سم3 التى لها تاثيرات سامه بدرجه معنويه ويتراوح وزنها الذرى بين 63.545 – 200.3 جرام ويطلق عليها المعادن السامه لذلك فهى سامه للعديد من أشكال الحياه حتى وإن كانت موجوده بتركيزات منخفضه للغايه . وتكمن مشكله المعادن الثقيله كونها ثابته فى البيئه ولا تتحلل إلى منتجات نهائيه غير ضاره ويعتبر إرتفاع نسبه المعادن الثقيله من المشكلات الكبرى التى تواجه الأسماك وقد تتعرض الأسماك للمعادن الثقيله فى الماء عن طريق الأتصال المباشر بالخياشيم والجلد وعن طريق الجهاز الهضمى (الإبتلاع) وعن طريق إستهلاك الأغذيه الملوثه وقد يؤدى تراكم المعادن الثقيله داخل جسم السمكه الى إنخفاض المناعه وزياده تعرض السمكه للأمراض وحدوث طفرات جينيه وقد يتعرض الأشخاص الذين يستهلكون الأسماك الملوثه بالمعادن الثقيله لمخاطر صحيه فعلى سبيل المثال يؤدى الإستهلاك الزائد من النحاس الى تلف الكبد وتقليل معدلات النمو فى الأطفال ويمكن أيضا أن يتفاعل الزنك الزائد مع النحاس مما يقلل المناعه وقد يؤدى الحديد الزائد الى ترسيب أكسيد الحديد والذى يرتبط بالإصابه بالسرطان.

تعد المعادن مكونا طبيعيا للأنظمة البحرية، وقد تكون التركيزات الضئيلة ضرورية لدعم الحياة، ومع ذلك، فقد زادت الأنشطة البشرية من تركيزاتها في العديد من البيئات البحرية، لدرجة أنها أصبحت سامة، ويأتي هذا التلوث من مجموعة متنوعة من المصادر مثل الجريان السطحي والتعدين والنشاط الزراعي والصناعي وإستغلال النفط والغاز البحري .

وعلى الرغم من اللوائح الحديثة الأكثر صرامة، التي تتحكم في إستخدام المعادن في البيئات البحرية؛ إلا أنها ما تزال تشكل تهديدا متزايدا، ويرجع ذلك إلى أن المعادن الثقيلة شديدة الثبات، ولا تختفي بمرور الوقت كما يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المشكلة؛ لأن إرتفاع هطول الأمطار يؤدي إلى زيادة الجريان السطحي من المناطق الملوثة، ويزيد إحترار المحيطات ومعدل إمتصاص وسمية المعادن في مياه البحر.
كيفية التغلب على مشكلة التلوث بالمعادن الثقيلة وذلك عن طريق استقصاء المواد الملوثة للماء وإعداد قوائم قياسية لها – دراسة طبيعه الماء من حيث حجم وتركيب الجسيمات الملوثة فيه وكذلك خواصها – الحرص على التحليل الدورى للمياه كيميائيا وبيولوجيا – تحسين طرق معاجة مصادر المياه العادمة ومعالجة مياه المجارى . كما يجب تجنب مصادر العناصر الثقيلة مثل الملوثات الصناعية والسموم والأسماك التى تحتوى على نسب عالية من الزئبق ويجب تناول الأطعمة الصحية والمتنوعة وشرب الماء النقى للحفاظ على صحة الجسم وتقليل الأثر الظاهر لهذه العناصرعلى
المــراجـــــع :
– سالم عبد المطلك الدراجى (2018) : أمراض الأسماك وعلاقتها بصحة الإنسان .
Https : // Msc. Uobasrah .edu .iq> ind
– المختار حسن البكوسين وأيمن مصطفى أبو القاسم (2019) : تحديد نسب بعض العناصر الثقيلة فى التونة المعلبة والمحلية والوسط الحافظ لها فى الأسواق اللىبية . مجلة العلومك التطبيقية العدد الخاص الأول 81- 89 .
– مصطفى رياض محمد (2023) : العناصر الثقيلة فى المياه وكيفيه تقليل خطرها . كلية العلوم – جامعة الأنبار – مقالات التدرسيين . Https : // Msc. Uobasrah .edu .iq> ind
– ناصر خليفه الكبير , أميرة أبو عجيلة شعرون و رتاج المنصف سليمى (2023) : تقدير مستويات بعض العناصر الثقيلة فى عضلات سمك البورى .
(Mugil auratus . Linnaeus ) Al academia Journal for Basic and Applied science (AJBAS) volume 5\ No 5 , 1-9 .

أروى حسن محمد نصار – باحث أول صحه الأغذية –معمل فرعى المنصورة – معهد الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر