الدكتور إبراهيم درويش يكتب : سد ” الخراب”.. وسقوط الأقنعة
ندوة فى إسرائيل تكشف حقيقة وأهداف ومطامع تل أبيب فى مياه النيل
يقولون سد النهضة ونقول سد الخراب الذى تقيمة اثيوبيا للضرر بمصر برعاية دول كبرى ودول إقليمية . وبمساندة مالية من بعض الأشقاء طمعا أو مكايدة هو أخطر ما يواجه الأمة المصرية فى العصر الحديث ..
واستطاع الجميع أن ينتهز التوقيت والبدء فى البناء فى أضعف وقت مر على كيان الدولة المصرية وانشغالها بنفسها بعد أحداث 2011 م.
ومعلوم للقاصى والدانى أن أمريكا ارسلت بعثة أمريكية استكشافية لاثيوبيا ردا على بناء مصر للسد العالى بعد رفضهم تمويل السد ومساعدة الاتحاد السوفيتى لمصر. فوضعت خريطة بمساعدة وزارة الزراعة الامريكية بعدد 24 سد فى أماكن مختلفة للتحكم فى مياه نهر النيل الواردة لمصر .
وظلت الدولة الإثيوبية مع أعدائنا تنتظر الفرصة لإقامته حتى جاءت احداث مايسمى الربيع العربي بتدبير امريكا .
من جهة أخرى نعلم جيدا حرص إسرائيل على إضعاف الدولة المصرية ولا يسعدها نهضتها وتنميتها، فمصر القوة الاكبر فى الشرق الأوسط، وقد ساهمت إسرائيل فى تدمير معظم الجيوش العربية فى طوق المواجهة وإذا أضعفت مصر أصبح لها اليد الطولى فى المنطقة ولعل مشروع الشرق الأوسط الكبير عاد مع عودة الرئيس بايدين بعد أن توقف فى عهد ترامب .ولم تخفى طمعها وطلبها لحصة من مياه النيل .
وللأسف والمحزن وقوع قيادات بعض الدول الأشقاء تحت تخمة الأموال والرغبة فى الحفاظ على أملاكهم أو اللعب دور أكبر من حجمهم . ومصر دائما هى الكبرى فلا يمكن أن يصلوا إلى اوهامهم الا بالتآمر على مصر ومكايدتها.
والجميع وجد ضالته بعد أحداث ثورة يناير ..
ولكن بفضل الله وجيش مصر العظيم وأصالة هذا الشعب استطاع أن يعود بسرعة إلى مسارة الصحيح .
واستطاعت مصر من بعد أحداث 2011 أن تعمل على عدة أمور فى مقدمتها إثبات حسن النية وتأكيدها على المصالح المشتركة فوقعت على إعلان المبادئ الذى يتضمن العديد من البنود من بينها إجراء الدراسات الخاصة بأمان السد وتبادل المعلومات والخ، الا ان جميع الشواهد التى افىزتها جلسات التفاوض المتعددة اثبتت مماطلة وتعنت الجانب الأثيوبى.. وكانت اخر محطة فى هذه المفاوضات التى جرت برعاية الكونغو بوصلها رئيس الاتحاد الافريقى حيث رفضت أديس أبابا التوقيع على اتفاق ملزم حول السد.
الدولة المصرية حتى الآن تؤكد تمسكها بخيار السلم والتغاوض للتوصل إلى اتفاق قانونى يحفظ حقوقها فى مياه النيل.. وفى المقابل تعمل على بناء قدراتها
العسكرية والاهتمام باكتساب اصدقاء جدد وتنويع مصادر الأسلحة وفتح مشاريع تنموية جديدة بمشاركة العديد من الدول وبالتالى هذه الدول بمساندتها لمصر تحافظ على مصالحها .وبناء قدرة اقتصادية تمكنها من مواجهة مثل هذه المشكلات.
وفى ظل الأزمات يتضح العدو من الصديق،
وكل يوم يتكشف لنا وجه الاصدقاء ووجه الأعداء ومكر الحاقدين
وفى ظل هذه الأزمة نظمت السفارة الإثيوبية بإسرائيل ندوة تحت عنوان (التقسيم المتساوي لمياه النيل)بحضور السفير الإثيوبي في إسرائيل وسفير جنوب السودان في إسرائيل وسفيرة غانا في إسرائيل
وطبعا لم تجد السفارة بالاتفاق مع الجانب الإسرائيلى افضل من الدكتور “حجاي إيلرخ”- الأستاذ المتخصص في الشؤون الإفريقية بجامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب (الصليب والنهر: مصر ،إثيوبيا والنيل).
وكانت اهم الرسائل التى نادى بها والتى تظهر الرغبة الدفينة فى اضعاف الدولة المصرية
وكان مما ذكره إن فكرة (الحقوق التاريخية في النيل) لاتزال تسيطر على عقل المصريين.. وطبيعى أن يصدر هذا الكلام من كيان بلا تاريخ سرق مقدرات دولة فلسطين من ستين عام، ونقول له الم تشاهد حفل نقل موميات 22 ملكا وملكة عاشوا على ضفاف هذا النهر ومازالت حضارتهم شاهدة، وألم تشاهد حغيدهم الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يستقبلهم فى مقر إقامتهم الجديد ألم تفهم الرسالة؟ .
ويوغر هذا المحاضر قلب الإثيوبين ضد مصر بقوله إن المصريون يتجاهلون إثيوبيا دائما عبر التاريخ رغم أن ماء النيل ينبع من أرضها، وليس أدل على ذلك من عدم دعوة إثيوبيا لحضور حفل افتتاح السد العالي مثلا.
ويتناسى أن الكنيسة المصرية كانت مسؤولة عن الكنيسة فى إثيوبيا، وعلى مر التاريخ لم يعتدى الشعب المصرى على أحد ويحب الخير للجميع ولم يصدر من مصر اى تصرف عدائى ضد أى دولة أخرى .
ثم يعلن عن ابتهاجه باثر السد على المصريين بقوله سد النهضة هو زلزال مدمر ضرب مصر. وعقل المصريين لا يستوعب بعد، إن مرحلة جديدة في التاريخ تبدأ الآن بوجود سد النهضة.
ونقول له أن سد الخراب الاثيوبى سيكون زلزالا مدمرا على المنطقة كلها وسيدفع كل المتأمرين ثمن خيانتهم.. وإسرائيل قد جربت العداء مع المصريين واليوم ليس كالبارحة. واسال جولدمائير فى قبرها وموسى ديان وهنرى كيسنجر . ولكنكم تحاربون الان بسواعد غيركم .
ويحاول أن ينصح المصريون فيقول: المصريون اعتمدوا طوال تاريخهم على النيل في حياتهم الإقتصادية، وهذا لن يكون ممكنا مستقبلا. ونقول له ماقاله الرئيس السيسى أن ماصنعه الله لن يغيره بشر ولن ندفن أنفسنا أحياء بل سنلقن الجميع الدرس، من الذى يستحق الحياه ومن هو الصوت الذى يجب أن يمحى من على البسيطة.
ويقول هذا الماضر الاسرائيلي وهو يتمنى بحقدة وامالة التى لن تتحقق : سنرى قريبا بحيرة السد العالي وهي تفرغ من المياه خلال سنوات قليلة. وحينها ستنتظر مصر المياه الآتيه من إثيوبيا كل عام، ولن تتولد كهرباء من السد العالي.
ونقول له أن النيل هو شريان حياة المصريين ولاتوجد قوة فى الوجود تمنع سريانه والأيام بيننا ومصر تصدر الطاقة الكهربائية بل هى مركز الطاقة الان وراجع حكومتك !!
ويعطى رسالة للاثيوبين بأن يتمسكوا بمواقفهم وأنهم حققوا حلما أصبح واقعا.. فيقول مهما طالت المفاوضات، هي لا تعني الكثير أصلا، السد موجود، و سيتم الملء، وستتحكم إثيوبيا في النيل. ويعلن عن الغرض الحقيقى من بناء السد فيقول : هذا ليس مجرد سد، ولكنه أداة تحكم في النيل. وهذا ما يعرفه المصريون جيدا، فالدولة المصرية ليست ضد التنمية للدولة الإثيوبية ولكننا ضد الهيمنة والتحكم فى نهر دولى .
وبالطبع لابد أن تستفيد اسرائيل وتصدر نفسها انها يمكن أن تساعد مصر ولكن بطريقتها المعروفه.
وهذا اوضحه الدكتور “عريف هايفري” وهو أكاديمي إسرائيلي من تلاميذ “حجاي إيرلخ”الحريص على المصريين من وجهة نظره فقال: إن المشكلة الحقيقية في مصر، ليست النيل، ولكن هي عدم إستيعاب الواقع الجديد، هناك (صدمة فكرية)وعلى مصر أن تبدأ في تحلية المياه، وعلى إسرائيل مساعدتها. وبالطبع إسرائيل جاهزة لتقديم المساعدة ليس لحل مشكلة سد الخراب ولكن لإبقاء سد الخراب وتقديم مشروع لمصر للتحلية يكلفها 70 مليار دولار لتوفير 6 مليارات متر مكعب سنويا من مياه البحر.
وفى هذا العرس من الكراهية للدولة المصرية تحدث سفير جنوب السودان قائلا: نحن أيضا لنا حقوق في النيل ، والسودان كذلك، وقد نطلب يوما ما تنفيذ مشروعات على النيل.
الخلاصة .
إن المواقف والأحداث تكشف الأعداء من الاصدقاء ..
وما يهمنا هو أن يفهم أبناء الوطن أننا فى مرحلة لاتقبل الاختلاف وتبادل الاتهامات ولكن نحتاج إلى التوحد والثقة المطلقة فى القيادة التى تدير هذه الأزمة وأنها أكثر حرصا وتملك المعلومات والأوراق وتعرف متى وطريقة اتخاذ القرارات المناسبة والتى تراعى مصالح الدولة العليا وتحقق الهدف
وقد أعلنت قيادة الدولة فى أكثر مناسبة بصورة واضحة جلية أن المساس بنقطة مياه من حقوق مصر المائية خط احمر . وان كل الخيارات متاحة للحفاظ على مقدراتنا واعلنها جيش مصر العظيم فى يوم الشهيد. . هذا الجيش هو حامى الحمى ومسؤول عن حماية مقدرات الوطن وأنه لا يوجد احد بعيد عن قدراتنا.
سحقا لكل خائن أو عميل أو جاهل وتحيا مصر عزيزة أبية بشعبها الكريم وجيشها العظيم وقيادتها الحكيمة .
ا. د إبراهيم درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة