الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : خريطة لملوحه الأراضى الزراعيه فى مصر

ملوحه الارض والمياه هى الشكوى السائده المتزايده حاليا من جموع الفلاحين فى الدلتا والاراضى الصحراويه المستصلحه . الملوحه صارت فى مقدمه الاسباب التى يبرر بها المزارع ” بالفطره ” تدهور الانتاحيه وتناقص العائد سنويا بأعتبار ان التأثير السلبى للملوحه تراكميا “مكانيا ” وتصاعديا ” زمنيا ” فى غياب المعالجه !!.

وهو مايستلزم الرصد المبكر والمتابعه الدوريه لمحتوى التربه ومياه الرى من الاملاح . كيف ؟ هناك الطرق التقليديه بأجراء التحليل الكيمائى ويعيبها بالرغم من دقتها عنصرى التكلفه والاجراءات .

الاسلوب المتاح حاليا فى ظل تكنولوجيا الاتصالات الفضائيه هو الرصد والتحليل من واقع صور الاقمار الصناعيه التى تتفوق على الطرق التقليديه بالتشخيص المبكر وامكانيه المتابعه دوريا وآنيا بتكلفه اقل ماديا واسرع اجراءيا !!.

لم اتردد لحظه فى قبول دعوه كريمه من الهيئة الوطنية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء (NARSS) للمشاركه فى ورشه عمل تستهدف عمل خريطه لملوحه الاراضى الزراعيه فى مصر من خلال الرصد الفضائى اسوه بالهند وبالشراكه مع المركز الدولي المعروف CIMMYT .

قدم لورشه العمل د. اسلام ابو المجد رئيس الهيئه الذى اشار الى كونها نموذجا للتعاون بين دول الجنوب الساعيه لتبادل الخبرات المشتركه وبالأخص مع تقارب التحديات وتشابه الظروف المناخيه بالمناطق الجافه .

وهو سر اهتمام الهيئه المصريه الى الاستفاده من خبرات نظيرتها الهنديه التى استطاعت عمل خريطه الملوحه الفضائيه بكامل اراضى الهند مما انعكس فى تحسين انتاجيه الاراضى الزراعيه بالأضافه الى توفير فرص عمل اضافيه والحد من الهجرة الريفية.
شارك فى الورشه ممثلى ايكاردا والفاو والعديد من المنظمات الدوليه التى اضافت رؤيتها فى شكل ومضمون الخريطه المصريه قبل ولادتها .

اجتمعت الاراء على ضروره الربط بين الصور الفضائيه والتحقق الارضى للتدقبق فى المراحل الاولى . ضروره اتاحتها للمستخدمين فى الحقول ومراكز البحوث والارشاد حتى يتحقق العائد المنشود منها .
وهى التوصيه التى اراهن على عدم الاستجابه لها فى بلدنا التى يقيد بها تداول البيانات العلميه تحت ” مسميات امنيه ” !!؟؟ والمثال الصارخ لها عدم الاعلان عن مساحات القمح المنزرعه بالرغم من رصدها فضائيا لأول مره من الهيئه المصريه ليتم حجبها ارضيا فى وزاره الزراعه لأسباب “غير معروفه ” !!؟؟.