الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : ضحايا مطبخ السياسة
مطبخ السياسه الذى يدار منه الحكم فى الدول والاحزاب السياسيه فى العالم يختلف عن مطبخ ” الست عظيمه ” او الشيف الشربينى و…و…الى آخره من نجوم مطابخ الفضائيات وما اكثرها ..الشيف فى مطبخ السياسه ليس كنظيره التقليدى فهو يطبخ الطبق الواحد بعده وصفات تختلف مكوناتها حسب الاهواء .. طبق واحد قد يراد له رائحه ذكيه احيانا ورائحه كريهه فى حالات اخرى بالرغم من المسمى الواحد لكلاهما !!!
مطبخ السياسه صنع يوما من الراحل محمد نجيب طبق محشو بالخيانه والتآمر على الثوره المجيده وصنع له يوما آخر طبثا شهيا مزدانا بالبطوله !! صنع مطبخ السياسه يوما صوره ذهنيه للملك فاروق بكونه السكير العربيد بالرغم ان كل شهود حياته الخاصه المقربين اكدوا كراهيته للخمر !!!
اطباق مغشوشة :
اهواء مطبخ السياسه تصنع ” اطباقه المغشوشه ” والضحايا هم الزبائن من الرأى العام الذين لايتسع وقتهم الى فحص الاطباق التى تقدم لهم دليفرى !! وهم جوعى للثرثره وتناقل الشائعات تبعا للمستوى الاجتماعى والثقافى السائد .. فأن كان متواضعا قليل التعليم والمعرفه يتضاعف تأثير المطبخ السياسي حيث ساحه الملعب متسعه والمناخ مهيئ من جمهور المستقبلين لتلقف مايطبخ لهم !!! فالبدائل المتاحه لأعمال العقل والوجه الاخر للحقيقه غائب وغير متاح !!!.
من هنا ادار الشيف (……) صناعه ” طبخه يوسف والى ” التى قدمها لكتيبه النيران الصديقه بالحزب الوطنى لأغتييال والى سياسيا !! من واقع خبرته المهنيه السابقه بمدرسه المرحوم صلاح نصر مؤسس المخابرات العامه وصاحب موسوعه شهيره صدرت عام 1967 عنوانها ” الحرب النفسيه ” ابدع فيها وصف كيفيه صناعه الشائعات وتنبأ فيه مبكرا جدا بما نعيشه الان من حروب تستهدف احتلال العقول قبل الاراضى !!.والقارئون لكتاب صلاح نصر يمكنهم التأكد ان الشيف (……) كان ماهرا فى اتباع المنهج العلمى الوارد فى كتاب استاذه !!.
طبخة يوسف والى :
“طبخه يوسف والى “او ” رباعيه يوسف والى ” تم صناعتها من اربع مكونات رئيسيه وهى المبيدات المسرطنه ..وتقليص زراعه القمح لحساب الكنتالوب والفراوله ..وتدمير زراعه القطن طويل التيله .. وتطبيع العلاقات الزراعيه مع اسرائيل !! الثلاث مكونات الاولى تم اختيارها بذكاء ودهاء لتناسب ذوق عامه الشعب المصرى والسواد الاعظم منهم لا يزعجه سوى مايتعلق بغذاءه وصحته وهو لايملك تأمينا صحيا ولا خدمه طبيه لرعايته عند المرض ويكفى تبرير موت مواطن بمبيدات يوسف والى المسرطنه لأشعال الفتنه وتغيير الصوره الذهنيه لصاحب نهضه مصر الزراعيه الحقيقيه !!
اما المكون الرابع وهو تطبيع العلاقه مع اسرائيل لأستثمار الرفض الشعبى له والصاقه بملف الزراعه ويوسف والى فأنه لم يكن للأمانه من صناعه الشيف (……) الاكثر ذكاءا فى فهم توجهات الدوله ولكنه مصدره كان منافق معروف لكل عصر اراد اضافه قليل من التوابل للطبخه ليسعد سيده .
المكون الثانى” لطبخه يوسف والى ” كانت القمح لكونه يتعلق برغيف العيش الذى يشكل الوجبه الرئيسيه للمواطن والمكون الثالث كان القطن الذى ارتبط فى ذهن العامه بكونه رزق الفلاح وموسم زواج اولاده والى آخره من ارتباط المحصول بتاريخ مسيره الحضاره المصريه !!.
احسن الشيف بالفعل اختيار مكوناته الثلاث الاولى المتعلقه بحياه المصريين اليوميه ولكنه اغفل متعمدا ابراز ارتفاع انتاجيه ومساحات محصولى القمح والقطن الغير مسبوقه فى عصر والى وان مشكله رغيف الخبز تقع فى اختصاص وزاره التموين والقطن فى وزاره الصناعه !!!!!!.اما المكون الرابع وهو ملف الدوله فى التطبيع الزراعى مع اسرائيل فقد بدء مع سابقه د. محمود داوود رحمه الله عليه فى زيارته وحرمه لأسرائيل واستكمله يوسف والى وهو وزير الزراعه الوحيد الذى لم يقم بزياره واحده لأسرائيل خلال تلك الحقبه ..
والمثير هنا ان وزير الزراعه الوحيد ( …..) الذى ابدع فى تصريحاته العدائيه لأسرائيل تم الاستغناء عن خدماته لتناقض تصريحاته العلنيه مع تاريخه المهنى المعروف مع شركات ومشروعات اسرائيليه بمصر اثناء توليه الشركه القابضه !!! وتناقض تصريحاته مع توجهات الدوله .
واخيرا اثنى على شيف مطبخ النيران الصديقه (…..) شفاه الله وعافاه فقد احسن بالفعل اختيار مكونات ” رباعيه يوسف والى ” بذكاء لا يحسد عليه وهو الخبير الداهيه فى مواجهه ” حاله صعبه ” لخصم صالح حافظ للقرأن .. مواظب على صلواته ومتنازل عن راتبه للخير.. غير سارق او مرتشى وراهب غير متزوج ولا توجد له علاقات نسائيه او شهوات دنيويه .. خادم امين لوطنه ارتضى الاحتكام الى رب العالمين القوى المنتقم الجبار !!