يعد الإسهال واحداً من أهم العوامل التي تؤدي إلى النفوق فى الحيوانات الرضيعة، والإسهال ليس مرضاً ولا يشخص على أنه مرض، بل هو عرض لمرض التهاب المعدة والأمعاء . و يسبب الاسهال عند العجول الصغيرة خسائر اقتصادية كبيرة بسبب نفوق العجول و هو شائع بشكل كبير, لكن في اغلب الاحيان قد يختلف نوع الاسهال عن الاخر نتيجة للاسباب المرضية, بحيث هناك مسببات متعددة وامراض متنوعة قد تكون سبب رئيسي في حدوث اسهال عند العجول صغيرة العمر, منها ما هو اسهال مائي ويظهر في الاسهال بعض الدماء ومنها ما هو مائي شفاف , قد تظهر بعض الاعراض المصاحبة للإسهال مثل توقف العجل عن الرضاعة او صعوبة في الوقوف لذالك سوف نتحدث في هذا المقال بشيء من التفصيل عن مسببات اسهال العجول وكيفية العلاج بصورة سريعة .
تنقسم الاسباب المؤدية للاسهال عند العجول الرضيعة الى قسمين فهناك اسباب مباشرة و هى العوامل الممرضة المسئولة عن التهاب الجهاز الهضمى و هناك اسباب غير مباشرة او مهيئة لظهور و انتشار العوامل الممرضة من بكتريا و فيروسات .
اثبتت الدراسات والابحاث والتي تجرى على الحيوانات ان هناك اكثر من 6 اسباب رئيسية قد ينتج عنها حدوث اسهال للعجول خاصة والابقار عامة وفي ما يخص العجول الصغيرة اقل من 21 يوم من العمر ومن ضمن مسببات الاسهال الاتي :
- اصابة العجول بالبكتريا الايشيرشيا القولونية المعوية و هو الاكثر شيوعا .
- اصابة العجول والابقار بالسالمونيلا المعوية
- اصابة العجول بفيروس الروتا
- الاصابة بالفيروس التاجي للعجول والابقار
- الاصابة بطفيلي الكوكسيديا و الكريبتوسبوريديم
- السموم فطرية نتيجة تناول اغذية ملوثة .
الأسباب المهيئة للإسهالات :
1- الرطوبة و البرودة الشديدة و عدم دخول اشعة الشمس الى الحظيرة والتعرض للتغيرات المناخية بشكل مفاجئ.
2- عدم اعطاء السرسوب للعجول بكمية مناسبة عند الولادة او الافراط فى اعطاء السرسوب و الصحيح ان ياخذ العجل من 10 الى 12 % من وزنه على ثلاثة او اربع مرات خلال اليوم .
3- الافراط فى شرب الحليب و تقديم الحليب بارد او ساخن عن المعدل الطبيعى فى حالة الرضاعة الصناعية
4- اصابة العجل بالبرد الشديد مع عدم انتظام اوقات الرضاعة و ارتفاع نسبة الدهون فى الحليب و عدم تنظيف الضرع قبل الرضاعة.
الاعراض فى الاسهالات المعدية :
تختلف شدة الاعراض الاكلينيكية حسب نوع المسبب و بشكل عام هى :
1- ارتفاع فى درجة الحرارة
2- الاسهال يكون مدمم او غير مدمم كريه الرائحة او دون رائحة حسب طبيعة المسبب و شدة الاصابة
3- شعور بالعطش و تناول كمية كبيرة من الماء
4- جفاف شديد و تغور العينين للداخل
5- ظهور اعراض مغص خفيفة او متوسطة
6- موت و نفوق العجل المصاب
العواقب المحتملة للاسهال فى العجول الرضيعة :
يؤدى اضطراب عملية امتصاص المواد الغذائية عبر الغشاء المخاطى المبطن للامعاء عند العجول المصابة بالاسهال الى فقدان الماء و الاملاح المعدنية مما يؤدى الى الجفاف و ارتفاع حموضة الدم و فقدان الوزن . يمكن ان يكون للاسهال عواقب اقتصادية خطيرة على القطيع مثل ضعف النمو و ارتفاع معدل النفوق كما يمكن ان تنتقل المسببات المرضية للاسهال للانسان فى بعض الحالات .
الاجراءت الوقائية لمنع حدوث الاسهال :
1– تناول السرسوب : اهم نقطة فى الوقاية من الاسهال عند العجول حديثة الولادة بكميات كافية و فى اقرب وقت من الولادة و السرسوب ليس فقط مغذى و انما يوفر الاجسام المضادة التى تساعد على حماية العجول و تقوية الجهاز المناعى .
2- التأكد من نظافة الضرع قبل الرضاعة فى حالات الرضاعة الطبيعية
3- علاج التهاب الضرع عند الامهات و منع العجول من الرضاعة حتى التأكد من سلامة الام
4- اللقاحات و الامصال التى تحتوى على الاجسام المضادة ضد بعض العوامل الممرضة المسببة للاسهال و يتم اعطاءها للامهات العشر قبل الولادة او للعجول بعد الولادة بساعات قليلة لتحقيق الاستفادة .
5- نظافة الحظائر و خاصة اماكن الولادة التى تلعب دورا رئيسيا فى منع ظهور و انتشار العوامل الممرضة المسئولة عن الاسهال فى العجول الرضيعة بالاضافة الى الاختلاط بين العجول من اعمار مختلفة لذلك ينصح بتخصيص اماكن فردية معزولة ذات فرش نظيف و جاف للعجول حديثة الولادة فى الاسابيع الاولى و استخدام المطهرات الفاعلة لمنع انتشار الميكروبات و الفيروسات .
6- تغذية و صحة الامهات العشر قبل الولادة خاصة فى الثلث الاخير من فترة العشر تلعب دورا مهم فى الحالة الصحية للعجل و الوقاية من الاسهال فى العجول الرضيعة مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الصحية للام لذلك فتطعيم الامهات العشر قبل الولادة يساهم فى اغناء السرسوب بالاجسام المضادة ضد العوامل الممرضة المسببة للاسهال .
7- المراقبة و التشخيص ليكون تعامل المربى اكثر فعالية مع هذا الاضطراب لاكتشاف العجول المصابة فى اسرع وقت ممكن و عزلها و علاجها . من المؤشرات الدالة على حدوث الإصابة بـالإسهال عند العجول :
- تكرار مرات التبرز بشكل أكبر من المُتعارف عليه في الأحوال الطبيعية
- اندفاع سوائل من فتحة شرج الحيوان بشكل متصل ولا يتوقف
- خروج سوائل مُخاطية مع براز الحيوان المُصاب
- خروج براز مدمم من الحيوان المُصاب
- قد يصاحب مؤشرات الإسهال السابقة ارتفاع في درجات حرارة جسم الحيوان المُصاب
8- التخلص من العجول النافقة بشكل صحى سليم .
التشخيص :
يتم عن طريق التشخيص الحقلى الذى يعتمد على الاعراض إلاكلينيكية السابقة ذكرها و التشخيص المعملى حيث يتم أخذ عينات من براز العجول المصابة فى زجاجات معقمة أو مسحات من البراز باستخدام مسحات معقمة وارسالها الى المعمل البيطرى حيث يتم عزل المسبب المرضى وتحديده واجراء اختبار الحساسية لتحديد المضاد الحيوى المناسب للعلاج .
العلاج :
يتم العلاج طبقا لنوع و شدة المسبب المرضى و ذلك اعتمادا على تاريخ الحالة المرضية و الفحص المعملى و تحديد الميكروب المسبب و العلاج المناسب عن طريق اجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية .
1- القضاء على المسبب المرضى باستخدام الادوية المناسبة حسب نوع المسبب و نتيجة الفحص المعملى و تجنب الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية .
2- إعطاء خافضات الحرارة و مضادات المغص و مضادات الالتهابات غير الاستيرويدي .
3- اعطاء المحاليل عن طريق الوريد لتعويض الفقد فى السؤائل و الاملاح بشكل مُنضبط دون تجاوز الحدود الآمنة .
4- اعطاء بعض الأملاح المعدنية والفيتامينات والمكملات الغذائية المُتعارف عليها في مثل هذه الحالات
حقنا بالعضل او الوريد .
5- اعطاء محاليل مُعالجة الجفاف للحيلولة دون إصابة الحيوان بالأنيميا جراء استمرار فقده للسوائل .
دكتور/ أيمن منير إبراهيم كُرّيم
ayman_koriem@yahoo.com
معهد بحوث الصحة الحيوانية – أسيوط – مركز البحوث الزراعية- مصر
