أخبارانتاج حيوانىخدماتدرسات وابحاثمقالات

الدكتور حماد أسامه يكتب : اهم المخاطر التي تهدد العجول الرضيعة

لعل تفاقم الخسائر القتصادية الكبيرة التي مر بها قطاع تربية المواشي في الفترة الزمنية الاخيرة احد الدوافع الرئيسية للبحث في اهم المخاطر لتي تهدد حياة العجول الرضيعة باعتبارها اساس هذه الصناعة بل والتي تبنى عليها على مر الازمان

العجول الرضيعة حيوانات ضعيفة وحساسة ولابد على المربي ان يدرك هذه الحقيقة فهي عرضة لمجموعة من المشاكل الصحية الكبيرة بسبب هذا الامر ولعل أهمها على الاطلاق الإسهال و لا سيما في الشهر الاول، والإسهال ليس مرضاً بل هو عرض لمرض التهاب الأمعاء.
والاسهال المعدي هو اخطر انواع الاسهالات التي تصيب العجول الرضيعة وللاسف عند تاخر التشخيص وبالتالي تاخير العلاج تتفاقم المشكلة التي كثيرا ما تؤدي الى الوفاة
والاسهال المعدي غالب ما يحدث نتيجة الاصابه بالميكروبات مثل : البكتيريا ( E.coli, Salmonella ,Clostridium ), الفيروسات ( Coronavirus, BVD, Rotavirus ) و الطفيليات ( Cryptosporidium, Eimeria ) و تكون نسبة الوفيات عالية في هذا النوع من الإسهال.

قطعا لا يمكن اغفال الانواع الاخرى من الاسهالات بل كثيرا ما تكون هي المقدمة لحدوث الاسهال المعدي بسبب ضعف مناعة الحيوان وبالتالي عدم قدرته على مقاومة الاصابة لهذا فان الدراسة الحقيقية تتمثل في دراسة الحالة المناعية لهذا الحيوان والعوامل التي تؤدي الى ضعف الحالة المناعية له فتساهم بشكل كبير في تفاقم المشكلة ولا يكون العلاج الا برفع القدرة المناعية لهذا الحيوان لمقاومة الاصابة

وهناك عوامل كثيرة تشارك في اضعاف مناعة هذا الحيوان الضعيف اصلا اهمها :

ضعف القدرة المناعية للام اصلا بسبب اصابتها بمرض معين او عدم وجود برنامج وقائي مثل التطعيم ضد أهم الأمراض المسببة للوفايات عند الأم قبل الولادة او اصابة الضرع ضعف الكفاءة المناعية للسرسوب الذي يعتبر المصدر الاول للمناعة الخارجية التي يحصل عليها الرضيع
• عدم استخدام البرامج الوقائية والتحصينات الفعالة لحماية العجول الصغيرة وتعزيز قدرتها المناعية على المقاومة.
• عدم تغذية العجل حديث الولادة على السرسوب ذو القيمة الغذائية العالية والتى يحتوى على الأجسام المناعية المختلفة والفيتامينات التى تقوى العجل أو الإفراط بإعطاء السرسوب في الأيام الثلاثة الأولى من الولادة، والصحيح أن يأخذ العجل عشر وزنه من السرسوب على ثلاث أو أربع مرات خلال اليوم.
• الإفراط في شرب الحليب او ترك العجل يرضع وحده,ومن الضرع مباشرة
• تقديم الحليب بارداً أو ساخناً عن المعدل الطبيعي للعجول في حالة الرضاعة الاصطناعية
• تعتبر الألبان الفقيرة فى نسبة البروتين أو الكالسيوم أو التى تحتوى على نسبة عالية من الصوديوم لا تتجبن بسرعة مما يؤدى لمرورها للأمعاء دون هضم وينشأ عن ذلك تحلل البروتين مسببا الاسهال والذى غالبا يعقبه تكاثر الجراثيم الممرضة محدثة إلتهاب الامعاء أو ما يسمى بالنزلة المعوية
• قد تؤدى الألبان التى تحتوى على نسبة عالية من البروتين لسرعة تجبن اللبن داخل المعدة مما يؤدى إلى تمددها وتنبيه جدرانها كما تؤدى الألبان التى تحتوى على نسبة عالية من الدهون كذلك لحدوث الإسهال.
• التغيير المفاجىء فى درجة حرارة اللبن تسبب المرض لان ذلك يؤثر على مكونات اللبن
• تناول العجول لـقش الأرز المستعمل كفرشة لأنه غالبا يكون ملوثا.
• عدم إنتظام أوقات الرضاعة أو ارتفاع نسبة الذهون في الحليب.
• البرودة والرطوبة العالية في البوكسات بسبب وجود السوائل والإفرازات
• عدم دخول أشعة الشمس إلى الحظيرة.
• .إصابة العجل بالبرد الشديد.
• اضطراب تجويف المرىء المسئول عن توصيل اللبن من الفم الى المعدة

هذه العوامل تساهم في ضعف الحالة المناعية وعدم قدرته على مقاومة العدوى والاخطر من ذلك عدم الاستجابة للادوية المستخدمة في علاج الاسهال المعدي علما بان زيادة ضعف الحالة المناعية لا يفيد عندها ازالة السبب الرئيسي الذي ادى الى المشكلة لهذا لابد من الوقاية اولا بمنع مثل هذه العوامل
– من الضروري ايضا العلم بان تاخر تشخيص الاسهال المعدي بل وتحديد الطريقة الصحيحة لحل المشكلة يزيد من قدرة الميكروب على مقاومة الادوية بل وعدم الاستجابة ففي حالة الاصابات البكتيرية لابد من اخذ عينات بطريقة صحيحة عن طريق طبيب المعمل المختص وارسال هذه العينات الى المعمل لتحديد نوع البكتريا المسببة للمرض وطبعا اخذ العينات لابد وان يكون قبل اعطاء الحيوان اي مضاد حيوي بطريقة عشوائية بدون اختبار حساسية لمعرفة نوع المضاد الحيوي المؤثر على نوع البكتريا المتسببة في الاصابة وفي نفس الوقت يتم اخذ عينات الفحص الطفيلي لفحص انواع الطفيليات والاوليات المختلفة وايضا فحص العينات للاصابة الفيرولوجية.
– الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يزيد من قدرة البكتريا على مقاومة الادوية وبالتالي عدم كفاءة البرتامج العلاجي لحل المشكلة لكن لا مانع ابدا من عمل بعض الاشياء التي تحافظ على حياة الحيوان دون التاثير على نتيجة العينات مثل تخفيف كمية الحليب أو ايقافها نهائياً للتخفيف من الحركة التمعجية للأمعاء , والقرار في الايقاف او المنع من شرب الحليب يعتمد على قوام الاسهال و حالة نشاط العجل .
,في حالة ايقاف او منع الحليب يعطى العجل بدائل الحليب وهي عبارة عن سوائل تعويضية تكون بشكل بودرة خاصة للإسهال تخلط في الماء الفاتر
– .اما بالنسبة لاعطاء المضادات الحيويه فيجب الا يلجأ اليها طبيب المزرعة الا بعد اخذ العينات وتستخدم كعامل مساعد مؤقت لحين ظهور نتائج المعمل وبعضها عن طريق الفم مثل النيوميسين مع مركبات السلفا , وممكن أنواع أخرى من المضادات الحيوية الواسعة المدى , وهي بأشكال مختلفة قد تكون كشكل معجون أو حبوب خاصة او حقن في العضل مثل البنسلين مع الستربتوميسين ومن اكثرها فعالية مركبات السلفا مع المضادات الحيوية وتتميز بتأثيرها القوي هنا لذلك يمكننا أن نستعمل السلفا 33.3% شرب عن طريق الفم وكعامل مساعد ولرفع كفاءة الجهاز المناعي من الممكن إعطاء العجل بعض الفيتامينات والحديد خاصة في الاسهال المصحوب بالدم
– في بعض الحالات الشديدة كإجراء نهائي بالإضافة للسابق يمكننا أن نستعمل المحاليل الوريدية من مخلوط صوديوم كلوريد 0.9% مع الدكستروز 5% بإعطائها عن طريق الوريد لتعويض نقص السوائل الذي من الممكن ان يدخل الحيوان في الجفاف والهزال الشديد وبالتالي نزول درجة الحرارة التي تكون علامة النهائية لهذا ربما نلجأ سريعا لإعطاء الحيوان جرعات من الكالسيوم المعد للحقن تحت الجلد لرفع درجة حرارة الجسم.

كما يجب العلم بان اهمال التشخيص الطفيلي للاصابة بالاوليات يجعل البرنامج العلاجي غير مفيد بل ويطيل من فترة العلاج الغير مجدي وبالتالي تدهور الحالة المناعية للعجول وايضا عدم كفاءة البرنامج الوقائي للعجول بالتحصينات المناسبة ضد الامراض الفيروسية بحسب منطقة التربية ونوع الحيوان تؤدي ايضا الى عدم الجدوى من اي برنامج علاجي بل وخسائر اقتصادية كبيرة كان من الممكن تجنبها.


حماد اسامة حماد حماد
باحث ميكروبيولوجي معهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع الفيوم – معهد بحوث الصحة الحيوانية -مركز البحوث الزراعية – مصر





زر الذهاب إلى الأعلى