أخبارمقالات

الدكتورة مي فؤاد تكتب : تأثير متبقيات المعادن الثقيلة على جودة أسماك المزارع: تحديات وسبل التحسين

تعتبر المبيدات الحشرية أدوات ضرورية في مجال الزراعة للتحكم في الآفات والحفاظ على محاصيل الزراعة ومع ذلك فإن الاستخدام الجائر وغير الضروري لهذه المواد يمكن أن يكون له آثار خطيرة على البيئة وخاصةً على الحياة المائية بما في ذلك أسماك المزارع.

تعد أسماك المزارع جزءًا هامًا من إمدادات الغذاء العالمية ولكن مع تزايد استهلاك هذه الأسماك يتزايد أيضًا الاهتمام بجودتها وسلامتها الغذائية. تظهر الدراسات أن بعض المبيدات الحشرية قد تكون سامة للأسماك وتتراكم في أنسجتها على مر الوقت كما يمكن أن يؤدي تراكم هذه المواد إلى تأثيرات سلبية على صحة الأسماك وجودتها الغذائية مما يهدد الصناعة السمكية والاسنزراع السمكي وبالتالي يؤثر على الاقتصاد.

أحد التحديات التي تواجه صناعة الأسماك هو التلوث بمتبقيات المعادن الثقيلة والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الأسماك وجودتها.

مصادر المعادن الثقيلة :

تشمل المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص والكادميوم والزرنيخ والتي قد تندرج في بيئة المزارع السمكية من مصادر متعددة يمكن أن تكون هذه المصادر تأتي من مياه الصرف الصناعي والتلوث الجوي والعوامل البيئية الطبيعية.

تأثير متبقيات المعادن الثقيلة على الأسماك:

  1. تأثيرعلى صحة الأسماك : المعادن الثقيلة قد تتراكم في أنسجة الأسماك وهذا يمكن أن يؤثر على صحة الأسماك نفسها على سبيل المثال يمكن أن يؤدي تراكم الزئبق إلى مشاكل صحية خطيرة في الأسماك ويحدث نفوق وتكون تهديدًا للمستهلكين.
  2. تأثير على الجودة الغذائية : قد تؤدي متبقيات المعادن الثقيلة إلى تدهور جودة اللحم السمكي وتقليل قيمته الغذائية تأثيرات طفيفة يمكن أن تكون غير ملحوظة ولكن التعرض المطول لمستويات مرتفعة قد يؤثر على تسويق وقبول المستهلكين للمنتجات السمكية.

تحديات المعادن الثقيلة وآثارها السلبية :

1-  تأثيرات صحية:  يعتبر التعرض لمتبقيات المعادن الثقيلة من أبرز التحديات الصحية حيث يمكن أن يؤدي استهلاك الأسماك التي تحتوي على مستويات مرتفعة من هذه المعادن إلى تأثيرات سلبية على صحة الإنسان مثلما هو الحال مع الزئبق الذي قد يسبب مشاكل في النمو العقلي والعصبي خاصةً في حالة الأطفال والنساء الحوامل.

2 – تراكم في سلسلة الغذاء: المعادن الثقيلة قد تتراكم في سلسلة الغذاء المائية حيث تمتص الأسماك الملوثة هذه    المعادن أثناء تناولها للطعام ومع مرور الوقت يزداد تراكم هذه المعادن في أنسجة الأسماك مما يجعلها تمثل مصدراً لتلويث المواد الغذائية.

3- تأثير على قطاع الأسماك التجاري: يمكن أن تؤثر متبقيات المعادن الثقيلة على صناعة الأسماك التجارية بشكل سلبي. إذا كانت الأسماك المأخوذة من المزارع تحتوي على مستويات عالية من المعادن الثقيلة، فإن هذا قد يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية سلبية على الصناعة ويقلل من الثقة في المنتجات السمكية.

4 – التحديات التكنولوجية:  تزداد التحديات التكنولوجية في مجال مراقبة وتقليل تأثير المعادن الثقيلة حيث يلزم تطوير تقنيات متقدمة للكشف عن مستويات المعادن الثقيلة بشكل دقيق وسريع.

كيفية التحسين:

  1. مراقبة البيئة: يجب على مزارعي الأسماك تنفيذ إجراءات لمراقبة جودة المياه المستخدمة في أحواض السمك تقنيات مثل تحليل المعادن الثقيلة يمكن استخدامها لتقييم مدى تأثير المياه على الأسماك.
  2. اختيار مواقع المزارع بعناية: يمكن تقليل تأثير المعادن الثقيلة عند اختيار مواقع المزارع بعناية مع النظر في تجنب المناطق ذات التلوث البيئي العالي.
  3. استخدام المبيدات الحشرية ضمن إطار منظم ومتوازن : يشمل ذلك اختيار المبيدات بعناية واتباع التعليمات بشأن الجرعات والتوقيتات واستخدام تقنيات زراعية متقدمة تقلل من الحاجة إلى الكميات الزائدة من المبيدات.
  4. التحكم في التغذية: يمكن أن تلعب التغذية السليمة دورًا هامًا في تقليل امتصاص المعادن الثقيلة من قبل الأسماك استخدام أعلاف مراقبة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على جودة اللحم.

ولذلك يتطلب ضمان جودة أسماك المزارع تنسيق جهود القطاع الزراعي وتبني استراتيجيات مستدامة للتعامل مع تحديات متبقيات المعادن الثقيلة وهذا لضمان توفير منتجات سمكية آمنة وعالية الجودة للاستهلاك البشري.


د. مي فؤاد عبد الفتاح الشريف                                           

باحث بمعد بحوث صحة الحيوان

قسم صحة الأغذية – مركز البحوث الزراعية- مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى