الحساسية للغذاء عبارة عن تفاعل ضار يحدث إزاء أنواع من الأغذية وهي ردة فعل غير مرغوبة للبروتينات الغذائية الوسيط في عمل جهاز المناعة وتتراوح الأعراض السريرية لحالات الحساسية للأغذية بين الانزعاج البسيط وحدوث تفاعلات خطيرة على الصحة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً
*** من الممكن أن تقسم حالات الحساسية للأغذية كما اقرتها المنظمة العالمية للحساسية إلى نوعين:
حساسية الأغذية غير المناعية : مثل عدم تحمل اللاكتوز، وشدة الحساسية للكبريت.
الحساسية الغذائية المناعية: ويتم تصنيفها الى ← الحساسية غير المرتبطه بIgE
– الحساسية من الكلوتين
– التهاب الجلد
← الحساسية المرتبطه بIgE
– الحساسية من الحليب، والبيض، والفستق وغيرها
– الحساسية المتعلقة بحبوب اللقاح وهي تسبب ما يعرف بحمى القش hay fever))
*** أليه حدوث التحسس من الاغذيه:
وتظهرالأعراض في غضون بضع دقائق إلى ساعة من تناول الغذاء وقد تدوم الأعراض عدة أيام إلى أسابيع وقد تظهر( الأعراض على الجلد (مثل الحكة والإحمرار والتورم (الأديما) وخاصه حول العينين .
( أما أعراض الجهاز الهضمي) وتنحصرفي ألم في البطن والغثيان والقيء والإسهال وحكة وتورم في تجويف الفم مع ظهور بعض التقرحات.
(أعراض الجهاز التنفسي) تتمثل في حكة وتورم في الأنف مع سيلان مصحوبه بإفرازات متيبسه وأحيانا حدوث الربو مع صعوبه في التنفس و الالام في الصدر , وقد يصاحب حالات الحساسيه عدم إنتظام ضربات القلب وشدة انخفاض ضغط الدم مما يؤدي إلى حدوث الإغماء وفقدان الوعي.
في الولايات المتحدة، تلزم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مٌصنعي المواد الغذائية بسرد المكونات الثمانية الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى الحساسية الغذائية. وهي تمثل نسبة تقدر بنحو 90 %من تفاعلات الحساسية وقد أشارت الدراسات أن (% 75) من الحساسية الغذائية لدى الأطفال كانت بسبب عدد محدود من الأغذية كما أن نسبة انتشار الحساسية بين ألأطفال تتراوح بين 3 %-5%، لكنها ترتفع اكثر لدى الأطفال الذين يعانون التهاب الجلد التأتبي (Atopic dermatitis) اما في اوساط البالغين فتتراوح نسبة انتشارالمرض بين 1 و 2 Allergic rhinitis)%)
و يلزم أن يوضع على المنتجات المعلبة المحلية أو المستوردة ملصق يوضح ما إذا كان هذا المنتج يحتوي على أحد هذه الأغذية الثمانية وهي : الحليب (بروتينات حليب الأبقار) ومنتجات الألبان, البيض ومشتقاته، الفول السوداني , المكسرات ( اللوز والكاجو والجوزوالفستق) , الأسماك والمحار ( سرطان البحر وجراد البحر والجمبري) , فول الصويا , القمح و الحبوب التي تحتوي على الكلوتين (الشعير، الشوفان و الكبريت ) بتراكيز 10 ملغ/ كغم أو أكثر.
ملصقات المواد الغذائية: وسيلة لتغذية صحية
هنالك مصطلحات عديدة على علب الاغذية المختلفة: مثلا خال من الدسم، خاص بالحمية، قليل الصوديوم وغيرها. وقد تكون تلك المصطلحات مربكة أو مضللة في بعض الأحيان.
فمن الضروري فهم ماهوالمقصود وراء المصطلحات الموجودة على ملصقات المواد الغذائية.، وما الذي يبدو لنا صحيا ولكنه في الواقع مضر لنا ولنظامنا الغذائي وذلك حفاظا على نمط غذائي صحي وأمن.
فما هي القواعد التي تساعد على قراءة وفهم المكتوب على ملصقات الغذاء:
أولا: تتم كتابة مكونات المادة الغذائية على الملصقات ، وفقا لحصتها النسبية من مجمل المنتج، وبترتيب تنازلي. لذلك فإن العنصر الأساسي والأهم في المنتج سيكون الأول فالذي يليه ، وهكذا.
ثانيا: من المهم جداً تحديد كمية الدهون المشبعة الموجودة في المنتج والاخذ بالحسبان كميتها من مجمل الاستهلاك اليومي, وأيضا مصدر هذه الدهون، حيواني كان أم نباتي مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند . ووفقا لمنظمات الصحة في العالم، من المفضل أن يحوي الطعام على أقل من 10% من الدهون المشبعة.
ثالثا: معرفه نسبه الدهون المتحولة(Trans fats) المسماة أيضا بالدهن النباتي، كبديل للدهون المشبعة. وتعتبر هذه الدهون ضارة بنفس مقدار الضرر الذي تسببه الدهون المشبعة، بل وأكثر ضررا، وذلك لكونها مصنعة، وتزيد من مخاطرالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما تساهم في رفع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وخفض الكوليسترول الجيد (HDL)، عندما تشترون منتجات الحليب قليلة الدسم مع إضافات بجانبه، فعليكم أن تنتبهوا لكمية الدهون الكلية الموجودة في المنتج.
رابعا: كمية السعرات الحرارية (Calories) المسجلة على الملصقة تتطرق بالغالب إلى كمية 100 غرام من المنتج وللحصول على مجموع السعرات الحرارية الموجودة في كل العبوة، ينبغي ضرب الرقم الموجود على الملصقة بوزن المنتج.
خامسا: نسبه الملح / الصوديوم , توصي وزارة الصحة باستهلاك ما لا يزيد عن 6 جرامات من الملح يومياً، والأغذية التي تحتوي على أقل من 100 ملغرام من الصوديوم هي أغذية قليلة الصوديوم.
وهذه بعض أنواع الحساسيه لدى الأطفال:
- متلازمة التهاب الأمعاء الناتج عن البروتين الغذائي (Food protein induced enterocolitis syndrome) – وتحدث خلال 2-6 ساعات من تناول الغذاء (عادة حليب او فول الصويا(
- اعتلال معوي مزمن (chronic Enteropathy) يرافقها إضطراب في نضوج الطفل.
- إضطرابات التهاب المعدة اليوزيني (Eosinophilic gastrointestinal disorders)
- متلازمة هاينر (Heiner syndrome): تحدث عند الرضع خلال الاشهر الاولى من الولادة كردة فعل للبروتينات الموجودة في الحليب. تتمثل هذه المتلازمة بوجود فقر الدم، رشاحات رئوية متكررة، وداء رئوي ( (Pulmonary hemosiderosis
تعتبر حساسية الحليب، أكثر أنواع الحساسية للعناصر الغذائية انتشارا.
يطلق على ظهور حساسية الحليب المتأخرة اسم “عدم احتمال الحليب”، الحساسية من النوع الثاني، (Cow’ s milk intolerance, Cow’ s milk allergy type II, Milk induced enteropathy هذه الحساسية أيضا تصيب الأطفال والرضع، وهي تختفي تلقائيا أيضا في أكثر من 90% من الحالات بعمر السنة. في هذه الحالات، تحدث الاستجابة للعامل المحفز حتى بعد مرور 48 ساعة من التعرض الى حليب البقر، وأهم ما يميزها هو التقيؤ والإصابة بالإسهال. دون الإصابة بضيق التنفس أو الطفح الجلدي أو التعب، كما أنها لا تشكل خطورة حقيقية على الحياة ولا تسبب الوفاة. لدى الرضع المصابين بمثل هذه الحالات، تكون نتيجة اختبار الجلد بالنسبة لحليب البقر سلبية، وكذلك الأمر بالنسبة لاختبار الدم. وعادة ما يكون نحو ثلث الرضع المصابين بالحساسية من النوع 2 مصابين أيضا بحساسية الحليب النباتي (فول الصويا ).
ظاهرة أخرى قد تسبب البلبلة والخلط بينها وبين حساسية الحليب، هي ظاهرة عدم احتمال اللاكتوز (سكر الحليب) Lactose Intolerance، وتعني عدم قدرة الجهاز الهضمي لديك على هضم سكر اللاكتوز هو سكر طبيعي موجود في الحليب ومشتقاته المختلفة، لذا يتراكم في المعدة ويسبب لك ألم في البطن، والإسهال والتي تمتاز بتراكم الغازات وآلام البطن. تنتشر هذه الحالة و تتفاقم أكثر كلما تقدمنا بالسن.
وقد تم تشخيص حساسية الحليب milk allergy ، بواسطة اختبار الزفير, إذ يطلب من الشخص الذي يراد فحصه، شرب اللاكتوز، ومن ثم يتم فحص الهواء الخارج عبر عملية الزفير. وإذا لم يحلل اللاكتوز نفسه، فإن البكتيريا المعوية الموجودة بالجسم تقوم بتحليله وتظهر منتجات التحلل في هواء الخارج بعد القيام بعملية الزفير. وعلينا الإخذ بالحسبان بأن بعض الأشخاص قد يعانون من مشكلة القولون العصبي وليس حساسية الحليب. ففي هذه الحالة قد تكون نتيجة اختبار اللاكتوز سلبية.
مما سبق يتضح لنا أهميه الدورالإرشادي للأجهزة المعنيه بغرض تجنب مخاطرحساسيه الأغذية والتي قد تشكل خطوره على صحه المستهلك وذلك من خلال مراعاة النقاط التالية:
- توعية المستهلكين صحياً وغذائياً حول موضوع الحساسية الغذائية.
- تجنب تناول الأغذية خارج المنزل للأفراد الذين يعانون من الحساسية لعدم معرفتهم الدقيقة بما يقدم إليهم بالضبط
- عدم استعمال ذات المكائن والأجهزة والمعدات للأغذية المسببة للحساسية من غيرها لضمان عدم أنتقالها للأغذية الغير مسببة للحساسية.
د/ زينب محمد عبد الحميد – باحث – صحه الأغذيه بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه بأسيوط – مركز البحوث الزراعية – مصر