الدكتورة مها رجب تكتب : تأثير العد الكلى للخلايا الجسدية على نوعية وفترة الصلاحية للحليب وبعض منتجاته

تعتتبر مزارع انتاج الحليب ذات اهميه اقتصادية كبيرة . لذلك اى عوامل تؤثر بالسلب على كمية الانتاج أو جودته تمثل مشكلة كبيره بالنسبه لأصحاب المزارع من امثلة هذه العوامل عدد الخلايا الجسدية فى الحليب حيث يعتبر زيادة عدد الخلايا الجسدية فى الحليب دليل على وجود مشاكل صحيه فى الضرع من أهمها مشاكل التهاب الضرع . الذى يمثل الخطر الاكبر فى مزارع انتاج الحليب لما يسببه من خسائر فادحة حيث انه يحدث انخفاض تلقائى فى انتاج الحليب ونوعيته وتركيبه ( دهون – بروتينات – لاكتوز ).

التهاب الضرع هو التهاب الغدة اللبنية للحيوان مع وجود تغيرات فيزيائية وكيميائية وبكتريولوجية فى الحليب والتى بدورها تتسبب فى خسائر طائله لمزارع انتاج الحليب وايضا المصانع حتى صغار المربيين . لذلك الكشف المبكر عن التهاب الضرع يتيح معرفة الحيوان المصاب وعلاجه  فى الوقت المناسب وبالتالى تكون درجة الاستجابه أعلى للعلاج ممايؤدى الى انتاج حليب نقى ذو جودة عالية وأيضا توفرماقد يتعرض له المربى من خسائر اقتصادية وبالتالى الحصول على منتجات عالية الجودة وتجنب ماقد يتعرض له من مشاكل خلال عمليات التصنيع والتسويق.

ينقسم التهاب الضرع الى التهاب الضرع المعدى والتهاب الضرع البيئى اما التهاب الضرع المعدي تسببه البكتيريا التي تعيش على جلد الضرع , الحلمة وداخل الضرع. يمكن أن ينتقل من بقرة إلى أخرى أثناء الحلب. بينما التهاب الضرع البيئي يحدث بسبب بعض الكائنات الحية  مثل Escherichia coli التي لا تعيش بشكل طبيعي على الجلد أو في الضرع ولكنها تدخل قناة الحلمة عندما تلامس البقرة بيئة ملوثة . وهذا يشمل مسببات الأمراض توجد عادة في البراز ومواد الفراش والأعلاف. نادراً ما يتجاوز التهاب الضرع البيئي 10٪ من إجمالي حالات التهاب الضرع في قطيع.

ينقسم التهاب الضرع المعدى الى التهاب الضرع الإكلينيكي و التهاب الضرع تحت الإكلينيكي و التهاب الضرع المزمن. التهاب الضرع الكلينيكى يتميز بوجود علامات التهاب جسيمة (تورم ،الحرارة والاحمرار والآلام) بينما التهاب الضرع تحت الاكلينيكى يتميز بتغيير في تكوين الحليب مع عدم وجود علامات تدل على ذلك  و يتم الكشف عنها عن طريق اختبارات تشخيصية خاصة. اما التهاب الضرع المزمن هو عملية التهابية موجودة لأشهر وقد تستمر من رضاعة إلى أخرى. يوجد التهاب الضرع المزمن في أغلب الأحيان تحت الإكلينيكي ولكن قد تظهر نوبات تهيج دورية ، وشكل شبه حاد أو حاد ، والذي   تستمر لفترة قصيرة من الزمن.

من اهم التغييرات التى تحدث اثناء التهاب الضرع هى زيادة عدد الخلايا الجسديه .الخلايا الجسديه توجد بصورة طبيعية فى الحليب ولكن مع الالتهاب يزداد عدد هذه الخلايا لذلك تعتبر حاليا من اهم وسائل الكشف عن التهاب الضرع تحت الاكلينيكى (subclinical mastitis) .

اثبتت الدراسات السابقة وجود علاقة بين زيادة عدد الخلايا الجسدية وكمية انتاج الحليب ومكوناته . حيث ان زيادة هذه الخلايا مرتبطه بنقص كمية الحليب المنتجة والتأثير على بعض مكونات الحليب مثل الدهون والبروتينات واللاكتوز وهذه العلاقة مرتبطة ايضا بمرحلة الانتاج ، عدد مرات الولادات ، مراحل الحلابة المختلفة ومشاكل التغذية.

المقصود بالعد الكلى للخلايا الجسدية:-

 يقصد بالعد الكلى للخلايا الجسدية هو قياس العدد الكلى للخلايا الجسدية فى 1مل من الحليب . ويكون عددها قليل فى الحليب المنتج من ضرع صحى خالى من الالتهاب ويتراوح مابين 50000الى  200000خلية /مل حليب وتكون عبارة عن خلايا ليمفاوية  وخلايا متعادلة وخلايا طلائية . يزداد عدد الخلايا الجسدية فى حالات التهاب الضرع حيث ينجم عن الالتهاب زيادة نفاذية انسجة الغدة اللبنية وهجرة اعداد كبيرة من كرات الدم البيضاء (التى تمثل الجزء الاكبر من الخلايا الجسدية ) من الدم الى موقع الاصابة فى الضرع للدفاع عنه عن طريق مقاومة المسببات المرضية للالتهاب وقد يصل عدد الخلايا الجسدية فى هذه الحاله الى اكثر من 500000 خلية /مل حليب مصاب .هناك الكثير من العوامل التى تؤثر على عدد الخلايا الجسدية فى الحليب بخلاف حالة الضرع الصحية من وجود التهاب او عدمه من هذه العوامل موسم الحلابة ، ومرحلة انتاج الحليب ضمن الموسم ، وعدد الولادات ، وقت الحلابة ،وصحة الحيوان وعوامل التغذية والرعاية داخل المزرعة.

تأثير زيادة العد الكلى للخلايا الجسدية على انتاج الحليب :-

يؤدى زيادة عدد الخلايا الجسدية فى الحليب الى انخفاض تلقائى فى انتاج الحليب . حيث انه مؤشر واضح على وجود التهاب فى الضرع مما يؤدى الى ضعف الكفاءة الانتاجية له بسبب الحالة المرضية للغدة اللبنية . ومن الممكن ايضا حدوث انخفاض  فى انتاج الحليب بدون ظهور اى اعراض مرضية على الحيوان وهذا مايحدث فى التهاب الضرع تحت السريرى  أو الكامن (subclinical mastitis)  والذى يتسبب فى خسائر هائلة فى مزارع الحلاب لذلك اصبح الكشف المبكر عن التهاب الضرع الكامن من الأساسيات فى مزارع الحلاب ومن اهم طرق الفحص العد الكلى للخلايا الجسدية .

تأثير زيادة العد الكلى للخلايا الجسدية على مكونات الحليب ونوعيته وجودة المنتجات اللبنية المصنعة منه :-

اثبتت بعض الدراسات على الحليب وبعض منتجاته ان اعداد الخلايا الجسدية العالية فى الحليب تؤثر على مكونات الحليب من لاكتوز وبروتينات ودهن وبالتالى يؤثر بشكل كبير على جودة المنتجات المصنعة من هذا الحليب.

يؤثر العد الكلى للخلايا الجسدية بشكل كبير فى صناعة الاجبان حيث ان الاعداد العالية من الخلايا الجسدية فى الحليب المستخدم فى صناعة الجبن يؤدى الى زيادة مدة التخثر فى اللبن وقلة نسبة التصافى فى الجبن . كما تؤدى ايضا الى زيادة كمية كلا من الدهن والبروتين المفقودتين فى شرش الجبن . ترجع زيادة وقت التخثر الى انخفاض مستوى الكيزين فى الحليب المصاب . كما لوحظ ايضا بالاضافة الى زيادة مدة التخثر قلة تماسك الخثرة فى الاجبان المصنعة من حليب به اعداد عالية وايضا طراوة الخثرة وسرعة تطور الحموضة ويعزى ذلك الى الخلل الذى يحدث فى نسب الانزيمات فى الحليب المصاب والمنتجات المصنعة منه .

تؤدى هذه الزيادة ايضا الى تطور الحموضة فى المنتجات المتخمرة  كما تؤثر على الصفات النوعية للزبدة المصنعة من حليب عالى فى نسبة الخلايا الجسدية .زيادة عدد الخلايا الجسدية يؤدى الى انخفاض الثبات الحرارى فى المنتجات المصنعة منه وبالتالى تؤثر على نوعية هذه المنتجات وفترة صلاحيتها  .

طرق العد الكلى للخلايا الجسدية فى الحليب :-

هناك عدة طرق لحساب عدد الخلايا الجسدية فى الحليب :

• الاختبارات السريعة التى يمكن اجرائها داخل المزرعه :-

مثل اختبار كاليفورنيا ( CMT) وغيرها الذى يعتمد على تقدير عدد الخلايا الجسدية فى الحليب ،ويتم ذلك باستخدام كاشف الاختبار  بحيث يتم خلط كميات متساوية من الحليب والكاشف ويتم تقدير النتيجة بصريا عن طريق تحديد مدى تكون المادة الهلامية من عدمه وتحديد درجته حيث كلما زادت كمية المادة الهلامية المتكونه دل على زيادة عدد الخلايا الجسدية الموجودة فى العينات المختبرة حيث ان فكرة الاختبار تعتمد على تفاعل الكاشف مع الحمض النووى للخلايا الموجودة وتكوين مادة هلاميه .

• العد الالى لعدد الخلايا فى عينات الحليب :-

يمثل عد سريع ودقيق للخلايا الجسدية كما يمكن عد الكثير من العينات فى وقت قليل مثل Fossomatic  , Flow cytometry , The Coulter Milk Cell Counter

مها رجب سعد عطية  – طبيب بيطرى- صحة أغذية- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل المنصورة الفرعي- مركز البحوث الزراعية – مصر