الغضب : هو أحد المشاعر الإنسانية الأساسية، وهو شعور أساسي صحي وطبيعي عندما يكون له أسبابه المنطقية والدوافع لذلك ..على أن يكون التعامل مع الغضب بحكمة ويتم توجيهه بطريقة صحيحة، تماماً مثل شعور السعادة أو الحزن أو القلق أو الاشمئزاز. لانه من الطبيعى أن يغضب الإنسان للظلم وعدم المساواة أو الاعتداء على حقوقه……..
والشخص الذى لايغضب هو شخص ليست له مشاعر أو وعى …
تقول جيل ليندفيلد بأن “الغضب شيء خطير، ولكن عدم الغضب وقت اللزوم قد يكون أكثر خطورة…
فالغضب قد يكون قوة إيجابية بشرط أن نعبر عنه بعقلانية وحسم..،يقول تيودور روبين بأن “الشعور بالغضب والتعبير عنه بشكل صحي هو في الواقع نقيض الجنون”،
والغضب المنهى عنه ..هو الغضب الذى ليس له أسبابه المنطقية..وصاحبه يتصرف بجنون وهمجية
مفهوم الغضب
الغضب هو: التغير الذى يحصل للإنسان عندما يواجه مايغضبه فهو .. نار تدمر الاخضر واليابس…و هو الرياح التي تطفئ شعلة العقل..وقيل أن العواصف .تستطيع أن تدمر سفينة، لكنها لا تستطيع أن تحل عقدة .. هكذا الغضب، يدمر. كل شىء ولكنه لا يقدم حلولاً ..
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه»، وفي رواية: «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار». رواه أحمد وأبو داوود….
الغضب يكدر. حياتك ويعكر صفوك
فهو يفسد المزاج ويغير الخلق ويسيء العشرة ويفسد المودة ويقطع الصلة…
و يصم صاحبه عن كل موعظة، فإذا نُصح لم يسمع، بل زاده ذلك عنفاً وشدة، وإذا راجع نفسه لم يستطع.
الغضب ينسي الحرمات ، ويدفن الحسنات ، ويخلق للبريء جنايات..
وطبيعة الأشخاص مختلفه فى الغضب على أربع أقسام
القسم ألاول : سريع الغضب سريع العودة والثانى بطيئ الغضب بطيئ الرجوع ..وهما متكافئان والثالث بطيئ الغضب سريع العودة والرجوع وهو أحسنهم والرابع سريع الغضب بطيئ الرجوع والعودة. وهو أشر الناس ..
والنفس السوية بعد المواقف الغاضبة تراجع نفسها وتهدأ يوما بعد يوما .. والنفس الشريرة بعد المواقف الغاضبة يشتعل غضبها مع مرور الأيام …
وبعض الأشخاص بطبعه غضوب
يغضب لأتفه الأسباب .. بل قد يفتعل مايغضبه ..ظنا منه أن الغضب يعطى له قيمة أو مهابة .او أنه يعلن عن نفسه بهذا الغضب …
.وهذا بلاشك يحتاج إلى مراجعة نفسه ..لأن نتيجة الغضب تفقده تقدير الناس له .ويتهمونه بالرعونه ..ويحصد نتائج عكسية . ..
والغضب فى حقيقته ..يجعل الشخص يخرج عن السيطرة على نفسه وسلوكه ولا يعرف ماذا يقول أو يفعل . ويصبح اسيرا لغضبه ..
فالغضب نار تؤدى ألى إفساد العلاقات والإضرار بالصحة وقد يهلك الإنسان بسبب موقف اغضبه وقد يجر صاحبه إلى ارتكاب الجرائم.. فكل الجرائم ترتكب فى لحظة انفعال وغضب .
ومن وصايا النبى محمد “ﷺ
عن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي ﷺ: أوصني قال: لا تغضب فردد مراراً، قال: لا تغضب، رواه البخاري.
التكرار والتأكيد من النبى ﷺ على ترك الغضب لأثاره المدمرة على الفرد والمجتمع …
الغضب صفة مذموم صاحبها
بداية الغضب جنون ،،، وآخره ندامه … لأن الإنسان إذا غضب يصدر منه من القول ما لا يليق، ومن الفعل ما لا يليق، ومن التصرفات –بالذات- حركات وتغير وتهيج وأمور عجيبة غريبة، فيكون الإنسان في حال غير مرضية،
فوصية الرسول ﷺ: “لا تغضب”…اى تحكم فى نفسك
فى مجابهة منغصات الحياة والأخلاق السيئة التى تقابلها كل يوم والافتراءات الكاذبة التى تتهم بها حتى لو رماك أحدٌ بصفةٍ سيئةٍ ليست فيك ، فإن القائل عنك ماليس فيك أحد اثنين ، إما عاقل تعجل الحكم عليك ، وهذا سيردهُ عقله يوماً إلى الصواب والحق ،
وإما حاسد مُبغض لو فعلت لهُ كل ما أحبَ ما غير حكمه فيك ؛
وعند الغضب قد يكون كلامك صحيح….لكن اسلوبك سيكون خاطئ..
و من يستطيع إغضابك يستطيع هزيمتك..
والغضب أوله حمق وآخره ندم
،.وعن أبي الدرداء «أن رجلاً جاء إلى رسول الله، فقال له: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال رسول الله: «لا تغضب ولك الجنة».وجاء في بعض الروايات أن بعض هؤلاء الذين أوصاهم النبي ﷺ سأل نفسه عن سبب هذه الوصية، يقول: فنظرت فرأيت أن الغضب يجمع الشر كله….
من الوصايا لمعالجة الغضب
١- الاستعاذة بالله من الشيطان:
كما أوصى النبى صلى الله عليه وسلم
٢- اخلاص النية …
إذا أردت أن لا تغضب على شيء فـافعل كل شيء لوجه الله “.لانه هو الذى يقدر عملك ..فالعبادمهما عملت ..وارتكبت خطأ بقصد اوغير قصد يتنكرون لكل جهودك ..
٣-تغيير هيئته بحيث لا يكون على هيئة تمكنه من الانتقام أن كان واقف يجلس أو يترك المكان :
عن أبي ذر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع”.
٤- السكوت
تجنب الحديث اثناء الغضب, قد يكون كلامك صحيح…لكن حتماً سيكون اسلوبك خاطئ…
وصحتك لا تقدر بثمن ، فلا تسترخصها بالقلق و الخوف والغضب..
وعن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إذا غضب أحدكم فليسكت؛ قالها ثلاثا”.، فالسكوت في الغضب علامة الرشد والكمال.
٥- الوضوء أو الاغتسال
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.
٦- التأمل في ثواب كظم الغيظ ومدافعة الغضب:
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء”.
٧- التريث فى اتخاذ القرار
الإنسان إذا وجد من نفسه غضباً عليه أن لا يتعجل باتخاذ القرار لأن فى الغضب انفعال تكون سهامه فيها طائشة، لا تصيب،
وسُئل احد الحكماء ماهو علاج الغضب؟ فأجاب: “تأخير ردة الفعل”
وتستطيع أن تُضيع كل شئ بعصبيتك وتستطيع أن تكسب كل شئ بهدوئك” …فاختر لنفسك ما شئت فأنت الجاني…والمجني عليه معاََ…..
٨- تجاهل من يغضبك .
أفضل رد على الشخص الذى اغضبك الصمت والتجاهل ….
لانه مهما كان قرارارك صائبا لكن اتخاذه فى لحظة غضب قد يغير
٩- الاستشارة
الاستشارة والاستخارة والتروى ..لأن ردود فعلك وقرارك ستؤثر على علاقاتك ..وخاصة العلاقات الزوجية التى تؤدى إلى الطلاق ..وينتظر حتى يهدأ ويتزن حتى لايخطىء فى قراراته
فمن الحكمة : أن لا تتخذ قراراً وانت غاضب ،وأن لا تكتب رسالة وأنت غاضب ..
١٠- كظم الغيظ .
قال الرسول ﷺ “ما من جَرْعَةٍ أعظم أجرًا عند الله، مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ كظمها عبد ابتغاء وجه الله”.
ومما يساعدك فى ذلك أن تؤمن انك تستحق السعادة فلا تغضب و لا تحزن. وان هناك دائمًا مخرجًا لكل شيء، وخيرة في كل شيء،
وطالما هناك حياة هناك أمل فلاتدع لحظات الغضب تسلب منك ابتسامتك،..
وقيل لابن المبارك: أجمل لنا حُسن الخلق في كلمة؟…فقال: “ترك الغضب”…
١١- التخلق بالاخلاق الكريمة
بالأخلاق الرفيعة ، وبالصبر الجميل ، وبحسن الكلام ، وبالصَّمت الأنيق ، وبالتعاملات الراقية نستطيع أن نملك القلوب….
وقيل لاعرابي .. من الذكي .!
فقـــــال…هو الفطن المتغافل, يرى الأمور ولا يراها ..ويرى حاسده ولا يهتم, يرى عدوه ولا يلتفت
يرى الفتنة فلا ينظر
فيبيت و قلبه نقي ونفسه راضيه
فلا تعب ولا فكر ولا كدر ولا هم ..
وكظم الغيظ من فضائل الاخلاق وهو إمساك الغضب في النفس، وقد أثنى الله على من تحلى بتلك الصفة فقال تعالى:{والكاظمين الغيظ} وقال ﷺ:(ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله) وقال ﷺ:(إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
١٢- الصبر والدفع باللتى هى احسن
عن عبدالله بن عباس: احفظِ اللهَ يحفظْكَ احفظِ اللهَ تجدْهُ أمامكَ تعرَّفْ إلى اللهِ في الرخاءِ يعرفْكَ في الشدَّةِ واعلمْ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئَكَ وما أخطأكَ لم يكنْ ليصيبكَ……. الحديث
ومهما حصل لا تغضب واكظم غيظك واصبر على ما أصابك واجعل عنوانك الحِلم، سامح النّاس فالعمر قصير، ولا تفكر في محاولة الإنتقام من أعدائك،
فإن حاولت ذلك أذيت نفسك أكثر مما تؤذي عدوك،
قال تعالى(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)….أكظم غيظك ولا تغضب،فالله سبحانه وتعالى يقول تعالى “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”
١٣- انظر لنفسك فى المرآه وانت غاضب ..ستجد شخصا آخر لاعرفه
فلا تغضب من أحد فأنت أسوأ كثيرا مما تعتقد ….
فلا تكن غضوبا وكن سمحا ودودا فالحلم والتأني وكظم الغيظ والعافين عن الناس والتسامح هي قيم عظيمة نادرة الوجود ولذلك ختم الله الآية بقوله تعالى ( والله يحب المحسنين )
والصبر جند من جنود الله يؤتيه من يشاء..
جمعتمكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم حسينى درويش
استاذ المحاصيل
وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية