أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : لا.. لخطاب الكراهية ..ونعم لخطاب البناء والمحبة

تبنى البيوت والأوطان بالمحبة ..وتهدم بخطاب الكراهية.. فمن يتأمل فى الأحداث والمواقف ..يجد أن الكلمات التى تحمل خطاب الكراهية …تدمر كل ماهو جميل ..وتنشر كل قبيح…وتفسد العلاقات الإنسانية بين الناس ..

لا لخطاب الكراهية…لانه يفرق بين الازواج والأهل والأصدقاء ..
وبكلمة طائشة فيها قسوة وإهانة فى لحظة غضب بين الرجل وزوجته تخرب البيوت التى تم تأسيسها على المحبة ..
و بكلمة خبيثة يقولها خبيث ..فى موقف عاصف يتقاتل بسببها الاصدقاء وتشتت بسببها العائلات و المجتمعات. وبكلمة مسمومة واخبار مكذوبة تدمر بسببها الاوطان …
فما أحوجنا إلى نشر المحبة والقول الحسن والكلمة الطيبة التى تزرع الخير .. والمحبة .. والمودة بين الناس. التى تبنى ولا تهدم .. .ترفع ولا تخفض … تجمع ولا تفرق والقول الحسن وخطاب المحبة هو الذى يخرج من قلب محب وصدر سليم يملأه النور والقول الحسن هو عطر للشفاه، وبسمة للدنيا، وشفاء للقلوب وقد شبه الحق سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة يقول تعالى{ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون}

اما خطاب الكراهية أو القول السيىء أو الكلام الخبيث هو. نفخة شيطانية تقطع العلاقات والأواصر وتنشر الفتن . وتفسد الدين والدنيا والآخرة
وخطاب الكراهية يخرج من قلب مريض وروح عدوانية مليئة بالغرور والشر وصدر حقود كاره لنفسه ومجتمعه ووطنه .. لايخاف الله عز وجل
وقد شبه الله الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة يقول تعالى {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}…

وأصبح خطاب الكراهية احد وسائل حروب الجيل الرابع ..ومنتشر على وسائل التواصل الاجتماعى ..
ونقول لكل عاقل …يكفينا الأحداث اليومية التى نمر بها والظروف العالمية المتصارعة والجوائح والأمراض مثل كوفيد كرونا والأعاصير والزلازل والسيول والتى تبرهن كل يوم .أن حياة الإنسان الثمينة قد تنتهى بين عشية وضحاها فلاداعى لخطاب الكراهية الذى مزق أواصر المحبة وخرب البيوت ودمر دول وشتت أهلها فى العالم ولا يعلم الله متى تقوم لهم قائمة ..
فلا يمكن أن يكون هناك صلاح بنشر خطاب الكراهية …
علينا أن نعود إلى الله حقا ونقف عند قوله تعالى( وقولوا للناس حسنا )… فالقول الحسن وخطاب المحبة هو السبيل للمحافظة على العلاقات الإنسانية ..
والتمسك بالقول الحسن. مطلوب مهما كانت الشدائد والمواقف الصعبة …حتى وانت فى قمة الغضب…تذكر قوله تعالى ( إدفع بالتى هى احسن ) وقوله تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
وتغافل وتسامح واعفو
فالعفو والصفح من شيم الكرام يقول تعالى (فالصفح الصفح الجميل).. وعندما تشتد عليك الهموم والأحزان عليك بالصبر الجميل يقول تعالى( واصبر الصبر الجميل )الذى لاتململ فيه ولاشكوى… وخاطب الناس بما يليق بهم .ولك فى خطاب النبى موسى عليه السلام لفرعون الذى ادعى أنه إله عبرة يقول تعالى﴿ * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾
ويقول تعالى (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )
ما اجمل أن يكون الإنسان حسن النية طيب المقصد صادق الحديث.. وعليك أن تختار كلامك بعناية حتى تجذب القلوب قبل العقول وازرع الخير حتى تحصد الخير وعلينا أن نتقى الله فى أنفسنا وكلامنا وأولادنا وبلادنا فلا نقول بغير علم ولا نقول الا الصدق يقول تعالى﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾

ورفع الوعى بخطورة خطاب الكراهية مسؤولية الجميع أفرادا وحكومات ومؤسسات دينية و تعليمية وإعلامية خاصة فى ظل انتشار التواصل الاجتماعى الذى سهل من نشر خطاب الكراهية والذى يتم استغلاله اسوأ استغلال فى خراب البيوت وتدمير الاوطان ..

ونقول لمن يسعى وينشر خطاب الكراهية لن يتحقق من خطابك الا ماأراده الله… لكن انت وأولادك الذى ستدفع ثمنه فى الدنيا وحسابك عسير يوم القيامة فالله طيب لايقبل ألا الطيب يقول تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾
اللهم اجعلنا من الذين هديتهم للقول الطيب والفعل الطيب والطريق الحميد
يقول تعالى الله﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾
اللهم احفظ بيوتنا وأولادنا وبلادنا من الفتن وانشر محبتك ورحمتك علينا ياكريم. ..
بقلم .ا.د / ابراهيم درويش
جمعتكم طيبة مباركة





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى