دورة تدريبية للحد من مخاطر الآفات التي تصيب إمدادات الحبوب في مصر
كتبت : يارا عبد الرحمن
ساعدت الدورة التدريبية التي استمرت لمدة ثلاثة أيام على تعزيز القدرة على مراقبة الصحة النباتية واستخدام تقنيات شبكات الاستشعار اللاسلكية في تخزين الحبوب في إطار الجهود الأشمل التي تستهدف تقليل الخسائر في سلسلة إمداد واحدة من أهم المواد الغذائية الأساسية في مصر.
التدريب على كيفية مكافحة الآفات
خلال هذا الشهر، وبالتنسيق مع الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين (القابضة للصوامع)، انعقدت سلسلة من الدورات التدريبية في القاهرة حول أفضل ممارسات مكافحة الآفات التي تصيب الحبوب المخزنة. وجاء هذا التدريب في إطار برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الذي يستهدف تحسين الأمن الغذائي في دول منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط، حيث تعتبر الحبوب عنصرًا أساسيًا مهمًا لها، ففي مصر وحدها، يمثل القمح 75 في المائة من فاتورة الواردات الغذائية التي بلغت قيمتها 15 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ويمثل 32 في المائة من إمدادات السعرات الحرارية الغذائية في مصر.
يقول ديمتري بريخودكو، كبير الخبراء الاقتصاديين، أن “الحرب في أوكرانيا وما خلفته من صدمات في الإمدادات الغذائية المرتبطة بها قد أبرزت الحاجة إلى تحسين إدارة ومراقبة ظروف تخزين الحبوب والبذور الزيتية المحلية والمستوردة للحد من فقد الغذاء، ويتطلب ذلك فهمًا جيدًا لعمليات مكافحة الآفات أثناء نقل الحبوب وتخزينها، إلى جانب مراقبة حالة الحبوب في الوقت الفعلي باستخدامالتقنيات اللاسلكية وأجهزة الاستشعار للحد من الفاقد وضمان التخزين والتدفق بكفاءة.”
من قاعة التدريب إلى الصومعة
تعاون فريق منظمة الأغذية والزراعة مع القابضة للصوامع لتدريب 150 مشاركًا، من بينهم متخصصون في تخزين الحبوب وإدارة المطاحن وتبخير الحبوب. وشارك في التدريب أيضًا مجموعة من المتخصصين الفنيين من القابضة للصوامع والإدارة المركزية للحجر الزراعي.
ومن بين الموضوعات التي تناولتها الدورة التدريبية؛ الحماية المتكاملة للحبوب المخزنة، مع التركيز على فعالية وسلامة تقنيات التبخير التي يمكن تطبيقها في مرافق تخزين الحبوب المصرية والبضائع المستوردة أثناء النقل العابر. وأوضح المدربون أفضل الممارسات في تحديد أنواع الحشرات، وخاصةً تلك التي يمكن أن تلحق أضرارًا اقتصادية جسيمة، ومعالجة الأمور المتعلقة بتحمل الآفات.
وقد تم تقديم نموذج توضيحي عملي في إحدى صوامع الشركة لبدء تطبيق النظرية على أرض الواقع من خلال مجموعة من الخبراء الذين عرضوا تقنية الشبكة اللاسلكية لمراقبة مستويات ثاني أكسيد الكربون والرطوبة ودرجة الحرارة. كما قاموا أيضًا بتركيب جهاز استشعار لاسلكي مباشر على إحدى صوامع الحبوب العاملة، وأوضحوا كيفية جمع البيانات وإدارتها لمنع فقدان الحبوب. وتوفر تقنيات الاستشعار اللاسلكية سريعة التطور، والتي أصبحت أقل تكلفة، المزيد من الخيارات لمراقبة ظروف الحبوب مقارنةً بأجهزة الاستشعار السلكية التقليدية.
وأثناء حديث اللواء شريف عادل باسيلي، الرئيس التنفيذي للشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين، عن ضرورة تعزيز خبرات موظفي الشركة، علق قائلاً: “نحن ملتزمون بالوفاء بتوفير الضوابط اللازمة ذات المرونة لتخزين الحبوب في صوامعنا، وزيادة قدرة الصوامع على استيعاب المزيد من الاحتياطيات الاستراتيجية، وتقليل معدلات الفقد على جميع المستويات بدءاً من النقل مروراً بالاختبارات وحتى تداول الحبوب. إن التحسين المستمر لمهارات وقدرات موظفي الشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين من خلال البرامج التدريبية فى كافة المجالات يعد أمرًا ضروريًا للوفاء بمهمتنا المتمثلة في توفير ما يكفي من المواد الغذائية الأساسية للشعب المصري”.
الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل إدارة أفضل لمكافحة الآفات في المستقبل
عملت تلك الدورات التدريبية على بناء القدرات المطلوبة، بالإضافة إلى جمع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص في مهمة مشتركة تتمثل في الحد من الخسائر التي يمكن تجنبها، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي وسبل كسب العيش.
قال محمد منصور، كبير المصرفيين في الأعمال الزراعية في البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير: “للقضاء على الآفات، يلزم تعزيز بناء القدرات في قطاع الحبوب، وضخ الاستثمارات اللازمة لتحسين المرافق والمعدات ووسائل النقل، وهذا يعني الحفاظ على التعاون المستمر والمستدام بين المؤسسات العامة والخاصة التي تعمل معًا، كما هو الحال في هذه المبادرة لضمان استمرار تدفق إمدادات الحبوب في مصر.”