“الفاو” : إعادة صياغة مستقبل الغذاء والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا
“الفاو “تؤكد على ضرورة تحويل النظم الغذائية إلى مسرعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
تواجه بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا العديد من التحديات المشتركة في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية والتنمية الزراعية الشاملة فيها.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم من وجود عوامل تؤدي الى تفاقم الوضع ومن بينها النزاعات الأخيرة وعدم الاستقرار المدني في بعض بلدان المنطقة، فضلاً عن النمو السكاني السريع، وانخفاض النمو في الإنتاجية الزراعية، وندرة وهشاشة الموارد الطبيعية وتهديد تغيّر المناخ.
واستجابة لذلك، شرعت الفاو في تنظيم اجتماع إقليمي تشاوري فني في القاهرة لمدة يومين يجمع كبار المسؤولين من بلدان في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والممثلين الدائمين لدى المنظمة، والشركاء لمعالجة التوجهات والتحديات الإقليمية الحالية والناشئة.
وسيتم خلال الاجتماع تحليل ومناقشة التوجهات في مختلف مؤشرات الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة بهدف استخلاص الدروس وأفضل الممارسات التي يمكن استخدامها لمواجهة التحديات المشتركة.
ويعتبر الاجتماع الإقليمي التشاوري الفني بمثابة منتدى لمداولات فنية هامة حول القضايا المواضيعية ومجالات البرامج التي تعتبر مهمة لدول المنطقة.
وسيبني الاجتماع على عمل الفاو الذي يهدف إلى تحقيق خطة عمل 2030 للتنمية المستدامة، بما في ذلك عقد الدورة الخامسة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى.
وأكد السيد عبد السلام ولد أحمد، مساعد المدير العام والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الفاو أن “المناقشات سترسم خارطة الطريق وإطار المداولات في المؤتمر الإقليمي المقبل”.
كما يتوقع أن يراجع الاجتماع الموضوعات التي تندرج تحت الفكرة العامة للمؤتمر الإقليمي وهي “إجراء التحول في النظم الغذائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
وقال ولد أحمد: “إن النظم الغذائية والطرق التي ننتج فيها الأغذية ونتاجر فيها ونعالجها ونستهلكها، تؤثر على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمجتمعاتنا”. وأكد إن تحويلها إلى مسرّعات للتقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة أمر ضروري لتحقيق العديد من الأهداف الأساسية لخطة عمل عام 2030، بما في ذلك القضاء على الفقر المدقع، والتصدي للجوع وجميع أشكال سوء التغذية، وحماية واستعادة التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في العالم، ومواجهة تغير المناخ وبناء القدرة على التكيف معه.
وستكون المجالات المواضيعية المحددة التي سيتم التركيز عليها في الاجتماع هي تلك المتعلقة بحالة الأمن الغذائي في المنطقة والحاجة إلى ضمان اتباع نظام غذائي صحي لسكان المدن الذين يزداد عددهم في المناطق الحضرية. كما سيبحث الاجتماع في طرق بناء مجتمعات زراعية مرنة لتعزيز الاقتصادات المحلية ودعم العمالة الريفية، وكذلك في أهمية ضمان الاستدامة البيئية بالنظر إلى آثار ندرة المياه وتغير المناخ.
عن مؤتمر الفاو الإقليمي للشرق الأدنى
ينعقد المؤتمر الإقليمي، الذي ترأسه حاليا حكومة عُمان، كل سنتين لمناقشة التقدم المحرز نحو تحقيق الأمن الغذائي وتحسين سبل المعيشة والقضاء على الجوع بجميع أشكاله والاتفاق على خطوات السياسة الضرورية.
ويعد المؤتمر أعلى هيئة إدارة للمنظمة على المستوى الإقليمي، ويحدد أولويات العمل لفترة السنتين المقبلتين.
وسيشارك في الدورة الخامسة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى حوالي 150 مشاركاً من الوزراء والوفود الحكومية من جميع دول المنطقة، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لرسم خريطة طريق للعمل المستقبلي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المشتركة.