ما هي السموم الفطرية ؟
السموم الفطرية هي المنتجات الثانوية التي تنتج من عمليات الإيض الخاصة بالفطريات ، فالفطريات تستهلك المواد الغذائية ( البروتين والكربوهيدرات والدهون ) في المواد الأولية والأغذية وتنتج سموم فطرية في ظل ظروف معينة من الحرارة والرطوبة والتهوية والتي غالبا ً ما تصاحب سوء التخزين..
يوجد حوالي 500 نوع من السموم الفطرية والتي تُفرز بواسطة 200 نوع من الفطريات من أشهرها Aspergillus spp. , Fusarium spp. and Pencillium spp.
من أشهر السموم الفطرية ..سموم الأفلاتوكسين و الأوكراتوكسين و الفيومنسين والزيرالينون والباتيولين ، ومن أكثرهم سمية ً وإنتشاراً الأوكراتوكسين والأفلاتوكسين..
هل مشكلة السموم الفطرية محلية أم دولية ؟
منظمة الفاو في تقريرها عام 2011 أفادت بإن من 25 ل 50 % من المحاصيل الزراعية علي مستوي العالم ملوثة بالسموم الفطرية !! كما وتزيد هذه النسبة في المناطق الحارة وفي البلدان النامية حيث ظروف التخزين الغير مناسبة .. من هذا التقرير يتضح أن مشكلة السموم الفطرية هي مشكلة عالمية ولا يمكن تفاديها حيث أنها تبدأ من قبل الحصاد في الأراضي الموبوءة بالفطريات فتتلوث المحاصيل بالفطريات التي تنمو و تُفرز سمومها أثناء التخزين..
تعتبر الحبوب ( الذرة والقمح والأرز) والبذورالزيتية ( الفول السوداني وفول الصويا وبذرة القطن) والتوابل و منتجاتهم من أشهر المواد التي تتلوث بالسموم الفطرية ، ولم يقتصر ذلك التلوث علي المنتجات ذات الأصل النباتي بل وأمتد ليطال المنتجات ذات الأصل الحيواني مثل اللحوم والبيض والألبان ومنتجاتها حيث أن إستهلاك الأغذية الملوثة بالسموم الفطرية يتسبب في ترسيب تلك السموم في أجساد الطيور والحيوانات كما و تُفرزها في البيض والألبان وبهذا فقد أجتمعت مصادر السموم الفطرية لتكون مصادر نباتية وحيوانية معا ً..
تأثير السموم الفطرية :
أعتبرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC, 1993 ) ) سموم الأفلاتوكسين نوع (أ) من مسببات السرطان ( ثبت تسببه في الإصابة بالسرطان ) والأوكراتوكسين نوع (ب) من مسببات السرطان ( يمكن تسببه في الإصابة بالسرطان ) ؛ أرتبطت بعض أورام الكبد بسموم الأفلاتوكسين في حين أرتبطت أورام الجهاز البولي بسموم الأوكراتوكسين ، مشكلة السموم الفطرية كما هو واضح لا تقتصرعلي الحيوانات والطيور فقط بل تمتد لتشمل الإنسان إذ أنه هوالمستهلك لتلك الحيوانات والطيور ومنتجاتهم..
يختلف تأثيرتلك السموم الفطرية طبقا ً لمجموعة من العوامل منها ما يتعلق بالمستهلك ( نوعه – عمره – جنسه – حالته الصحية ) فنجد أن بعض الطيور حساسة جدا ً للسموم الفطرية مثل البط والرومي والسمان وحيوانات monogastric في حين تعتبر المجترات من الحيوانات المقاومة للسموم الفطرية ، كما وتتأثر الطيور صغيرة العمر أكثر من الكبيرة بالسموم الفطرية و الطيور والحيوانات العليلة تكون أكثرعرضة ً وتأثرا ً من الطيور والحيوانات السليمة ؛ أما عن العوامل المتعلقة بالسموم ( نوعها وجرعتها ) فسموم الأفلاتوكسين هي سموم كبدية تستهدف الكبد في المقام الأول في حين أن سموم الأوكراتوكسين هي سموم كلوية تستهدف الكلي أما سم الزيرالينون فيشبه في تركيبه estrogen لهذا يتسبب في حالات إجهاض للحيوانات الحوامل .
صور التسمم بالسموم الفطرية :
حسب جرعة السموم يمكن أن يكون التسمم في صورة حادة (acute ) وتحدث عند إستهلاك كمية كبيرة من السموم دفعة واحدة مثل ما حدث في كينيا عام 2006 حيث توفي 21 شخص وأصيب 51 إثر تناول ذرة ملوثة بسموم الأفلاتوكسين أيضا ًما حدث في مزرعة الرومي بلندن في ستينيات القرن الماضي فيما عرف ب Turkey-X-disease
أما الصورة الثانية وهي الأكثر شيوعا ً الصورة المزمنة ( chronic ) و فيها يتم إستهلاك كميات قليلة من السموم علي مدي زمني كبير و يحدث التأثير بسبب الطبيعة التراكمية لتلك السموم .
الشكوي الأكثر شيوعا ً في مزارع الدواجن والمرتبطة بالسموم الفطرية بصورتها المزمنة هي ضعف التحويل الغذائي ونقص الأوزان في مزارع التسمين ونقص إنتاج البيض كما ً وكيفا ً في مزارع البياض بالإضافة الي نفوق بعض الطيور وفي حيوانات المزرعة نجد الشكوي أيضا ً من ضعف الإنتاج سواء كان إنتاج لحم أو ألبان بالإضافة إلي حالات إجهاض في المزرعة مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة للمربين .
هذا عن تأثير السموم الفطرية المباشر علي الحيوانات والطيور أما التأثير الغير المباشر والذي لا يقل خطورة فهو تأثيرها علي المناعة فمن المعروف عن السموم الفطرية أنها تسبب نقص في المناعة فاتحة ً المجال للعدوي الفيروسية والبكتيرية لإحداث إصابات بل و وفيات في قطعان الدواجن والماشية .
ما هي الحلول ؟
* كما تبدأ المشكلة من مرحلة الحصاد أيضا ً هناك يبدأ الحل بإضافة مضادات الفطريات للمحاصيل للحد من النمو الفطري وتباعا ً الحد من إفراز السموم الفطرية .
* إضافة مضادات السموم الفطرية للعلائق وأغذية الطيور والحيوانات وهي كثيرة ومتنوعة فمنها Binders التي تعمل علي إدمصاص جزيئات السموم مكونة مادة غير قابلة للإمتصاص عبر القناة الهضمية للطائر أو الحيوان و بالتالي يتخلص منها ، ومنها الأحماض العضوية ( اللاكتيك ، السيتريك ، الأسيتيك ، الماليك و البروبيونيك ) أو البيولوجي بإستخدام مشتقات من بعض أنواع من الخميرة ( منان ، بيتاجلوكان و أوليجوسكاريد( أو إستخدام بعض أنواع من البروبيوتيك ( Sacchromyces – Lactobacillus (أو إستخدام بعض الإنزيمات التي من شأنها أن تحلل تلك السموم مكونة مواد أقل سمية يستطيع الجسم التعامل معها .
* تحليل العليقة بشكل دوري في المزارع والتخلص الفوري من العلائق الإيجابية للسموم الفطرية وإستبدالها بعلائق نظيفة صالحة للإستخدام الحيواني والداجني .
وبما أن السموم الفطرية تتسبب بخسائر إقتصادية جسيمة من حيث تكلفة إعدام المحاصيل الزراعية الملوثة بالسموم الفطرية ومنتجاتها أو نفوق الطيور والحيوانات المصابة أو إعدام المنتجات الحيوانية المحتوية علي نسب عالية من متبقيات السموم الفطرية أعلي من الحدود المسموح بها من المنظمات الدولية أو تكلفة نقص الإنتاج والإجهاضات ، ونضيف علي كل هذا ما هو أهم ألا وهو صحة الإنسان فهو المستهلك لتلك المصادر النباتية والحيوانية علي حد ٍ سواء وعليه وجب علينا أن ننتبه جيدا ً لمشكلة السموم الفطرية والأخذ بالحلول لتجنبها قدر الإمكان .
د.غادة حامد علي
(قسم بحوث الكيمياء – باحث بمعهد بحوث صحة الحيوان
فرع بني سويف) – مركز البحوث الزراعية – مصر