بين الكربات تأتي الكرامات ومن المحن تأتى المنح ..كل شىء بقضاء الله وقدره .. ولايأتى من الله الا الخير ..فالله لطيف بعبادة ..ولكن مع كثرة الابتلاءات ومرارة الاحداث المؤلمة مثل التى نشاهدها الآن فى غزة وفلسطين قد يفقد الإنسان إيمانه بربه ويقول متى نصر الله ؟
فنصر الله قريب كما قال الله تعالى :” ألا إن نصر الله قريب” ولا نشك في ذلك، فالعاقبة للمتقين…
والفشل المتكرر والصدمات المتلاحقة .فى حياة الإنسان سواء على المستوى المهنى أو فى علاقات الانسان مع من حوله ..قد يفقد الإنسان إيمانه بنفسه وبقدراته وتدفعه إلى اليأس…والقنوط الذى يؤدى به إلى الهاوية …بل قد يؤدى به إلى الكفر والانتحار …ولذلك حذرنا رب العزة من اليأس فقال تعالى
{وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} .. لا تيأسنّ وكن بالله في ثقةٍإنّ الكروب وإن حلّت سترتحلُ ويشرق الأُنسُ مثلَ الصّبحِ في ألقٍ ويرحل الهمُّ والأحزانُ والعِـلَل…
وقد عودتنا الحياة أنها لاتدوم على حالة واحدة ليل ونهار ،صيف وشتاء ،افراح واحزان ،صحة ومرض، يسر وعسر ..
ومن هنا كانت النصيحة لكل مبتلى لا تجعل لليأس سبيلًا إلى نَفْسِكَ، فلاشيئ يدوم على حاله ..ودوام الحال من المحال ، فلعلَّ الأمل يُعَوِّضُ عليك في غَدِكَ ماخَسِرْتَ في أَمْسِكَ”…
فلا تيأسنّ فإنّ العُسرَ يتبعهُ
يُسرٌ جميلٌ فلا خوفٌ ولا وجلُ
وعليكم أن استقبلوا أقداركم بنفسٍ راضية
فاللهُ يعلمُ وأنتم لا تعلمون…
وعندما تقرا قوله تعالى …
(ولسوف يعطيك ربك فترضى). استشعر وثق بأن هذه الاية خطاب لك شخصيًا، أتُراه يخذلك؟ حاشاه سبحانه!” لكن لاتتعجل ..و لاتحكم بعقلك على الأحداث ..فقد تكون المنح من باطن المحن ..
فقط كل شيء ينتظر وقته لا الوردة تتفتح قبل وقتها ولا الشمس تشرق قبل وقتها… انتظر رزقك وقدرك الذي لك فسوف يأتيك.” …ورزقك سيتخطى الخلق كلهم ويصل إليك، بل قد يصل إليك على يد من منعك”.وعندما يأتيك ارضى بما قسمه الله لك وكن من الشاكرين يقول تعالى “(فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين)
والمؤمن متفائل حتماً،لأنه يعلم علم اليقين أن الأمر بيد الله،وأن الله قوي. (ما شاء اللهُ كان،وما لم يشأ لم يكن) وأن الله في أية لحظة بيده المعادلات كلها، بيده موازين القوى،وأن الأمر يرجع إليه،وما أمرك الله أن تعبده إلا بعد أن طمأنك فقال: ﴿وإِليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه﴾
والتفاؤل هو إكسير الحياةِ، فالامل فى النجاح هو الذى يدفع الطالب إلى المذاكرة والاجتهاد والسهر والامل فى الربح وكسب الأموال الحلال هو الذى يجعل الإنسان يعمل أو يتغرب ويترك اهله ووطنه والامل فى الشفاء هو الذى يجعل المريض يتحمل الأدويةِ المرّةِ والحقنِ المؤلمةِ مع كراهتِهِ لهَا؟ وهكذا. فى في كلِّ المجالاتِ والمهنِ والوظائفِ…….
فسيدنا نوح عليه السلام لم ييأيس فى دعوة قومه وقد مكث ألفَ سنةٍ إلّا خمسينَ عامًا ونبيُّ اللهِ أيوبُ لم ييأس فى الشفاء حتى حقق الله أمله ، يقولُ تعالَى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
و يعقوبُ – عليهِ السلامُ – يغيبُ عنهُ أحبُّ الأبناءِ إليهِ أكثرَ مِن أربعينَ عامًا، ومع ذلك يخاطبُ أبناءَهُ بروحٍ متفائلةٍ خلّدَهَا القرآنُ فقالَ:{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
ونبينا كان يحب الفأل الحسن .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ ؛ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ “. وما أجملَ مقولةَ الزعيمِ الراحلِ مصطفى كامل: لا يأسَ مع الحياةِ، ولا حياةَ مع اليأسِ.
وإياكم من القنوط لانه قرينَ الضلالِ، قالَ تعالَى: { قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }
والحياةُ هى علاقة بينَ الأملِ والعملِ. مَن جدَّ وجدَ، ومَن زرعَ حصدَ، ومَن طلبَ العُلَى سهرَ الليالِي، واحذرْ أنْ تكونَ أهدافُكَ مجردَ آمالٍ وأمنياتٍ أو رغباتٍ، فتلكَ بضاعةُ الفقراءِ .
فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سال رجل رسول الله عن نقاته : قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ:” اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ”
فالتفاؤلُ يدفعُ بهمةٍ للعملِ، ويحفزُ بقوةٍ على الجدِّ، ويبعثُ على النشاطِ،
وسر التفاؤل بأن تعلم أن لك اله قادر ..حى قيوم ..بيده ملكوت السموات والأرض يقول للشيء كن فيكون ..
لذا التفاؤل هو الإيمان وهو الامل وهو الثقة الدافعة إلى العمل والانجاز والإصرار على النجاح ..
وجدد تفاؤلك مع شروق الشمس كل يوم بنور جديد افرح بكل يوم جديد يمر عليك .. افرح بصحتك .. افرح بأهلك وأصدقائك وجميع من حولك.
وعليك أن تتمسك بالنجاح
فكلمة التفاؤل تعنى الإصرار على النجاح…… أما الفشل معناه فقدان الأمل و الانسحاب..
التفاؤل والطموح هو الوقود الذي يساعد الإنسان على الوصول إلى طريق النجاح
وكل ماتراه صعباً هو يسير على الله, و ما تراه كبيراً هو صغير عند الله و ما نراه مستحيلاً هو هيّن على الله فقط عليك أن تقصد بابه
:وتحسن الظن به وتتوقع الخير مهما مهما كثر البلاء وان تعيش
فى بساطة مهما علا شأنك
ولا تكره أحداً مهما أخطأ في حقك
وأعطي الكثير حتى لو امتلكت القليل
ولا تفقد الأمل أبداً. ولا تحتفل بالنصر مبكراً. ولا تترك مكانك حتى تنهي مهمتك تماماً.
وأعطِ اللحظات الأخيره اهتماماً بقدر اللحظات الأولى.
واعلم أنه في قلب كل شتاء ربيع نابض.. ووراء كل ليل فجر باسم. وقديما قالوا لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس.فليس المهم ما يحدث لك، بل المهم ما الذي ستفعله بما يحدث لك.
والثقة بالنفس والتفاؤل بالخير معديان
وليكن شعارك متفائلون .. حتى وأن عبست الأقدار في أحلى أيامنا .. وغابت السعاده عن أعمارنا ..مادمنا برعاية رب كريم .. أذا إنقطعت الأسباب جاء مداده .. وأذا أغلقت الأبواب لايغلق بابه .. وأذا قست القلوب نزلت رحماته .. فلك الحمد يا الله . اللهم أجعلنا ممن طاب ذكرهُم
اللهُم بدل أقدارنا إلى أجملها ، فإنك القادر الذي لا يعجزه شيء ، يارب بِك تطيب الخواطر ، ومن عِندك تتحقق الأمنيات ، يارب إستودعناك أموراً في خواطرنا فحققها لنا يا الله احفظ بلادنا وثبت أهل غزة وفلسطين ارحم شهدائهم واسف مرضاهم وأنصارهم على الصاهينة الغاصبين .
اللهم اجعلنا ممن تفاءل بخيرك فأكرمته.. وتوّكَل عليك فكفيته.. ولجأ إليك فأعطيته.. واستغاث بك فأغثته.. واستنصر بك فنصرته.. واستغفرك فغفرت له ٠
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم حسينى درويش