الدكتور إبراهيم درويش يكتب : محاصيل السكر وضرورة التوسع فى زراعة البنجر.. ( غرب المنيا نموزجا)

يستخرج السكر من أربع محاصيل هى:
المحصول الأول :قصب السكر وهوالاقدم والاشهر وهو يمثل حوالى 60% من الانتاج العالمى وهو محصول استوائي.
المحصول الثانى :محصول بنجر السكر وهو الواعد ويمثل السكر المستخرج منه حولى 40% من ألانتاج العالمى للسكر وهو محصول مناطق معتدلة ويزرع فى المناطق الشمالية فى العالم
المحصول الثالث: الذرة الرفيعة السكرية وهى معروفه وتزرع كمحصول حبوب اوعلف لكن تم انتخاب سلالات جديدة منها ذات صفات جيدةو ذات محتوى سكرى عالى وسكريات مختزلة اقل يمكن استخراج السكروز منها او انتاج وقود الايثانول ومنها سلالات تصلح كمادة خام للصناعات الورقية والخشبية وسلالات يمكن استخدامها كعلف أخضر للماشية في فصل الصيف وهذه السلالات تجود زراعتها في الاراضى حديثة الاستصلاح وتتحمل الملوحة والجفاف.
المحصول الرابع «الاستيفيا» وهو محصول حديث على مصر موطنه الاصلى أمريكا الجنوبية ، تُعادل حلاوتُه 200 مرة حلاوةَ سكّر القصب، كما أن إنتاج السكر من فدان «الاستيفيا» يعادل إنتاج 18 فدانًا من القصب، ويؤكد الإحصائيات أيضًا أن زراعة 20 ألف فدان «استيفيا» قد يغطي احتياجات مصر من السكّر، يتميز «الإستيفيا» بقلة احتياجاته المائية بالمقارنة بالقصب والبنجر ..عرفته مصر نبات «الاستيفيا» في التسعينيّات، مع تصاعد العمليات الإرهابية بالصعيد، ولكن الاهتمام به تضاءل شيئًا فشيئًا، حتى أصبح منحصرًا في بعض المساحات المتناثرة بعد تراجع العمليات الإرهابية.

السكر هذا هو الاسم الشائع لكن الاسم الحقيقى هو السكروز Sucrose or Saccharose عبارة عن سكر معقد ثنائى , الاسم الشائع له هو السكر ويتكون السكروز من اتحاد وحدتين من السكريات الاحادية هما الجلكوز و الفركتوز والسكر النقى عبارة عن مسحوق ابيض دون رائحة ذو طعم حلو ونسبة الهيدروجين الى الاكسجين هى 1:2 وتتشكل الرابطة بين ذرة الكربون C1 فى الجلكوز وزرة الكربون C2 فى الفركتوز وتسمى رابطة سكرية Glycoside bond وتتشكل الرابطة بين مايسمى النهايات المحنزلة End reducing فى الجلكوز والنهايات المختزلة فى الفركتوز

تعتبر المحاصيل السكرية احد اهم مجموعات المحاصيل لارتباطها الوثيق بالصناعة قى الدول التى تزرعها ومن المعروف ان مجموعة المحاصيل السكرية لاتزرع الا فى نطاق احد مصانع استخراج السكر لهذا نجد نوعا من المركزية فى انتاج المحاصيل.

أهم 10دول منتجة للسكر :

واهم عشرة دول منتجة للسكر هى البرازيل وهى تقع فى المركز الأول بحجم إنتاج 38.9 مليون طن، وهي ليست فقط أكبر دولة منتجة للسكر ولكنها أكبر دولة مصدرة له، إذ تأتي 42.4% من صادرات السكر العالمية من البرازيل والهند تقع في المركز الثاني بحجم إنتاج يبلغ 32.5 مليون طن،وهى تتمتع الهند بمناخ استوائي مثالي لزراعة قصب السكر، والاتحاد الأوروبي يقع في المركز الثالث بحجم إنتاج يبلغ عدد سكان الاتحاد الأوروبي 21.2 مليون طن، ليكون بذلك من أكبر منتجي السكر في العالم. وتايلاند تاتى في المركز الرابع بحجم إنتاج يبلغ 13.7 مليون طن، والصين تأتي في المركز الخامس بحجم إنتاج يبلغ 10.3 مليون طن، وأمريكا هى سادس أكبر منتج للسكر في العالم بإنتاج يبلغ 8.9 مليون طن. وباكستان هى سابع دولة من حيث انتاج السكر يبلغ إنتاج باكستان من السكر 7.4 مليون طن، ورغم ذلك فهي ليست من بين أكبر الدول المصدرة للسكر لأنها تستهلك معظم إنتاجها منه.

وروسيا هي ثامن أكبر دولة من حيث إنتاج السكر، إذ يبلغ إنتاجها من السكر 6.5 مليون طن، والمكسيك من أكبر دول أمريكا الشمالية، وتاتاى فى المركز التاسع كما أنها من أكبر الدول إنتاجًا للسكر في العالم بإنتاج يبلغ 6.3 مليون طن سكر. وأستراليا في المركز العاشر بإنتاج يبلغ 4.7 مليون طن سكر،.

مماسبق تعد اكبر خمسة دول منتجة للسكر فى العالم هى البرازيل 18,2%,الهند, 17,9% الاتحاد الاوربى 10,7% , تايلاند , الصين وأكبر الدول المصدرة للسكر هى البرازيل ثم تايلاند,استراليا , الهند واكبر مستوردين للسكر الاتحاد الاوربى و الولايات النتحدة الامريكية , اندونيسيا

.يعتبر السكر من السلع الغذائية الهامة الاستراتيجية الهامة للعالم حيث ياتى السكر بعد محصول القمح فى الدول الاوربية والافريقية واستراليا كما ياتى بعد محصول الارز فى اسيا .
والسكر من السلع الرخيصة التى تستخدم كمصدر للطاقة والتي تنال اهتمام واضعي السياسة الزراعية المصرية ,
وقد اصبح تحقيق الامن الغذائي منه هدفا قوميا لارتباطه بالنواحي السياسية والاجتماعية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة
ونظرا لاعتماد انتاج السكر في العالم علي المحصولين الرئيسين قصب السكر وقصب السكر فسوف نلقى الضوء عليهما من خلال المساحة والإنتاج
فقد تباينت مساحات المنزرعة بالقصب والبنجر على مستوى العالم من عام الى اخر فنجد انه من الملاحظ حدوث انخفاض فى مساحات قصب السكر ففى عام 15 /2016م كانت المساحة المنزرعة بالقصب حوالى 28,2 مليون هكتار بمتوسط انتاجية 30,2 مليون طن للهتار ووصلت فى نهاية 17/2018 م الى 26,2 مليون هكتار بمتوسط انتاجية 29,5 طن للهكتار
وسوف نجد انه فى نفس تلك الفترة الزمنية هناك تزداد المساحة المنزرعة من محصول بنجر السكر على مستوى العالم فقد كانت فى عام 15/2016 م 4,45 مليون هكتار بمتوسط انتاجية 24 طن للهكتار وصلت فى عام 17/2018 الى 4,9 مليون هكتار بمتوسط انتاجية 25,6 مايون طن للهكتار مما يدل على الاهتما العالمى بمحصول السكر سواء بالعمل على التوسع الافقى فيه وزيادة الابحاث العلمية التى ترفع من انتاجية وحدة المساحة وهذا الاتجاه هو الذى تعمل عليه مصر الآن .

وهناك علاقة بين انتاج قصب السكر واستهلاكة على حسب عدد السكان وتغير انماط معيشنهم وسلوكياتهم وينعكس ذلك على استهلاكهم فى السكر وفى غيره من المحاصيل الغذائية
فقد كان عدد سكان الدولة المصرية عام 1972 مايقرب من 30 مليون نسمة وكان الانتاج الكلى من السكر حوالى نصف مليون طن فاذا علمنا ان متوسط استهلاك الفرد فى تلك الفترة كان 16 كيلوجرام فى العام لذا كان هناك اكتفاء ذاتى بنسبة 118% لكن مع الزيادة السريعة فى السكان التى وصلت الى 100 مليون نسمة الان مع تغير النمط الاستهلاكى وارتفاع متوسط استهلاك الفرد الى 34 كيلو جرام فى العام متعديا المتوسط العالمى للاستهلاك مع الاثار السلبية التى يخلفها الاستهلاك الزائد من السكر على الصحة العامة للجسم فقد حددت منظمة الصحة العالمية متوسط لايتجاوزه الفرد 25 كيلوجرام فى العام مع ثبات مساحة القصب بل تناقصها وعدم التوسع بالشكل الكافى كل هذه العوامل ادت ذلك الى وجود فجوة من السكر اختلف فى حدتها خلال 40 عام الاخيرة خاصة مع تذبذب اسعار السكر عالميا فى بداية الالفية الثالثة بين الارتفاع والانخفاض بعد رغبة بعض البلاد المنتجه له الى تحويله الى طاقة حيوية.

معدل الاكتفاء الذاتى من السكر محليا :

وعموما وصل معدل الاكتفاء الذاتى فى مصر من محاصيل السكر الى حوالى 70 -75‰ تقريبا وبعض الاحصائيات ذكرت ان مصر حققت أكبر إنتاج من السكر عام 2019 ، إذ بلغ حجم الإنتاج حوالى 2.5 مليون طن بزيادة قدرها 320 ألف طن عن الموسم الماضى الذى بلغ 2.16 مليون طن.

وقد ارجعت أسباب زيادة الإنتاج، الى الاهتمام بزارعة بنجر السكر مما أدى إلى زراعة نحو 584.6 ألف فدان بزيادة حوالى 105 ألف فدان، وذلك بعد نجاح تجربة زراعته غرب المنيا كأول موسم لها بنسب سكر عالية وانخفاض بنسب الشوائب، كما تم زراعة حوالى 248 ألف فدان من قصب السكر بزيادة قدرها 5.5 ألف فدان.
ووفقا لبعض الاحصائيات الاخرى ذكرت ان متوسط كمية انتاج السكر في مصر فى عام 2019 نحو ( 2.25 ) مليون طن يساهم محصول قصب السكر بنحو(1) مليون في حين يمثل انتاج البنجر (1.25 ) في حين يبلغ الاستهلاك الكلي للسكر حوالي ( 3) مليون طن وتصل الفجوة الغذائية من السكر ( 25% ) وتبلغ نسبة الاكتفاء الذاتي (70-75%) .

سد الفجوة الاستهلاكية وزيادة الإنتاج بغرض التصدير :

مما يتطلب سد الفجوة الاستهلاكية والعمل على زيادة الانتاج التصديرى وخاصة بان الظروف المصرية مواتية للتوسع فى محصول بنجر السكر فى الاراضى الجديدة وهناك رغبة من القيادات المصرية للتوسع فى هذا الاتجاه وهذا يلقى اهمية كبرى فى استخدام الاصناف المناسبة من كل محصول على حدة والتى تناسب كل منطقة مع تطبيق سياسة الصنفية تساهم فى زيادة الانتاج وتعميم التوصيات الفنية للمزارعين بداية من اعداد الارض للزراعة و ميعاد الزراعة الامثل وكل المعاملات التى يتم اجراؤها على المحصول حتى عملية الحصاد بحيث تؤدى هذه العمليات الزراعية ان يعبر الصنف عن قدرته الوراثية ويعظم انتاجه بالاضافة مع عرض لاهم المحددات والمعوقات التى يمكن معالجتها والتى تساهم فى زيادة انتجية محاصيل السكرفى مصر.

الدكتور إبراهيم درويش أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية.