أخباردواجنمقالات

استخدام جسيمات أكسيد النحاس النانونية و خلاصة البلسان فى علاج عدوى الايشيريشيا كولاى فى الدجاج

الإيشيريشيا كولاى أو العصيات القولونية Escherichia coli هي نوع من أنواع البكتيريا السالبة لصبغة الغرام ويتواجد الميكروب بصورة طبيعية بداخل جسم الطائر و ينشط فى حالة تعرضه لإجهاد او الاصابة بميكروب اخر حيث يسمى بكتريا انتهازية – مما يزيد من خطر العدوى و الأعراض حيث يمكن له أن يعيش فى الفرشة لفترة طويلة.

تعد عدوى الإيشيريشيا كولى من أصعب أنواع العدوى البكتيرية التى تصيب الدواجن من حيث الخسائر الإقتصادية التى تسببها الإصابة سواء منفردة أو مرتبطة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أخرى مثل التهاب القصبة المعدى IBV و فيروس النيوكاسل NDV و الميكوبلازما مما يؤدى الى مرض تنفسى مزمن و قد تمتد الإصابة إلى الأنسجة الأخرى.
لعدوى الأى كولى أكثر من نمط فى الإصابة، فمنه النمط العام (systemic form) و فى هذه الحالة تكون الإصابة أكثر خطورة وتتسبب فى نسبة عالية من النفوق نتيجة إنتشار الميكروب وسمومه فى جميع الأعضاء الداخلية الحيوية للطائر مما ينتج عنه خسائر فادحة. أما النمط الأخر و الأقل حدة هو الإصابة الموضعية (localized form) و منها إلتهاب السرة و كيس المح – إلتهاب قناة البيض – إلتهاب العين – إلتهاب المفاصل – إلتهاب الامعاء –الإلتهابات الخلوية – متلازمة تورم الرأس.
تتميز الإصابة بالإى كولاى بأنها تنتقل بسهولة بين الطيور المصابة والسليمة عن طريق الإتصال المباشر أو الغير مباشرعن طريق تلوث العلف والماء بالإفرازات من الطيور المصابة للطيور السليمة وإستنشاق الرذاذ الملوث و الأخطر عن طريق الإنتقال الرأسى من الأمهات المريضة إلى البيض ومنه إلى الكتاكيت.
الأعراض المصاحبة لعدوى الإى كولاى غير مميزة و تختلط مع أمراض أخرى و خصوصا فى حالة الإصابة المركبة مع ميكروبات و فيروسات إخرى كما إنها تختلف بإختلاف العمر و الحالة العامة للطائر وفى حالة الإصابة فى عمر صغير فإن نسبة النفوق تكون مرتفعة بالإضافة إلى وجود إلتهاب فى السرة وكيس المح و إحتقان فى الأعضاء الداخلية و تأخر معدل النمو وأعراض تنفسية , كحة , عطس , خمول وكسلان و فقدان الشهية للأكل والشرب ونقص في الأوزان و إلتهاب في السرة عند الكتاكيت و نقص في إنتاج البيض ,أما الأعراض التشريحية فهي إلتهاب السرة في الكتاكيت و إلتهاب فيبريني في الأكياس الهوائية ووجود مواد متجبنة عليها وإلتهاب فيبريني في الكبد ويكون الكبد محاط بغشاء أبيض وإلتهاب فيبريني في القلب ويكون القلب محاط بغشاء أبيض و تضخم في الكبد ووجود نقط نخرية علي الكبد ويكون عددها صغير وإلتهاب في الغشاء البريتوني الذي يحيط بالأعضاء الموجودة في البطن و إلتهاب في الأمعاء وتسبب إسهال أخضر وإلتهاب في قناة البيض وتؤدي إلي حدوث ظاهرة التبويض الداخلي في البطن وإلتهاب في المفاصل وإلتهاب أنسجة الجلد عل البطن والأرجل .
تظهر خطورة الإصابة بميكروب الايشيريشا كولى فى ظهور عترات جديدة مقاومة للمضادات الحيوية تكون اكثر ضراوة ومقاومة مما يصعب علاج الطيور المصابة متسببا فى تكلفة إقتصادية و خسائر مرتفعة بالإضافة إلى مخاطر عشوائية إستخدام المضادات الحيوية دون عمل إختبار حساسية .
ومن هذا المنطلق يتوجه العالم الأن إلى الأبتعاد عن إستخداد المضادات الحيوية وتقنينها فى الحقل واللجوء إلى بدائل عشبية طبيعية والجزيئات النانوية للوقاية والعلاج من الإصابة بالإضافة إلى ضرورة تطبيق معايير الأمن الحيوى الجيدة بالمزرعة لتجنب حدوث الإصابة و إنتشارها.
و قد برزت تقنية النانو كمجال واعد في البحوث الطبية الحيوية ، حيث تقدم حلولًا مبتكرة لمكافحة العدوى الميكروبية. تُعرّف الجسيمات النانوية بأنها جسيمات ذات أبعاد تتراوح من 1 إلى 100 نانومتر ، وتُظهر خصائص فيزيائية كيميائية مميزة تختلف عن نظيراتها السائبة. هذه الخصائص الفريدة تمكن الجسيمات النانوية من التفاعل مع الكائنات الدقيقة بطرق جديدة ، مما يؤدي إلى تطبيقات علاجية محتملة.
حظيت جزيئات أكسيد النحاس النانوية (CUO NPs) بإهتمام كبير نظرًا لخصائصها الذاتية المضادة للميكروبات حيث تسمح نسبة السطح إلى الحجم العالية للجسيمات النانوية بتعزيز التفاعل وتحسين النشاط المضاد للبكتيريا مقارنة بالمركبات النحاسية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك ، تمتلك CUO NPs خصائص فيزيائية كيميائية مميزة ، بما في ذلك شحنة سطحية عالية ، والتي يمكن أن تسهل التفاعلات مع أغشية الخلايا البكتيرية وتعطل السلامة الخلوية.
في السنوات الأخيرة ، تم أيضًا فحص المركبات الطبيعية والمستخلصات النباتية لخصائصها المضادة للميكروبات. تقدم هذه المركبات تركيبات كيميائية وأنشطة بيولوجية متنوعة يمكن إستغلالها لإمكاناتها العلاجية، أحد هذه المركبات المثيرة للإهتمام هو Sambucol ، وهو مستخلص موحد من نبات البلسان مشتق من نبات Sambucus nigra
و قد ثبت أهمية مستخلص نبات البلسان (Elderberry extract) كمضاد أكسدة قوى و منشط للجهاز المناعى ومضاد للإلتهابات لدرجة إنه تم دراسته كمضاد لفيروس الإنفلوانزا لقدرته على وقف تكاثر الفيروس و تثبيط قدرته على اختراق جدار الخلية.
كما يعد إضافة مستخلص نبات البلسان لعلائق الدواجن أهمية عالية حيث أنه ثبت إحتوائه على فيتامين A,C و العديد من العناصر الهامة مثل الكالسيوم و الزنك والماغنيسيوم والأحماض الأمينية كما أنه يحتوى على عنصر هام وهو الأنثوسيانين والذى يعد مضاد بكتيرى قوى.


الدكتورة مروة على عبد المجيد – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى