يعتبر البروتين أحد العناصر الحيوية المطلوبة لأي نظام غذائي متوازن لأنه يعزز بناء العضلات ويدعم جهاز المناعة لذلك نحتاج إلى تضمين أنواع مختلفة من الأطعمة الغنية بالبروتين في وجباتنا الغذائية ؛ يحتوي الدجاج على العديد من البروتينات والفيتامينات المفيدة للجسم و تصنف الدواجن من بين أعلى مصادر البروتين الحيواني لذا يتزايد الإهتمام بصناعة الدواجن لتوفير مصدر بروتين صحي وآمن للمستهلك. ولكونها من أهم الأنشطة الإقتصادية و صناعة حيوية يهتم القائمين عليها بتحقيق أعلي إنتاجية لضمان إستمرار هذه الصناعة.
تعتبر تكاليف التغذية هي التكاليف العظمي في دورة تربية قطعان الدواجن وكلما إنخفضت تكاليف التغذية وزادت معدلات التحويل الغذائي كلما كان ذلك في صالح المربي والمستهلك علي السواء.
الأمراض المعوية تشكل واحدة من أهم مصادر القلق الإقتصادي في صناعة الدواجن حيث تؤدي إلى خفض الإنتاج وزيادة معدلات النفوق في قطعان الدواجن ؛ وللسيطرة على مثل هذه الأمراض المرتبطة بتربية الدواجن أدي ذلك إلى زيادة كبيرة في إستخدام بعض الأدوية البيطرية مثل الدوكسي سيكلين.
يستخدم الدوكسي سيكلين في مزارع الدجاج كمضاد حيوي للوقاية أو لعلاج الأمراض التنفسية والمعوية البكتيرية فهو مضاد حيوي واسع الطيف يعطي لمعالجة المايكوبلازما و اﻹلتهابات الناتجة عن الجراثيم موجبة وسالبة الجرام مثل (إي كولاى – باستوريلا – سالمونيلا – ستافيلوكوكس – ستربتوكوكس و الكوريزا)
أدي الإسراف في إستخدام المضادات الحيوية (وهو من الأخطاء الشائعة في مزارع الدواجن) أو العلاج المطول بالمضادات الحيوية إلي آثار سلبية ومثبطة للمناعة ، ويقلل من فلورا الأمعاء الطبيعية ، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى الثانوية الإنتهازية ؛ وهذا من شأنه أن يؤثر علي عمليات الهضم والإستفادة من العناصر الغذائية التي تتضمنها العليقة مما يؤثر سلباࣰ علي أوزان الطيور ومعدلات التحويل الغذائي.
في الآونة الأخيرة تم تصنيف البروبيوتيك و إستخدامها كإضافات أعلاف في مزارع الدواجن حيث يمكنها تقليل الأمراض المعوية في الدواجن وتحسين الإنتاجية كما و تقوم أيضاࣰ بتعزيز النمو و زيادة الإستجابة المناعية بشكل إيجابي لدي الطيور.
البروبيوتيك هو عبارة عن كائنات حية دقيقة ( بعض أنواع من البكتريا والفطريات والخمائر) تؤثر بشكل مفيد على الطائر من خلال التوازن المعوي و تحسين خصائص الميكروفلورا ؛ توجد بصورة حرة مثل الباسيلاس وسكاروميسيس أو في مستعمرات مثل اللاكتوباسيلاس و انتروکوکاس و الاسترپتوكوكاس ؛ وتعمل البروبيوتك إما عن طريق إفراز منتجات تقوم بتثبيط تطور البكتريا الممرضة مثل البكتريوسين والأحماض العضوية وبيروكسيد الهيدروجين أو عن طريق التنافس معها علي مواقع الإلتصاق فى الأغشية المخاطية للأمعاء مما يؤدي إلى تنشيط الميكروبات النافعة و زيادة مقاومة الأمراض وتحسين وظيفة الجهاز المناعي و خفض نسبة النفوق وتحسين الوظائف المورفولوجية للأمعاء الدقيقة والتي بدورها تؤثر على معدلات النمو فى كتاكيت التسمين وتحسن كفاءة التحويل الغذائي و وزن البيض و سمك القشرة و جودة البيض من خلال خفض مستوى الكوليسترول في صفار البيض.
هناك بعض الدراسات الحديثة لإستخدام نوى البلح في الأعلاف للإستفادة منه وإعادة تدويره فيعتبر نوى البلح أحد المخلفات الرئيسية لتصنيع البلح للإستهلاك الآدمي ، حيث أنه الناتج المخلف عند صناعة العجوة أو البلح المبخر. ينتج نوى البلح بكميات كبيرة في مصر وبخاصة في مناطق الساحل الشمالي الغربي وشبه جزيرة سيناء .
نواة االبلح غنية بالبروتين والدهون والألياف الغذائية فهي تحتوي على حوالي 10-20٪ من الألياف ، و 10-20٪ من البروتين الخام و 55-70٪ من المستخلص الخالي من النيتروجين بشكل أساسي من النشا (إعتماداࣰ على أنواع البلح) وبعض الأملاح والمعادن والعناصر النادره (بوتاسيوم – كلور- كالسيوم – فوسفور- ماغنيسيوم – كبريت – صوديوم – حديد و نحاس) ، تحتوي نواه البلح علي أحماض (الكابريك – الكابريتيك – اللوريك – الميريستك – البالمتك – الأوليك لينوليك و الستيريك) لذا يمكن إضافته في النظام الغذائي للحيوانات لزيادة القيمة الغذائية ؛ كما وقد ثبت وجود هرمون يعرف بإسم سترون بمعدل 1.9 ملليجرام / كجم من نواة البلح يعمل كمنشط لنمو الحيوانات عن طريق زيادة مستوى الأحماض الأمينية بالدم والإسراع في دخول تلك الأحماض إلي الأنسجة المختلفة بالجسم وإرتفاع معدلات الزيادة الوزنية لحيوانات التسمين.
أشارت بعض الدراسات السابقة في الدجاج والسمان إلى أن إضافة نوي البلح في النظام الغذائي كان ذو قيمة كبيرة لتحسين أداء النمو والإنتاج والوقاية من مسببات الأمراض في الجهاز الهضمي عن طريق خفض درجة الحموضة في الأمعاء و الإستبعاد التنافسي للميكروبات الضارة و تنشيط الميكروبات الجيدة في الجهاز الهضمي ( لاكتوباسيلس ) وإنخفاض (إي كولاي).
يساعد إستخدام البروبيوتيك ونوي البلح علي زيادة معدلات النمو وتحسين معامل التحويل الغذائي و زيادة مقاومة الأمراض في دواجن التسمين.
د.غادة حامد علي
قسم بحوث الكيمياء – باحث بمعهد بحوث صحة الحيوان – فرع بني سويف – مصر